الاثنين، 25 مارس 2024

يوم الشعر العربي واحتفاء بالشاعر سليمان الباروني تعليق الشاعر خالد درويش

 



قدمت قناة الوطنية ضمن تغطيتها لليوم العربي للشعر أو اليوم العالمي للشعر حلقة برنامج ساعة ثقافة بتقديم مباشر من المذيعة المتميزة فاطمة يحي ، وقد استضافتني القناة للتعليق على الأخبار كما هو مبرمج في كل حلقة، وكان الحديث حول أنشطة وفعاليات مهرجان ليالي المدينة الذي بدأ بأمسية شعرية لفرسان المحكية سالم العالم والدنقلي والصيد الرقيعي،والحديث عن محطات ثقافية مبكرة قدمها الباحثان عبدالمطلب بوسالم الذي تحدث عن زيارة الحاج صالح آغا كمبعوث شخصي لأحمد باشا القرمانلي لبريطانيا في عهد جورج الأول عام 1716 وتجديد معاهدة الصداقة الطرابلسية الانجليزية وعن شخصية طرابلسية هو علي بن الصادق العلادي والشاعر محمد بن العربي الذي درس في مصر وعاد 1717 وعينه أحمد باشا مدرسا في جامع شايب العين، اما بدر الدين الوفلي الباحث الشاب والمجد فقد قدم قراءة في تقرير قدمه أحمد ضياء الدين المنتصر للقيادة الإيطالية منتقدا فيه الأوضاع السياسية والاجتماعية وغيرها.
كما عرجت في حديثي حول هذه الأنشطة إلى محاضرة قدمها الصديق القاص عبدالسلام الغرياني "روائيون عالمين من ليبيا" وكانت من تقديم العزيزة فتحية الجديدي حيث تطرق الغرياني إلى ترجمة الكوني الذي يشكل ظاهرة في الأدب العربي فالكوني ظل مخلصا لتيمة واحدة هي الصحراء فهو مختلف ومدهش للغربي الذي يعيش في الثلوج وتحت وطأة الحضارة الغربية وتوحش آليات المنظومة الرأسمالية التي دفعت بالإنسان الغربي إلى البحث عن معاني تحمل صفات روحية وأسئلة وجودية كبرى كما تطرق إلى تجربة الكاتب الليبي هشام مطر الذي كتب سيرته الخاصة من اختفاء والده وما حدث له في عملين هما"في بلد الرجال" و"اختفاء"
كذلك كان للصديق المحامي والقاص مفتاح قناو محاضرة حملت عنوان"الملكية الفكرية" وب‘دارة الإعلامية الصديقة فريدة طريبشان،تحدث فيها عن حقوق المؤلف وقسم أنواع الملكية إلى ثلاث أقسام ملكية فكرية في مجال الصناعي مثل براءة الاختراع وملكية في المجال التجاري مثل العلامات التجاري وملكية في المجال الثقافي وهي المصنفات الفكرية والإبداعية،مشيرا إلى أن المشرع الليبي لم يضع تعريفا دقيقا للملكية الفكرية وأوصى في نهاية محاضرته بإنشاء مركز وطني لحقوق المؤلف الليبي.



الشاعرين حمزة الحاسي وعمر عبدالدايم
وفي سؤال عن يوم الشعر الذي أُقيم بفندق كورنثيا يوم 23/مارس/2024 والذي نظّمته وزارة الثقافة بالتعاون مع مُنظمة الألسكو،وكان من أسوأ ما تمّ تنظيمه ،حيث جاءت الوزيرة بقضها وقضيضها، يتقدمها اللقاقة،والمتزاحمون،والذين يفترشون الأرض أمامها لترفع خطواتها وتنزلها،وهم يلعقون صندلها المبارك.
كانت الربكة حاضرة حيث التنسيق غائب وقراءات للشاعر حسن ادريس ورضا جبران الذي صار يستجدي الحضور كي يستمع له، مما جعل الشاعر علاء الأسطى يوجه كلمة قاسية للحاضرين بقوله أن هذا المكان ليس للشعر وأنه يعتذر عن قراءة قصائده في هذا الجو الذي لم يأت لسماع أو تكريم الشعر مع اعتذاره لأسرة الباروني.
كنت وافقا في آخر القاعة وصفقت لكلمة علاء بحرارة ، كنت الوحيد الذي دوت تصفيقته ، الكل خاف أن يُحسب عليه موقف، وأن يبوء بغضب الوزيرة .



















الأحد، 24 مارس 2024

“الليبية للاداب ” تحتفي باليوم العالمي للشعر بطرابلس

احتفالية الجمعية الليبية للآداب والفنون باليوم العالمي للشعر.


بوابة الوسط

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الأربعاء بدار الفنون، أصبوحة شعرية، وندوة ثقافية حول تجربة الشاعر الراحل علي صدقي عبد القادر، احتفاءً باليوم العالمي للشعر.

وألقى رئيس الجمعية الليبية للآداب والفنون الكاتب إبراهيم حميدان بهذه المناسبة كلمة الجمعية تحت عنوان «يوم الشعر العالمي: لنتذكر في يوم الشعر جهود الذين شقّوا طريقه» مشيراً إلى أن الجمعية وهي تشارك اليوم جماهير الثقافة والإبداع في إحياء اليوم العالمي للشعر، تُذكّر بالدور الريادي الذي اضطلع به الشعراء الليبيون الآباء، في إذكاء الروح الوطنية والاِلتزام الدائم بقضايا الوطن.

وأضاف احميدان أن ذلك «يفرض ضرورة التذكير بالمنجز الشعري من خلال محاورة النص و قراءته، ولا سيّما الذي يُمكنه أن يُسهم في العملية التربوية، له أولوية بالغة الأهمية في مرحلة يتعرّض فيها الولاء للوطن لأكثر من هزّة، و يواجه الواقع ما لا حصر له من مؤامرات الطمع في الركوض و اللهث خلف أصحاب النفوذ والمرتبطين بالأنشطة المشبوهة».

