الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

الشخصية الليبية "قشوط" نموذجا





الشخصية الليبية "قشوط" نموذجا

خالد درويش

 عديدة هي الدراسات التي اهتمت بهذا الكائن الواقع بين فكي البحر والصحراء ، وكثيرة هي الملاحظات التي دونها الرحالة العابرون في رحلاتهم إلى ليبيا وعن الانسان الليبي ، وكثيرة هي الكتب التي اهتمت بهذا الكيان والمكون الذي يقبع منذ آلاف السنين تتقاذفه رياح القبلي ويضرب وجهه ملح البحر ، فلا يجد بدا من الانزواء خلف شجرة تقيه أو وراء جبل يعصمه أو داخل مغارة أو كهف يحميه . كثيرة هي التوصيفات التي حظي بها المكان فللمكان عبقريته الساحرة التي فتنت جميع من مرّ به وكثيرون وقعوا في غرامه ، لكنهم أجمعوا على أن المستوطنين يختلفون اختلافا كليا عن هذه الروعة ويبتعدون أميالا عن هذا الجمال ، فاتحدوا في وصف يكاد يجتمعون حوله وهو العزلة ، والانطوائية والخوف من الغريب . هذه السمة تتردد في كثير من كتابات الرحالة ومن مروا بهذه البلاد ومن كتبوا وأرخوا لها ، فهل حقا أن إحدى مسلمات الشخصية الليبية هي "الانطوائية" والانعزالية ؟ ، وهل لهذه الفرضية أو التهمة إن جاز التعبير ما يبررها أو يدلل عليها ؟. قرأت الكثير والكثير مما كتبه الرحالة حول ليبيا وكذلك من انتضوا لموضوع الشخصية الليبية مفردا ، منذ صرخة "عبدالحميد البكوش" رحمه الله حول الشخصية الليبية وإليه يعود الفضل في طرق هذا الباب مرورا بالكيان الليبي وبالهوية وبثالوث الغنيمة إلي المجتمع الليبي وكتب عبداللطيف حميدة وابوصوة والتير وغيرهم مما ترجم او أُلف مباشرة ، ولقد أرهقني تتبع هذا الموضوع واجتمع لي حوله الكثير من المعلومات والملاحظات ، ولعل المشاهدة والتقريب والعيان لهذه الشخصية الليبية المعاصرة التي تعيش معنا وسلوكها وثقافتها ومميزاتها وتعاطيها مع شؤون الحياة خير مثال لا يوجد في الكتب ، أذكر انني كتبت مقالا في مدة سابقة عنونته بــ (شعب الله الفناص) ،، و(شعب الله القصقاص) وهاتين الصفتين هما من مميزات هذه الشخصية التي دوخت المؤرخين وأبهرت المؤلفين ، فتجد (التفنيص) عادة أصيلة مارسها الآباء والأجداد منذ القدم وكذلك (التقصقيص) أو علم القصقصة وهو الذي انبثق منه الفرع الحيوي لجهاز الاستخبارات المركزي ، فالشخصية الليبية تحمل من هاتين الصفتين الكثير ، هذا ما كان يحمله مضمون المقال ثم استمر البحث والتنقيب وفي كل مرة أسمع بكتاب حول هذا الموضوع أسارع إلى اقتناءه أو الاتصال بمؤلفه ، وحدث في المدة الماضية أن سمعت ببحث حول هذا الموضوع كان ذلك في محاضرة للدكتور عبدالله مليطان حول المؤلفات الأدبية وأثرها في الثقافة وكنت من الحاضرين رغم اعتزالي الشأن الثقافي بجغه ومغه ، وقد انتهزت الفرصة لأسأل الدكتور المحاضر حول رأيه وما تكون لديه من قناعة حول الشخصية الليبية وهو الذي تعامل مع المطبوعات الليبية وجمعها في معاجم عدة فلم يجب الدكتور بل تملص منعا للإحراج ، وفي ختام المحاضرة أشار لي أن أحد الحاضرين قد كتب في هذا الموضوع وله بحث منشور ، غمرني الفرح حين عرفني بالدكتور "مختار قشوط" الذي استشاط فرحا حين رأي اهتمامنا به وبما