مؤكدًا أن الخيار الأكثر جدوى والأقرب إلى توفير أسباب الفاعلية للشاعر الليبي في يوم الشعر العالمي، هو دعوة المتواصلين مع النشاط المدرسي لإعادة الاعتبار إلى الأناشيد التي تغنّت ذات يوم بعلم الوطن كما فعل قنابة، ولحّنَ كاظم نديم، دون أن ننسى قصائد حسن صالح التي صورت موقف شعبنا من الفاشية، ولم تغفل كذلك تجربة الغربة.

احتفالية الجمعية الليبية للآداب والفنون باليوم العالمي للشعر.

وأقيمت مساءً ندوة ثقافية أدارها الكاتب حسين المزداوي حول تجربة شاعر الشباب علي صدقي عبد القادر تحت عنوان «علي صدقي عبد القادر :شاعر الوردة» بمشاركة نخبة من الأدباء ,تناولت خلالها الشاعرة حواء القمودي في ورقتها «علي صدقي عبد القادر- الشاعر الطفل الذي أشرع الباب محاولة في البحث عن ريادة  الشعر الجديد» سيرة الشاعرة الإبداعية وتفاعله مع الأحداث ومشاركته في المظاهرات التي شكلت نقطة تحول في تاريخ ليبيا المعاصر، وتعرضه للسجن أكثر من مرة كضريبة  لهذه المواجهات، والذي بدا وكأنه مقدمة لديوانه الأول «أحلام وثورة » 1957، ثم وهو يخوض تجربة التجديد الشعري والتي تبلورت في ديوانه «صرخة » 1965, والحاملة في نصوصها على رأي الشاعرة الصراع بين الشعر الحر وقصيدة النثر.

وتوقف الشاعر رامز النويصري في ورقته «الاسم الحركي للكلمة» عند نقطتين يدور حولهما مبحثه، الأولى هي أن النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي يمثل بداية الشاعر في كتابة النص الحديث خارج التفعيلة، والثانية هي أن تسعينات القرن المنصرم مثلت بداية الشاعر في كتابته لقصيدة النثر.

ويلمح النويصري إلى أن التطور الداخلي لنصِّ علي صدقي عبد القادر يبقى هو الشيء الأهم، والذي كان للنثر وقصيدة النثر الدور الأكبر فيه، ويعرض الباحث في ورقته نماذج من آراء الشاعر الراحل في الشعر والكلمة وسياق القصيد، فيقول عن لحظة الكتابة «الكتابة جنون لكن هذا الجنون يظل خارج مستشفى المجانين».

وتحدث الشاعر خالد درويش عن علاقته  بالشاعر علي صدقي عبد القادر من خلا ل عمله بالملحق الثقافي  بصحيفة الجماهيرية، عارضًا نماذج من قصائد مكتوبة بخط يد الشاعر، بالإضافة إلى أهم لوحتي بورتريه التي اشتهر بهما الشاعر والتي كانتا من إبداع الفنان المصري محمد رضا والفنان الليبي أحمد الغماري.

كما أشار خالد درويش إلى الجانب الاجتماعي والوجداني والأدبي في شخصية الشاعر الراحل خصوصًا في تعامله مع جيل الشباب وتشجيعه لهم بالاستمرار في الكتابة والنشر.

وأشارت الباحثة الدكتورة فريدة المصري مستدلةً ببعض نصوصه إلى عشق علي صدقي عبد القادر للكلمة واعتباره إياها كائنًا بشريًا، يرى ويسمع, ويتنفس، بالإضافة إلى توقفها عند مسألة الترميز الوطني في نصوص الشاعر، وكيف تبدو صورة ليبيا في مخيلته الإبداعية.

الاثنين، 18 مارس 2024

الشاعر خالد درويش على قناة الوطنية ليالي المدينة 2024



 الشاعر خالد درويش على قناة الوطنية ليالي المدينة 2024



ليالي المدينة تحتفي بالشعر المحكي

.ضمن فعاليات ليالي المدينة 2024م، خلال شهر رمضان المبارك، تقام مساء اليوم أمسية الشعر المحكي، بمشاركة الشعراء: سالم العالم، الصيد الرقيعي، عبدالمنعم الفليليح، محمد الدنقلي.
تقام الأمسية اليوم السبت 5 رمضان، 16 مارس 2024م، بحوش محمود بي، بزنقة الفرنسيس بالمدينة القديمة، بداية من الساعة 11 ليلاً.الجدير بالذكر إن فعاليات ليالي المدينة تتضمن؛ الدعوية، فعاليات الأطفال الترفيهية، الفعاليات التمثيلية، الفعاليات الرياضية، الندوات، فعاليات الأسواق، فعاليات المعارض.


وضمن فعاليات ليالي المدينة 2024م، ليالي الخير، لشهر رمضان المبارك، تقام مساء جلسة (شخصيات ثقافية من طرابلس)، بمشاركة الباحثين: بدر الدين الورفلي، عبدالمطلب بوسالم.
يدير الجلسة الباحث مصطفى حقية، حيث تتناول الجلسة الحديث عن مجموعة من الشخصيات الثقافية، والتعريف بها وبأثرها في تاريخ مدينة طرابلس.تقام الجلسة اليوم 18 مارس 2024م 7 رمضان 1445هـ، بحوش محمود بي، بزنقة الفرنسيس، بالمدينة القديمة، بداية من الساعة الـ11:00 مساءً.









السبت، 14 أكتوبر 2023

الشاعر خالد درويش: أدب السيرة الذاتية في ليبيا «غير ناضج»

 


 القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 30 أغسطس 2023, 04:09 مساء

قال الشاعر والباحث خالد درويش إن أدب السيرة الذاتية في ليبيا «غير مكتمل وغير ناضج»، معتبرًا أن ذلك النوع من الأدب «لا يزال يتلمس بداياته».

جاء ذلك خلال ندوة حوارية بعنوان (أدب السيرة الذاتية في ليبيا) ضمن فعاليات ليالي المدينة، أقيمت مساء الإثنين الماضي، في ببيت محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس، وفق صفحة «ليالي المدينة- طرابلس» على «فيسبوك».

شارك في الندوة كل من الشاعر والباحث خالد درويش، والشاعر والناقد الدكتور عبدالحفيظ العابد، وأدارتها الباحثة أمل بن ساسي».

دراسات فن السيرة الذاتية قليلة للغاية 
وأوضح درويش أن الدراسات حول فن السيرة الذاتية «قليلة جدًا، مع تردد وابتعاد الكتّاب الليبيين عن كتابة سيرتهم ومشوار حياتهم».

ودعم الباحث الليبي المتخصص في الأدب رؤيته بدراستين أكاديميتين، الأولى رسالة دكتوراه بعنوان «جدلية الذات والمرجعية في سير الأدباء الليبيين» للدكتور حسن الأشلم، والثانية رسالة ماجستير للباحثة نعيمة العجيلي، وهي من أوائل الدراسات الأكاديمية في هذا المجال.

فوضى في مصطلح السيرة الذاتية
شارك أيضا في الندوة الشاعر والناقد عبدالحفيظ العابد الذي قدم ورقة جاء فيها أن «هناك فوضى في مصطلح السيرة الذاتية مع تداخل كتابات أخرى مثل المذكرات والاعترافات واليوميات والتأريخ».


الذاكرة مصدر أساسي لكتابة الاعترافات الشخصية 
واستدل العابد بالكاتب الفرنسي فيليب لوجون، الذي وضع بعض الشروط لهذا النوع، منها أن يكون السرد معتمدًا على الذاكرة.

ويرى الباحث الليبي أن «السيرة الذاتية تعتبر فنًا حديثًا، حتى وإن كان بعض الكتاب الليبيين قاموا بترجمة حيواتهم وسيرهم بأنفسهم، لكنها لا تصنف سيرة ذاتية».

بعد ذلك، تطرق العابد إلى علاقة السيرة الذاتية بالتاريخ، قائلًا إن التأريخ واليوميات أحيانا تتشابه مع السيرة الذاتية.

وفي الختام، أكد أن «الاعترافات لها جذور دينية بالأساس، لا سيّما في الدين المسيحي، كاعترافات القديس أوغسطين».

السبت، 25 فبراير 2023

ندوة للجمعية الليبية للآدب تناقش العهد الملكي في القبة الفلكية (بوابة الوسط)




ندوة للجمعية الليبية للآدب تناقش العهد الملكي في القبة الفلكية (بوابة الوسط)

صحيفة الوسط الليبية

https://alwasat.ly/news/art-culture/388963?fbclid=IwAR1OVWjsjPlF_i9MmeAO44P_W575eC9OVbJI2EigaPdiQRBrAeHY9sDyM7w#.Y-50wX1YWSw.facebook

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الثلاثاء، ندوة أدبية، في القبة الفلكية، أدارها الكاتب رضا بن موسى، ناقشت كتاب «العهد الملكي وأزمة الحكم في ليبيا.. أضواء على سياسة محمود المنتصر تجاه القواعد الأجنبية» الصادر عن دار الرواد لمؤلفه الدكتور ظاهر الحسناوي. بمشاركة كل من الكاتب أمين مازن والشاعر خالد درويش.


مطلب وطني
وفي تصدير تاريخي أشار الكاتب أمين مازن إلى أن محمود المنتصر كان من أوائل الذين شاركوا بتشكيل وفد الجبهة الوطنية الذي تواصل مع الأمير إدريس في المهجر المصري، لتجديد البيعة له ولأبنائه من بعده، أي في حدود ما عرضه مبكرا مؤتمر أعيان المنطقة الغربية بغريان على خلفية تولي إدريس السنوسي إمارة برقة، ليأتي ذلك المشوار الطويل الذي فصله الكتاب تأسيسا على الوثائق، بداية من لجنة التحقيق الرباعية الدولية التي استطلعت آراء الليبيين عقب الحرب ليكون الاستقلال التام هو ما أجمع عليه أولئك الليبيون أينما حلت اللجنة.

وأضاف أن الاستقلال قرر مبايعة إدريس، لا سيما عقب قدوم بشير السعداوي، من مهجره وتشكيله لحزب المؤتمر، باتفاقه مع الحزب الوطني والجبهة الوطنية والكتلة الوطنية أيضا، وهو توجه لم يرق إلى أمين الجامعة العربية عبدالرحمن عزام عندما وجد ضالته في اللجنة الطرابلسية التي تأسست في القاهرة، كإطار برزت فيه لاحقا صحيفة «الليبي» وصاحبها علي الذيب.

الحكومة والحاشية
وواصل بالقول إن ما أغاظ عزام كثيرا كان ظهور الدكتور فؤاد شكري الذي جاء كمستشار للسعدواي وبدا كأنه صاحب الكلمة في كل شيء، مما مكن أي الشكري من الحصول على معظم وثائق المرحلة التي أثبتها في كتابه لاحقا عن ليبيا، وشهد له بسلامة الوثائق مفتاح الشريف وهو ينجز مؤلفاته النفيسة عن تلك المرحلة، والتي يفهم منها مجتمعة دور محمود المنتصر في نشوء الدولة الليبية بشكلها الاتحادي المتكون من ولايات ثلاث وحكومة مركزية أراد لها المنتصر أن تكون ذات اختصاصات شاملة، وواضحة أساسها الدستور المتكفل بشراكة الملك.