كتبه وأخذنا الحديث معه حول الكتاب ، كان معي صديقي محمد فرج الذي أصر على أن نقتني نسخة من الدكتور ممهورة بتوقيعه وكان الدكتور في غاية الدماثة والتعاون وحدثنا عن المشاكل التي واجهته في طبع الكتاب وأن النظام السابق كان له ولكتابه بالمرصاد مما دار في خلدي أن النظام السابق ترك جميع القضايا في الكون وانشغل بمتابعة الدكتور وقلمه الذهبي وهذا مما زاد في شوقي وغرامي للكتاب خصوصا حديث "قشوط" حوله والصعوبات التي قفزها إلى أن انقذته جامعة غريان بارك الله فيها ونشرت الكتاب أو الكتيب الذي اتضح فيما بعد أنه محاضرات موجزة قدمت للطلاب لكي يجتازوا الامتحان بيسر وسهولة ، المهم تواعدنا مع الدكتور وتبادلنا أرقام الهواتف وعبر لنا عن سروره بأن أحدا اهتم ، وضرب لنا موعدا في الغد حيث سيحضر لنا نسخة من الكتاب وبعض ما كتبه أيضا كل هذا وأنا أستمع إلى معلقة مديح لا ينتهي وتقريض للكتاب غمرت فؤادي بالشوق فاسعجلت الغد ،، ويا خوف فؤادي من غدِ .. أخبرنا أنه يسكن قرب كوبري الثلاجات وأن نمر عليه ظهرا ،، وبتنا نحلم بفهم الشخصية الليبية وفك رموزها على يديه وجاء الغد والموعد انهمر وانهمر المطر رحمة وخيرا ،، واتصلنا به فكان المطر عائقا وحجة ، ثم انقشعت سحائب الرحمة وصار الجو حارا واتصلنا به ليخبرنا أنه في "السواني" ثم اتصلنا به ثم اتصلنا به ، أسبوع كامل ونحن نتواعد ونتخالف ، وفي المرة الأخيرة اخبرني أنه مطارد أو أنه خائف أو شيء من هذا القبيل لم أفهمه على الهاتف لكني سمعته يقول بوضوح : أنا مشغوووووول ،، مشغول . خرجت هذه الدرة من فمه أخيرا ، ولكن أما كان من الأجدى ان تقول لنا ذلك منذ البداية وأن (توزعنا) بلطف ، فلماذا تعد ولماذا تماطل ولماذا تتهرب وهنا قلت لصاحبي لماذا نبحث عن الشخصية الليبية وأمامنا شخصية ليبية مكتملة الصفات هاهي أمامك أولا : متباهية ثم مجاملة مداهنة ثم متبجحة ثم متهربة ثم كاذبة  ثم خائفة من المجهول وتتبنى بطولات وهمية وتظن أن الكل يطاردها وأن رجال البوليس يتلصصون عليها فتصاب بالتقوقع والإنعزالية والإنطوائية المفرطة ، هاهي أمامك شخصية ذات بُعد غريب وشكاكة ، المهم لم أيأس وعذرت الدكتور فهو ليبي أولا وأخير وبحث عن الكتيب واشتريته فوجدته قد أُلف لطلبة كلية الآداب في مادة المجتمع الليبي وهو من القطع الصغير وبـ 135 صفحة في حجم اليد أو أكبر قليلا ،، وتوكلت على الله بقراءته بعد ثمانية دينارات خسرتها جزافا ، فوجدته يكثر من جملة : ومما تقدم نخلص إلى أن ، وجملة ومما سبق نخلص إلى أن ،، مع أنه لم يتقدم شيء ولم يخلص إلى شيء ذي أهمية تذكر ، فالكل يعلم علم اليقين أن كلمة (مارشبيدي ) وكلمة (سبيزا) وكلمات مثل كوجينة وبوسكو وستوفا وفوركيتا وبريمس) هي كلمات ايطالية وتسعمل في الدارجة الليبية (ص78) مع أنه ناقش موضوع الزعامة وشيخ القبيلة و"التصعيد" لكن الحق يقال لقد حاول الدكتور واجتهد ولكن ذلك فظل الله يؤتيه من يشاء مع أنه يعترف في نهاية كتابه أن هذا الجهد مقدم إلى طلبة الكلية وان هذه محاظرات قد أملاها عليهم وأن هذا الجهد قابل للنقد والتعديل والتطوير ، فبارك الله فيه وبارك في طلبته عماد المستقبل .