وتبع بأن حاشية الملك أرادت أن تكون هذه الحكومة صورية خالية من أي سلطة، تضبط بها المصروفات أو تدار السياسات، كما حدث في تغيير بعض الولاة، وحل المجالس التشريعية في طرابلس وفزان، أو توزيع الأملاك في برقة، وكذا تقييد الأوامر الملكية بتوقيعات رئاسة الوزراء، واستفتاء الإدارة العامة للفتوى والتشريع باعتبارها الجهة القادرة على تسيير الدستور.

وأضاف أن كثيرا من تلك «الأسافين» حالت دون وثوق العلاقة بين المنتصر والملك، ما قاد بالأول إلى تقديم استقالته، احتجاجا علي بعض الوعود التي لم يلبها الأخير، إلا أن أطرافا ووساطات حالت دون الاستقالة ومضت حكومة المنتصر في مشوارها.

وأوضح أن ما جاءت به الوثائق البريطانية عن رجالات العهد الملكي يؤكد نزاهة محمود المنتصر عن تلقى أي أموال خارجية، سواء في تجربته الحزبية قبل ممارسة العمل الحكومي أو بعدها. كما تطرق مازن إلى وضعية حكومة المنتصر في أجواء دولية يسودها الصراع على النفوذ في الدولة الوليدة مقابل محاولة الحكومة الحصول على أكبر قدر من الاستقلالية.

أسئلة ملحة
وتناول الشاعر خالد درويش بعض الملاحظات المنهجية عن الكتاب، واضعا جملة من التساؤلات، منها أن المؤلف أكاديمي ويشرف على رسائل أكاديمية، فلماذا يعرض كتابه على عائلة المنتصر ويقومان بالتعديلات اللازمة، فما هي تلك التعديلات وما المقصود بها؟ مضيفا أنه إذا لم تعجب هذه التعديلات أو الكتاب برمته بلقاسم محمود المنتصر فهل كنا سنرى الكتاب في المكتبات؟

وأضاف أن الكتاب أراد أن يكون حياديا، لكن رائحة التبرير نراها في تعرضه لمواقف الملك إدريس خصوصا في تمسكه ببريطانيا وتحالفه معها، وقد اجتهد في تقديم ما يقارب سبعة مبررات.

وفي استعراضه لمصادرالكتاب، أشار درويش إلى أن جميعها عربية وليبية من منشورات «مركز جهاد الليبيين» وغيره، وأن المؤلف لم يأت بجديد عدا هذا التجميع.

الأربعاء، 9 نوفمبر 2022

حوار مع الشاعر لطفي عبد اللطيف قبل رحيله حاوره / غازي القبلاوي

 



حوار مع الشاعر لطفي عبد اللطيف قبل رحيله

 حاوره /  غازي القبلاوي

 

الشعرية الليبية، حصلت لها بعض الإشكاليات
هذا الجيل يفجائني في زمن يدعى أنه لم يعد فيه متلقين للشعر
لا أقول الغرائبية، وإنما أقول الصورة التي لم تخطر على بال المتخيل

قد كنت بدأتك بالتسليم..
قبيل مجيئي
وملأت فؤادي عطراً
من كلمات الروح
… … …

* من هو لطفي عبد اللطيف، أين هو من الشعر وأين الشعر من لطفي عبد اللطيف؟
- هذا سؤال يجب أن أسأل عنه الذين أصبحوا يتلقونني، سواءً المجايلين لي، أو مجموعة من الشباب الذين أعتز بهم من الجيل الذي بيني وبينه جيل آخر، هذا الجيل يفجائني في زمن يدعى أنه لم يعد فيه متلقين للشعر، فلقاءاتي بهم وقراءاتي على مسامعهم وتواجدهم في بعض الأمسيات التي شاركوا فيها، والحقيقة ربما كان دافعاً لي أن أعيش مرحلة جديدة من الشعر لم أكن لأتوقع أن أعيشها باعتبار أن بداياتي الأولى تأثرت بتلك النبرة أو النغمة الخطابية المباشرة التي كانت تستلهم ما يسمى بالالتزام في الستينات ثم المرحلة الأخرى التي تحولت من نوع من الخطابة إلى المسرحة للصورة الشعرية، وهي الفترة التي صدر فيها ديواني الثالث (حوار من الأبدية)، في هذا الديوان أغلب القصائد هي حوار بين أشخاص وأحداث، أو شخصيات أستحضرها من عالم الغيب أو عالم الموتى، فالقصيدة العنوان هي حوار بين غيفارا، ولومومبا، وغاندي وغيرهم، والتوجه فيها يتناول مشكلات ذلك الوقت التي تظل مشكلات الزمن الحالي كذلك، مشاكل اجتماعية، سياسية أو فكرية يعيشها الإنسان تؤثر عليه. أما الآن بوجود الأجيال الجديدة، وبعد أن تركت النشر وليس الكتابة، ولكنني وجدت أن دائماً أي شكل من أشكال الشعر سواء كان التقليدي أو التفعيلة لا يزال لديه ما يقول، فوجدت أنه يمكن أن يستنطق مجموعة من الغيبيات والواقعيات والتراثيات وكل مال هو إنساني سواء في الماضي، أو الحاضر والمستقبل، فهو ملئ بالفلسفة وبالصوفية والرومانسية، وهو بعيد عن الخطابة. فتظل المسرحة، فلا بد للصورة كي تتحرك من المسرحة.

* قلت وتكررت على لسانك، عن مسرحة الصورة، فهل تقصد إعطاء بعد حواري بين الشخص ومحيطه؟
- هنا لا بد من إعطائي نصاً حتى أستطيع أن أبرهن على المصطلح، فما أقصده بالمسرحة هي طريقة تناول قضية التي فرضت علي نفسها في النص من خلال مجموعة من الشخوص مثلاً أعطي صورة عن باريس سنة 1968 عندما كنت طالباً هناك.. فأقول: عصا ترك/ وإعلانٌ ينوه عن موسيقى جاز/ وهيبي يلعب القيثار لحناً محدثاً ونشاز/ وفيما أعرضت عن أسودٍ مومس وفيما……. طرقاً نحو أخرى/ قالت باشمئزاز ليسقط كل شقر الأرض في قعر الكراهية/ وتسمعه يسارية تحب الشهود والألغاز/ تبادله بجمع السين بعض الحب والبرواز/ عصا الشرطي ورائهما/ وما عرف البكاء سوى بفعل الغاز… هذه الصورة أسميتها المسرحة في بعض القصائد في هذه الفترة ما بين 1968 إلى بداية التسعينات.

* تكلمت عن الخطابة والمسرحة، فما موقع الصوفية في شعرك؟
- هناك من كتب عن هذا الجانب في مجلة الفصول الأربعة عن هذا الجانب، وأعتمد في بحثه هذا على المجموعة الشعرية الأخيرة (قليل من التعري)، إلا أنني أقول أنني لست متصوفاً بيد أني أحب السادة الصوفية ولدي العديد من القراءات الصوفية أنا لا أرى فيما رأيته من أنواع التربية النفسية في كل ما قرأت أو ما مررت به في حياتي، أجمل أو أدق أو أجدى من التربية الصوفية، لكن هذا لا علاقة له بما أكتب من شعر، إلا في مصطلح أو قصة، الإشارة إلى القصص الصوفي وهذا أعني به كل ما يعنيه بالنسبة للنص، والحقيقة أني لا أتخذ قراراً بكتابة نص ما في موضوع ما، وإنما تعرض على صورة من الصور وجدانياً أجدها مبهرة أخاذة، من حيث اللغة، التصور، أو الحلم، المعنى، من جميع الجهات، تستوقفني وأجلس لها، أو من خلال الإحساس فمثلاً أقول:
فراغ وضيق وأول أخبار يومك نفس الطريق/ وآخر أخبار يومك لا شيء مما تطيق، عندما يعرض النص نفسه هكذا، أجد نفسي هذا المدخل أخاذ يعبر عني، نهارك والليل والعملة الصبر/ والسوق تواقة للرقيق.
هنا يتدخل خبرتي أو مكتسبي الشعري، يتعامل مع هذه الهواجس أو الصور التي تعرض نفسها، فنجد أحياناً أن يفاجأ بصورة أخرى فماذا التحرر بين الرحى والحصيد/ وتنور حرث النوى والدقيق.. هذه مجموعة من الصور لعمل الإنسان سواء كان سخرة أو غير سخرة وماذا وبين المجاديف والموج لا حول للبحر لا للغريق وهنا فوجئت بصورة جديدة خرجت مني أنا دون أكون مقرراً لها أن تخرج أو واعياً لخروجها وعياً كاملاً، أو متدخلة فيها الصنعة على الإطلاق، لا ولا أستطيع أن أوجد لها مصطلحاً نقدياً. إذاً لو جاء أحدهم لتفسير هذا المقطع بالذات، هذا تعبير صوفي غير مباشر يعني به الشاعر الله سبحانه وتعالى، له أن يقول ذلك، لكنني هذه الأمور لم تكن واردة في ذهني إطلاقاً، وإنما أقول في تعابيري معكم كلكم أنا أمارس نص شعري، ولا أقول أنني أكتب نص شعري.

* يريدون أن يستطيعوا أو أن يبحروا من قصائد صعبة، هنا لطفي عبد اللطيف افترض أن هناك قصائد صعبة فهل هناك قصائد صعبة وأخرى سهلة؟
- هنا يأتي المعنى في بطن الشعر، أنا لا أقصد بالقصائد الصعبة الشعر، وإنما أن يحققوا أشياء كبيرة، هذا كان قصدي مما قلته.

* هذا ليس ما أقصده، ولكن بشكل تجريدي، هل تؤمن أن هناك قصائد صعبة وأخرى أصعب؟
- أنا لم أتوقع قط أن أسئل هذا السؤال، وهنا فأنا مضطر أن أفلسف إجابتي، وبالتالي أن أقول ما أعرفه لغوياً وهو الصعب والعسير والكبير، والتي يقابلها السهل واليسير والصغير، فالصعب أخذ في مفاهيمنا اللغوية على أنه شيء لا بد منه للإنسان، فهو موجود مع المحاولة الإبداعية.

* لدي لك اتهام فأنا أتهم لطفي عبد اللطيف، فبعد أربعة عقود من الكتابة وبعد عدة دواوين، فهل أنت شاعر؟
- إذا كانت هذه تهمة ورائها عقوبة فأنا أتحمل المسؤولية ولكنني أنا أخشى أن تكون تهمة جمالية وأنا ما زلت لم أرتقِ بعد لأن أدعي أني أنا شاعر أو (الشاعر) بالتعريف، لأن الحقيقة أن المسألة صعبة، فإلى حد الآن هناك عدم فهم لما هي الشاعرية، ماهية الشاعر، فإن البحوث والدراسات والفلسفات مستمرة، فحتى القرآن الكريم تركها من المتشابه، فهناك مذمة في ذكرهم وهناك استثناء أيضاً ولكن ليس بذلك الوضوح، والشعراء أنفسهم لم يستطيعوا أن يحددوا، فإذا كانت الشاعرية أجمل ما فيها إن من البيان لسحرا، هناك بعض الصور التي راودتني وأنا أمارس النص تؤكد لي أنني انتمي لهذه الشريحة من البشر والذين يمارسون التعبير هما شعراء وليسوا فلاسفة أو مفكرين، النصوص في إبهارها لمتلقيها أن هذا الشعر أكثر شاعرية من هذا الشعر أو أن هذا النص متميز عن ذاك أو أن يقولوا أن هذا لدرويش أو لنزار أو هذا لكذا أنا أرجو أن أصل تتميز لي قصيدة نستطيع أن نقول عنها أنها للشاعر لطفي عبد اللطيف، وهنا يستطيع الآخر أن يقول له أنه شاعر، ولكن أنا في إحساسي الداخلي أحياناً بعد هذه المدة الطويلة التي قضيتها في ممارسة كتابة النص الشعري، أقول عن نفسي أني قريباً سأكون شاعراً.