الخميس، 12 أكتوبر 2017

When Libya Grew Wings / By KHALED DARWISH


When Libya Grew Wings
By KHALED DARWISHAUG. 24, 2011


Tripoli, Libya


ON Monday, we heard rumors that Col. Muammar el-Qaddafi’s son Seif al-Islam, who we thought had been captured, was on the loose. This news about Seif — the would-be heir who had the gall to gloat at the murder of Libyans trying to strike the diamond crown off his bald, smooth head — shocked all of us. But the young rebels, who had no option left but to advance, shouted: “So what? God is on our side!”
The shock dissipated and a quickening excitement took over, along with an intense desire to end our country’s chronic pain, once and for all. I could hear the cries and cheers of women as they welcomed the young men who had settled in the neighborhood and camped out in some of its school buildings.
At night, another rumor spread, that Qaddafi loyalists in the southern district of Abu Salim were moving toward Zanata, near downtown, to attack. My friend, the Benghazi opposition writer Mohamed Sohaim, who had helped instigate the revolution, stayed calm, reading from a Koran. I called my brothers, who live in Abu Salim. My brother Hakim climbed onto the roof to check, and told me that the highway was empty and that neighborhood strongmen had bombed a mosque because it was broadcasting “God is great” — now a call to arms. A short while later, we found out that the Qaddafi die-hards were not attacking, so we relaxed.
Near dawn on Tuesday, the rebels ate dates and drank water before the daily Ramadan fast. Through the morning, the shelling downtown continued, as NATO warplanes bombarded the Qaddafi holdouts. At 10 a.m., I watched pillars of smoke rise behind the tall buildings downtown, where Colonel Qaddafi’s fortified compound sits.
I saw cars filled with families from the surrounding areas stream thickly toward the Souq al-Juma area and the Tajoura neighborhood east of it, over which the rebels’ flag of independence had been raised. Rebels had flocked there from Misurata, the western mountains and other liberated towns. Around noon, a convoy of Red Cross cars drove through the city, their flags raised.

I settled into an apartment in one of the buildings, to make sure that a sniper could not come in and get up to the roof. The night before last, young men had discovered a sniper in a recently abandoned apartment in the building across the street. He hadn’t hit anyone, but they made out where he was, then climbed up there. They locked the large iron safety door, with its chains and giant locks, and left him to his fate.
Around 1 p.m., I watched pickup trucks loaded with young men as they cradled the body of a martyr — God bless his soul — and called on people to pray for him. They headed toward the Sidi Buker cemetery, or maybe the Hani one. Those cemeteries used to be monopolized by Colonel Qaddafi and his dead; now they have been put to a different use.
Just as the rebels of Tripoli have broken the Qaddafi hold on the city, they have also broken the chains of the past. Our martyrs’ names will be written in bright letters on the record book of Libya’s unbroken history.
I heard the chants of “God is great” from children and women in the mosques as I flipped between radio stations like Radio Free Misurata and Radio Free Tripoli, now in our hands after fierce fighting. I was looking for the state-controlled 
The shelling continued. I heard voices and saw plumes of smoke. I heard the planes high above, and some artillery from a direction I couldn’t identify. I heard that Al Sarim Street was full of the bodies of the dead, including women and children who had fallen to snipers’ bullets and were left in the street because no one dared approach.
One of the revolutionaries rode around to the checkpoints on his bike, warning of snipers in cars who were shooting at people, then driving away. They’d used this tactic before. A few days ago, we were almost killed by one of these snipers who shot at us and then sped off. I found myself prostrate, then crawling until my glasses broke. This is how Colonel Qaddafi wants us to be: crawling. But no more: We have grown wings.
Pickup trucks carrying huge spools of electric cables — used to block the paths of these murderous cars — drove by. Rebels rode around with 14.5-millimeter antiaircraft guns.
Around 2 p.m., the shelling of Bab al-Aziziya was confirmed. I heard the loud calls to prayer, and cheers and chants of praise: God is great; God’s victory draws near. Then we heard that rebels had entered the heart of the compound.
It was the fall of Libya’s Bastille.
At that point I left the apartment and headed to the central neighborhood of Fashloum, near downtown, carrying my camera. I saw young men communicating with walkie-talkies. I found everyone in a state of anticipatory joy. Rebels had gathered food and blankets to help families who had fled the fighting. They took the names of the people and families who had sought refuge with them, in case someone asked about them.
The rebels darkened Fashloum’s sky with heavy smoke from firing into the air. The free men of Tripoli cried for joy. Girls ran barefoot into the street, forgetting to put on their shoes, some forgetting to cover their hair, as they raised their hands to their mouths and sounded ululations that pierced the sky — the free sky.
My son Mohammad waved our new flag of independence in one hand and held a martyr’s picture in the other as he chanted, “The blood of martyrs is not spilled in vain.”Khaled Darwish is a poet and writer. This essay was translated from the Arabic by Ghenwa Hayek.
A version of this op-ed appears in print on August 25, 2011, on Page A27 of the New York edition with the headline: When Libya Grew Wings. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