* هل أستطيع أن أقول أنك تقبل الاتهام ولكنك ترفض بالمقابل أن تنعت نفسك بهذه الصفة؟
- أنا يسرني كثيراً أن يقول عني الناقد والمتلقي أني شاعر من أن أقولها أنا.

* يجرنا الحديث عن الشاعرية إلى سؤال هل الحالة الشعرية عن لطفي عبد اللطيف هي لحظة وعي كامل أم أنها لحظة تجلي للنص بداخله؟
- هذه إشكالية ثانية من إشكاليات ماهية الشاعر، وهي ممارسة النص، خارج نطاق أي مؤثر خارجي سواء أكان جسماني أو غيره، النص الشعري عندما يعرض نفسه فأستجيب له فأنا أكون بكامل وعي ولكن ليس كالوعي العادي، هناك سيطرة لهذا التجاوب بين عرض النص نفسه واستعداداتي النفسية والفكرية والوجدانية لأن أتعامل معه.. لكن وعي كامل، عندما تكون الصورة واضحة في الذهن والكلمات لا تتمكن من أن تصورها ساعتئذ يزداد الوعي، يدخل غير الشاعر، يدخل القاموس، يدخل النحو، ولكن في أغلب الأحيان عندما تكون الكلمات مطيعة للصورة يكون هناك وعي ولا وعي، كأنه الحلم الواعي. وهذا لا أعني به الذين يقولون المخاض والمعاناة وغيره، فأنا لا أعني هذا فهذه أشياء أرجو أن أكون قد تجاوزتها ولا أريد مناقشة مصداقيتها من عدمه، وإنما الجميل جداً أن أسئل عن حالة الوعي هذه فهي عبارة وعي كامل ولكنه فيه سيطرة لشيء آخر كالحلم في تلك الحالة، في ذلك النص نفسه، في تلك الصور كيف عرضت نفسها، إلا إذا كانت الصورة صعب على اللغة أن توصلها، فهنا يتدخل القاموس، الخبرة والصنعة، إذاً هو وعيٌ كأنه وعي ، وهو حلم كأنه حلم.

* أنت تقرأ الشعر وتستمع للشعر، فما هو الذي يبهرك في الشعر، اللغة الصورة، الحبكة، الإلقاء؟
- النص الشعري الذي أنبهر به وأتمنى لو أنني كنت صاحبه، هو الذي حتى وإن تناول شيئاً متناول أي مسبوق به يأتي بشكل ليس فيه، بمعنى مخالف لكل ما سبقوه، وهذا إلى حد ما نادر، لن أقول أني أريد وفي التخيل وفي المجاز لا أقول الغرائبية، وإنما أقول الصورة التي لم تخطر على بال المتخيل، وإنما هي جاءت من خلال هذا النص الذي قاله هذا الشعر، هذا المبحث الأول الذي يشدني في النص، هل قال هذا بلغة متقنة أو مختارة أو منتقاة، ربما أستعمل اشتقاق جديد، تصرف في الاشتقاق، فهذه مسألة أخرى وربما أولى، فبمجرد أن أجد خلل لغوي في الأساس أو الخطأ، هذا لا أقرأه أساساً، فأنا لا أقرأه للاستمتاع أو الإطلاع، تعجبني اللغة في الأول يتركني أتماهى مع النص، فإذا كان النص كان مليئاً بالأشياء التي ذكرتها قبل قليل، استمتعت بها، عدت مرة أخرى إلى كيف استطاع أن يطوع هذه الكلمات لمثل هذه الصورة، وتصبح اللغة بعد ذلك نوع من المتعة الأخرى.

* السندبادة، أسم جديد شكله ولونه لطفي عبد اللطيف، وهي من اختراعك، وحتى مجموعتك الشعرية الجديدة بعنوان (قراءات في كف سندبادة) فما هي؟
- الجانب الأول، بالنسبة لي أغلب نصوصي الجديدة دائماً في آخر النص هناك خطاب لأنثى، وهي مثال وليس تمثال، مثال لامرأة مفقودة، موجودة، يعني أنا أتخيلها، مثال لامرأة أتخيلها، فيها أفلاطون، وشهرزاد، ورابعة العدوية، مليئة وليست تمثالاً جميلاً لأتغزل بها، وإنما هي بهذه الهيئة التي عليها بمثالها مقنعة، فأتصور أحياناً أنني لا أتخيل إلا عينيها أحياناً، وكطيف لا أتخيلها كشهوة، امرأة لها من العقل والوجدان ما يجعلها مقنعة، فحاولت أن أوجد لها اسماً لأخاطبها به أحياناً، بدل أن استخدم الضمائر المتصلة أو المنفصلة، سميتها (عاتكة) سميتها (ليلى) وبعض الأسماء القديمة المستعملة، الجانب الثاني أن عالم النساء الذي نعيش معه محروم منها، فهي محرومة على أن تكون هكذا، فلو تعرف معنى الجمال حقيقة تعرف ما هي الحياة وليس فقط العيش، ونحن عالم الذكور يحرمها من الكثير من الأشياء، فلماذا هناك فقط سندباد وتكن هناك سندبادة، أنا سأخترع (سندبادة) وهكذا أسميتها سندبادة، وهو اسم غير مسبوق عند الأناث، واحسست أن كثبر من بناتي وصديقاتي الإناث، وجدوه جميل. ولذلك في القصائد التي ذكرت فيها لم يرد لها وصف.

* في قصيدتك آثار ابتهال قلت ومزدحماً كنت بالناس تمشي وحيداً/ وأقرب للناس ولكن بعيدا.. أريد أن أخاطبك به؟
- هذا الجيلاني طريبشان رحمه الله ولست أنا.

* ألا ترى معي أن هذه ليست للجيلاني فقط وإنما لمعظم للشعراء، مزدحم بالناس ويمشي وحيداً؟ ما تفسير الارتباط هذا الهاجس، الوحدة في خضم الزحمة والزحمة في خضم الوحدة بالشاعر؟
- أحيلك إلى نص قصير فأقول: غاب ازدحامي قليلاً/ قولوا بأني هنا إن جاء أصحابي.
أنا أعتقد أن هناك أناس مزدحمة بقضايا الناس فالشعراء منهم والفنانين الحقيقيين، ومنهم المسرحيين، فهم مزدحمون بقضايا وأناس، وهذا الذي أعنيه وأعتقد أن الشاعر أكثر أهل الإبداع ازدحاما.

* من خلال تجربتك الشعرية الليبية والعربية، أين تجد الشعرية الليبية في الوقت الحالي، أين وصلت؟
- الشعرية الليبية، حصلت لها بعض الإشكاليات، فمثلاً شاعر لست أدري ماذا سيكون عليه لو أنه عاش إلى يومنا هذا، فقد مات صغيراً، وهو الشاعر علي الرقيعي، ففي قصيدته أشواق صغيرة، وهي عنوان ديوانه الأخير، والتي تطغى على كل ما كتبه قبلها، وأنا أتصور، واحد يتحدث عن قمر أخضر، (… ويمد القمر الأخضر للعشاق راحة)، تبقى تبحث فيها ما شئت عن الخضرة في هذا القمر، الذي يمد للعشاق، فلا يدري الإنسان تطور الصورة والحلم والمطمح واللغة، ما كان سيكون عليه علي الرقيعي، هذا من ناحية، عبد المجيد القمودي كان يطاول نصاً كبيراً وهو في سن أصغر من علي الرقيعي وهو أيضاً توفي في سن مبكرة. فعلي الرقيعي أستطيع أن أقارنه بصلاح عبد الصبور فهو من سنه، وبأحمد عبد المعطي حجازي، أمل دنقل خرج بعد هذين الاثنين، فلو كان علي الرقيعي معنا الآن لكان إما سيبقى كما كان أو أنه سيطور من نفسه، بالنسبة لعلي صدقي عبد القادر فقد توقف عن قصيدة التفعيلة وتحول إلى القصيدة الحداثوية فلا يستطيع أحد أن يحكم على هذا التطور، فالشعر الليبي كان الشعر المتمثل بتقليدياته، عند الشارف وقنابة ورفيق وغيرهم، وبدأ به علي الرقيعي فيما بعد، فالشعر التفيعلة سيطر على باقي الجيل الذي أحدهم أنا، الآن فأنت تنقلني نقلة كبيرة جداً، هذه النقلة أجد نفسي أين أضع نفسي في هذه التجربة، فعندما أراكم أنتم، أجد أن هناك جيل أو جيلين غير موجودين، هناك فراغ لم يملأه الذين يعيشون، مثل علي صدقي عبد القادر، خالد زغبية، راشد الزبير، محمد الشلطامي، لست أدري لماذا لم يستمروا أو لم يعطوا الحركة الشعرية، هذا الزخم وهذه الحيوية، أو المرافقة للتطور في المعرب العربي والمشرق العربي، فنأتي للأجيال الجديدة التي أخذت بالنص الحداثوي أو قصيدة النثر، فنجد كم مهول، عدد كبير جداً، فلا أستطيع أن أقول أنهم خرجوا من قراءات الشعر المترجم، فالشعر المترجم لا يكون هكذا كما هم يكتبون الآن، أم انه اختيار للشكل الحداثوي كما بدأ به في بداية السبعينات، فهذا الجيل الجديد، فمنهم من أحترم خصائص اللغة العربية الموسيقية والدلالية وما أعطاه الشعر العربي المموسق عبر تاريخه الطويل، ودخلوا بمحاولة للتميز بنص حداثوي وذي علاقة التعبير المموسق عبر تاريخ الشعر العربي كله. فأنا لا أرتاح لنص حداثي كما أرتاح لنص مفتاح العماري وأضعه إلى جانب نصوص بعض شعراء الجيل الجديد أجد أن نص هؤلاء يمتاز بهذا التواصل مع اللغة، ومع موسيقتها ولا يقل في شكله الحداثوي من حيث تخيل الصورة والعودة بها إلى الواقع، أو عملية الإسقاط، أو الربط بين التراث والمعاصرة، لا أجد فارقاً كبيراً، أما الحداثوي غير المموسق، قصيدة النثر لم تعطي جديداً للنص الشعري، ولكن بعد الاستمرارية والممارسة، سيكون هناك نص شعري حداثوي متميز، إنما هناك مسألة، النص الليبي، والتونسي، والعراقي، هذا لأهل اللغة الواحدة لا علاقة له بالبيئة إلا إذا أسمى مكان، فالعادات العربية واحدة، مسألة البيئة ليست مختلفة، فعدا تسمية أمكنة بذاتها، فهو عبارة عن شعر من داخل الوجدان العربي، التاريخ الواحد، لا أعرف نص ليبي أو نص مصري، فهو نص شعري باللغة الفصحى ينتمي للناطقين باللغة العربية حتى لا أقول الأمة العربية.