http://www.nytimes.com/2011/08/25/opinion/when-libya-grew-wings.html



الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

لماذا يكرهوننا،، كليبيين / خالد درويش




لماذا يكرهوننا،، كليبيين

خالد درويش



      لم يتفق المؤرخون  حول الحدود المكانية لمساحة الريح واتجاهاتها الملتوية فهي المراوغة والتي تتماوج أخاديد ترسم فوق التراب ما تشاء ، كذلك لم يتفق السويسولوجيون على صيغة محددة المعايير لألوان الصحراء وسمرة ساكنيها ، ولم يتفق أصحاب الانتربولوجيا على نكهات الشخصية الليبية المعمقة ، فتارة نجدهم يخلطون في وصفة القياسات حتى أنهم زعموا أشياء غريبة عجيبة لهذه الشخصية المقطعة النظير ، وكذبوا عليها بما لا يليق مرجعين ذلك إلى أسباب واهية وضعيفة المنشأ حيث لاغربة في حسد الحاسدين وحقد الحاقدين ، مرجعين أسباب كل ذلك إلى المخلوق الضعيف الذي هو الصحراء . 
هؤلاء الدارسين الأغبياء رجحوا ظنونهم ولم يتحققوا من الأمر فقد اختلط حابل بحثهم العلمي بنابل الوهم التاريخي ، فقد وصفوا سكان هذه المنطقة في كتبهم بأنهم عُصاة قساة ، وهذا لعمرى مجحف في حق الطيبين الطاهرين أنقياء الدم والوريد (لوكان نلقى من يطول وريدي) ، لا أدري من أين تأتيهم هذه الوقاحة العلمية المدرجة فيصفونهم بالقسوة وأن طبيعة الصحراء قد صبغت طبيعتهم وجبلتها بمزيج مكوناتها فصاروا عتاة جُناة ، وما عرف عنهم سوى الطيبة والنقاء ، ولا أدري من أين تأتيهم القسوة وهم الذين لم يحركوا ساكنا بل واخترعوا ترياقا يجمع بين الذئب والشاة في حظيرة واحدة ويؤلف بين الأخ وأخيه في مزرعة أو ميراث واحد ، كثيرة هي المغلوطات حول هذا الشعب وهؤلاء الأقوام فلا تجد أبدا من ينصفهم من أنفسهم (أليسوا هم من أذهل العالم ) وجعلوه أضحوكة يتفرج ويصفق بغباء وبلادة ، نعم هم من ركلوه على قفاه .
ولا أجد تبريرا مقنعا للأسف حول وصف هؤلاء الحاقدين لهؤلاء الغير حاقدين بأنهم قطاع طرق أو (فلاقة) فلم يعرف الوطن الليبي منذ فجر تاريخه إلى غروب شمسه وأفولها بإذن الله حالة انتحارية واحدة قطعت فيها الطريق من طبرق إلى رأس اجدير حيث حمام السلام ( يهديّ) من الملاّحة ويرفرف على الربوع كلها ، ولم يشهد التاريخ أية نزاع حول ملكية أرض أو سنتيمترات قليلة فالأرض ليست ملكا لأحد ومشاعية التراب طبّقها هؤلاء الأشاوس منذ فجر التاريخ فكانت الحبوب أي القمح والشعير تتوزع بين البيوت عبر نظام البطاقات البريدية والصكوك المحمولة ولكل نصيبه ، لم يعرف هذا الشعب الحروب ولا الدماء كما يخطئ السيسولوجيون وأصحاب الأهواء المريضة حتى أن السيوف والخناجر لم تكن موجودة في بيوت الليبيين ولا في مطابخهم كانوا فقط يستعملون الملاعق والشوك فقط ، أما مصطلح السلاح فلم يدخل القاموس الليبي إلا بعد العام 3123 ميلادية وكل ما يروّج عبر الأعين الفضية والأقمار التلفزيونية الغربية هو كذب وتلك الصور التي نراها في الشوارع لدبابات ومدرعات تتسابق ما هي إلا صور كاذبة هدفها زرع الفتنة بين اللحمة الوطنية التي ارتفع سعرها هذه السنوات وصارت في متناول اللا أحد .
لا أدري كيف يحاول المؤرخون اقناعنا بأن ليبيا هي بلد الفوضى وأننا نعتدي على حرمة البحر المتوسط بإرسال الجراد الأسود إلى شواطئهم المليئلة بالأجساد العارية والسابحة في المصايف المستقبلة للشمس الدافئة اللذيذة ، لم تقنعني كل تلك التقارير عن وجود عصابات مسلحة في ليبيا تقتل وتنهب وتغتصب وتشرد وتهجّر وتدمر المدن والقرى ، كيف لي أن أقتنع أن مطار طرابلس الدولي مع تقديرنا لكلمة الدولة أصبح رمادا وكيف لي أن أصدق أن مدينة طرابلس تتراكم فيها القمامة جبالا نصبت وأن سكانها ممنوعون من التظاهر إلا بأوراق رسمية موقعة مع كل نص الهتافات والموافقة عليها ، ولا أستطيع أن أرى وأصدق أن الغزالة التي مرّ الليبيون من أماما ومن خلفها ومن بين جانبيها مئات السنين هم وأزواجهم وبناتهم وعائلاتهم ولم يفكر أحد بأنها (عورة) كيغف لي أن أصدق أنها اختفت ، كيف لي أن أصدق تقارير الأمم المتحدة الكاذبة والمغلوطة عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة وعدد المعتقلين في السجون القسرية المظلمة والتي لا يعرف بها أحد وتدعي هذه الهيئة المدعية والتي تسمى (هيومن رايس وتش) بأنها موجودة وتصر على ذلك هل تعلم هذه المؤسسة العريقة الغيب ، استغفر الله فهو وحده من يعلم الغيب .
لماذا يكرهوننا كليبيين ويفبركون حولنا القصص والإشاعات أيعقل أن قبيلتان تقطنان مكانا واحدا وترعى ماشيتها وابلها في مرعى واحدا مثل التبو والزوية يقتتلان ، لا أصدق ،، إشاعات وكل هؤلاء القتلى هم جرحى مسلسل ينتج قريبا ويعرض يوم القيامة ،  
لست أدري ما هي مصلحة هؤلاء المؤرخين والكذبة بأن يروجوا أخبارا لاوجود لها ويدعون أن مدينة صبراتة الآمنة التقية النقية والتي بناها الرومان الأشاوس وتركوا لها مسرحا دائريا لم يخلق مثله في البلاد( رحمه الله) أن هذه المدينة يعيش فيها (الدواعش) هل يعقل هذا ولست أدري لماذا يفبركون كل هذا ولمصلحة من يقولون ان البارحة كان هناك اشتباكات في زاوية الدهماني وان ارتالا اتجهت إلى المطار لتركيب الإضاءة الخلفية لبعض أجنحته ، مع أنني قريب جدا من منطقة الدهماني ولكني لم أنم ليس من صوت المتفجرات والقنابل ،، كلا لم لأنني أقرأ كتابا عن تاريخ ليبيا وأحلم بعودة التيار الكهربائي وتوفر السيولة في المصارف وأحلم وأحلم وأحلم ،،،،،  