 


أدعوك لروحي هل جربت ذلك يوماً ؟ هالة المصراتي

 


أدعوك لروحي

هل جربت ذلك يوماً ؟

                                                                             هالة المصراتي

                                              (1)

لا أظن فأنت رجل خارق للعادة استثنائي الظهور والحضور... في نظري لذا قررت أن أدعوك دعوة استثنائية لوهم استثنائي... نعم أنت وهمي ولكن الأوهام قد تتحول إلى أحلام... والأحلام...أما أن تموت أو تغتصب وأنا أحلامي تفضل الانتحار.. ربما لأنها أحلامي ..!

 لحظة...  هناك شيء ناقص في دعوتي لك  لا بل أشياء كثيرة ، فدعوتي مختلفة جداً عن كل الدعوات التي سبق ودعوت إليها ...

 ألم اقل لك انك استثنائي ؟ ...

 فلا تتوقع أن أقدم على دعوتك دون أن أكون أهلا لأن أدعوك دعوة استثنائية...؟

عذراً فلن يكون هناك طاولة لا حاجة لها ، ولا كراسي ولا باقات زهور ولا فنجان قهوة أو حتى كوب ماء ...؟

ألم اقل لك أنها دعوة استثنائية ...!

 انتظر لا تستعجل الرحيل ...

 هناك الكثير لأقدمه لك في هذه الدعوة سأقدم لك ، صفائي ونقائي وغبائي وحتى حماقتي وجنوني وأفكاري وثرثري وحزني وهمومي ودموعي وكرهي ونزفي و بوحي وهذياني حتى خبثي سأعريه لك في هذه الدعوة .

أرى معالم التهكم على ملامحك لم يعجبك شيء ولكن  انتظر مازال هناك الكثير في جعبتي لذا انتظر لأني أريدك أن تنتظر... !

 واعلم انك ترغب في البقاء..!

فالدعوة تستحق  الحضور والبقاء .. هل أنا أهذي هذا المساء ؟,... أو ربما الصباح ..؟ ربما  لا اعلم 

ما يهم أنك حاضر تتابع بشغف هذا الهذيان الذي سينساب عليك قطرة قطرة , ليغسل جناحيك مني .

 

 

(2)

 

 

ستتابع هذا الهذيان الذي هنا وسأتابع هذيانك الذي هناك دون أن يكون اى منا تابع

هناك في مكان ما في زمن ما كنت تهذي هذيان يشبه بكاء الأطفال , كنت أستمع لذلك الهذيان وأنا أبكي أغسل روحي من أثم ألتصق بها  , روحي المفخخة بالجروح , روحي التي كلما أردت أن اشفيها أدميتها , روحي تلك الطفلة التي أحملها في أحشائي لا ألدها ولا أجهضها  تنبض في أعماقي تمدني بالحياة  في زمن الخيبات , زمن أصبحنا فيه ننهش  لحوم بعضنا ، نعري بعضنا، نؤذي بعضنا حد الموت ولا نموت , ربما لأننا في واقع الأمر لسنا بأحياء , فلم أعد أذكر أخر مرة تنفست فيها من أعماقي تنفساً حياً ، أشياء كثيرة مني أزهقت وماتت ودفنت .

مع هذا لازلت أتنفس .. مازلت أعيش ....

 

(3)

 

الله بيده القدر وبيده مصائرنا ولكن حتماً يوجد معنى آخر للقدر لا علاقة له بمشيئة الله , بل بمشيئتنا نحن البشر .. عندما نعبث بالقدر بإرادتنا 

ذات صدفة قرأت سطور لسيدة كانت تكتب عن نفسها بعري مبالغ , إلى حد أني شعرت أنها نحن ولكن في مكان آخر وزمن آخر , حاولت أن أراسلها رسالة مقتضبة فحواها (( شكراً سيدتي ما أنقى سريرتك .. ليت كل العالم بشفافيتك..))

ولكن حتى تلك الشكراً وقف القدر أمامها  , أخبرني الأثير أنه يوجد خطأ في العنوان حاولت ولكن الخطأ آبى إلا أن يرفضني في كل مرة ويرفض أن يصل شكري لها ...تساءلت في أعماقي وأنا ألمم حقائبي تأهباً لمغادرة المكان متحسرة , ماذا لو أني أردت أن أكتب  رسالة فحواها (( سيدتي الحمقاء توقفي عن الهراء ))  يا ترى هل كان الخطأ سيكون حاضراً ..؟

وها أنا ذا... أتابعها.. وأتابعنى ... وأتابعك..

 

 

(4)

 

تلوكك رغبة الهروب ، تخشى التورط في أغوار الروح .

أراك بوضوح بيت كلماتي تترنح حيناً وحيناً تحاول الثبات لتثبت لي أنك أقوى من لغة الروح  عبثاً تحاول التملص والرحيل , وكلما تأهبت لمغادرتي يأسرك ذاك الوميض الذي يشع من بين الحروف يبقيك معي لوقت أكثر ..

مازلت أهذي ومازلت تتابع هذياني كما كنت من قبل أتابع هذيان تلك السيدة وقبلها أتابع هذيانك أنت..

ويبقى السؤال الذي يردد نفسه في ذهني المنزوع ...هل تستحق شرف هذه الدعوة..؟

 لا املك من الإجابات إلا إجابة واحدة .... سأعلنها في سطوري القادمة  ...؟

 

 

(5)

 

 

 

كم أنا مثقلة بحزني مازلت اطعن في ظهري ومازلت قادرة على رسم ابتسامتي مع كل طعنة ... بعض الطعنات تمزقنا وتسحقنا وبعضها يربكنا وبعضها تقتلنا ... دون إزهاق لروحنا.. ودون تضميد لجراحنا .. ربما مرد ذلك لقسوة طاعننا ..