الخميس، 5 أكتوبر 2017



على مائدة الأمم المتحدة 

خالد درويش




لم تهدأ سورة غضب هذه الرياح العاتية بل زادت حدة , تهيج أحزانها كلما رأت أبنائها عالة يتكففون الأمم المتحدة وأشباهها من الأمم , كم من المؤتمرات والندوات  والاجتماعات التي تهتف باسمها عاليا وتنشد معلقة في مديح خصبها وكثرة الحليب في  ضروع ماعزها الجبلي وجمال غزلانها البرية وآيائلها الشاردة في الجبال , كثيرة هي القصائد التي نقحتها ألسنة الأمم في وصف شعرها الطويل وغزارة مياهها الجوفية ونعومة بشرتها التي لوحتها شمس المتوسط الدافئة وهي تتقلب على شاطىْ البحر الأبيض الطويل والذي تقذف فيه الأسماك بنفسها إلى حضن الصيادين مسلمة عليهم مادة لهم يدها بالخير الوفير .كم هي المؤامرات والدسائس التي حاكتها وتحيكها تلك الأمم وأشباهها متخذة من (الزابطية) سلسبيلا وسلما رقراقا لها , المتعاونون معها المتواطئون بحرفية وعبط والذين ربطتهم مصالحهم الشخصية الضيقة والمحدودة فكان الثمن وجاهة وثراء وتنكيلا بأخوة الدم والدين والوطن , ولكن ما هو الوطن في تعريف هؤلاء وفي قاموسهم الشخصي والذي يتكون من كلمات قليلة ودفتر شيكات وفير الصفحات , لم يتمكن عدو من أية أمة ولم يدخل غازٍ بلدا من البلدان إلا بحكومات قزمة فلكل عدو (فيشي) خاصة به وكرزاي او علاوي ومالكي مفصل على مقاس النهب والسلب وما حكوماتنا الرشيدة التي تعاقبت على خنق وقتل وتنكيل الليبيين ببعيد منذ مصطفى عبد الجليل مرورا بالمؤتمر الوطني العام وليس له من الوطنية سوى إشعال فتيل الحرب الأهلية وإذكاء نارها التي رمدت ليبيا بكاملها مرورا بالمتقاتلين الأشاوس على غنائم الدكتاتورية العسكرية التي سبقتهم إلى ذلك والتي ورثوا أسوأ ما فيها وزادو عليه تخريد الوطن وبيعه في مزادات الدول الكبرى والصغرى وأكثرهم إما عميل أو حاقد أو سجين مختل أو تاجر لا يفقه إلا في الربح والخسارة , لقد ابقت الدكتاتورية العسكرية السابقة وطنا واحدا وها نحن نتبارى في تفتيته وابقت لنا أموالا لا تأكلها النيران في بنوك العالم المتعددة شكلت آلاف اللجان لحصرها ولم تستطع فباعت مجملها بالباطن وتركت لنا شبه سيادة وشبه نفط وشبه سجل مدني وشبه مطار وشبه شركة كهرباء وشبه آمان وشبه دعم وشبه بشر وشبه وطن لكن هؤلاء احرقوا السفن واستقبلوا الموت بصدور عارية فكان الموت من نصيبنا ونصيب هذه الغافلة المسماة في غفلة التاريخ (ليبيا) أما هم فقد زرروا قمصانهم ولبسوا ربطات العنق الأنيقة وامتلكوا شركات الطيران والإذاعات والقنوات الفضائية وألفوا الكتب في مديح أنفسهم وتبرير خيانتهم وطاروا بحقائب فارغة إلى فرنسا وبريطانيا وروما وموسكو والدوحة والامارات لكي يغسلوا ايديهم من الدم والخراب في أروقة الامم المتحدة . فشكرا