أم العز الفارسي
تقدم هذه القراءة الأولية ملمحا مهما من ملامح الحركة الثقافية كما تجلت في تجربة إبداع المرأة الليبية، تلك التجربة المتميزة التي لم تخرج عن مدخلات الحراك الاجتماعي والسياسي لمجتمع طالته الكثير من التحولات، كان للمرأة نصيب فيها.
وقبل أن أستعرض ملامح هذه التجربة وتطوراتها، أتذكر العلاقة الخاصة بالكلمة والإبداع التي نمت بين جوانحي، ككل إنسان يعشق الكلمة دون نظر لهويته أو نوعه الإنساني، فمنذ سنوات الصبا عشقت الكلمة باعتبارها الحياة والحلم وسر الوجود، حاولت بواسطتها أن اعبر عن ذاتي الصغيرة وطموحاتي الكبيرة ورسمت من خلالها تصورا لمستقبل ساحر تضيئه النجوم ويتلألأ فيه الفرح غناء" بالحب والإنسان، كانت كلمتي التي أكتبها خاطرة أحيانا وقصيدة أحيانا أخرى تتطلع إلى الأفضل في كل شئ للإنسان، للمرأة، للرجل، وللوطن، لغد يتساوى فيه البشر ويبنون فيه مجتمعا يسوده الوئام والحب.
بقلب لا يملك غير المحبة ولا يعرف أن يرى غيرها كنت أنحت كلماتي لكن هذه المرحلة بطموحاتها الكبيرة وتجاربها الصغيرة انتهت مع نهاية السبعينات بقصيدة (هي الحرب.. فلتسقط الراء) كانت عنوان مرحلة من الصعاب والإشكاليات هزت الكثير من أفكاري ومعتقداتي الرومانسية التي كنت رهينة لها، فنأت بي عن الواقع وما يضطرب به من قضايا وإشكاليات متشابكة لم أكن في تلك المرحلة المبكرة من عمري أدرك خفاياها وأبعادها.
و هكذا وجدتني أغادر ساحة الإبداع أحمل جرح الكلمة التي كنت اعتقد أنها ما خلقت إلا لتكون طيبة، غير أن التجربة صفعتني بقسوة وجعلتني أدرك أنها قد تكون مدية حادة تخترق القلب وتمزق الوجدان المفعم بالمحبة، وعرفت للكلمة وجها آخر، وجها بغيضا تبصق به الألسن سبابا ولعنات واتهامات كاذبة. ولكن ماذا يمكن أن يفعل الإنسان الذي عشق الحياة كلمة ! ؟.
ليس غير الانكفاء على النفس وعزلها، ومحاولة التفكير في كيفية بديلة للتعبير عن الذات دون المساس بما تحتويه من عواطف ومشاعر وأفكار، وبذلك وجدت نفسي أكتب في دفاتري الصغيرة عن أشيائي وذاتي وانكساراتى وأحتفظ بها في درج خاص لا تطاله الأيادي الباحثة عن الإساءة، وتعودت طمس رغباتي في إعلان ما تحتويه نفسي، ووجدت أن بإمكان فعلي أن يعبر عما تجوش به النفس عبر العمل و العطاء، فتوجهت للعمل الإنساني المتاح حيث تطوعت في الحركة الكشفية وعملت بالهلال الأحمر الليبي، وجدت في هاتين المؤسستين مجالا عمليا رحبا للتعبير عن الذات وللإبداع في مجال آخر غير الأدب، وهو مجال الواقع الاجتماعي وإشكالياته وهمومه الصعاب التي تواجه المجتمع و حركة تطوره، وانصب اهتمامي العملي على قضية التنمية بشقيها تنمية الموارد الاقتصادية وتوفير الحاجات الإنسانية بالدعم المباشرة للمجتمعات البشرية غير القادرة، وتنمية القدرات البشرية بالتدريب والتأهيل والتطوير للقدرات الكامنة والمبدعة في الإنسان، ونالت المرأة اهتماما ملحوظا، أشرف الهلال الأحمر الليبي على العديد من البرامج شملت دور حضانة ومشاغل يدوية وصناعية ومزارع ذاتية ومكتبات ومراكز ثقافية، وكان ذلك في العديد من بقاع العالم الثالث – الذي تطلقه عليه أدبيات السياسة تأدبا بدلا عن المجتمعات المتخلفة – وقد أشرفت على إداره البرامج التنموية في الهلال الأحمر الليبي وركزت جل اهتمامي على تنمية قدرات النساء في كل مجالات الحياة، واستطاعت المرأة المستهدفة في هذه البرامج تحمل مستويات عالية من المسؤولية في إدارة مصير مجتمعها والقيام بمهامها الوقائية والعلاجية على أتم وجه في مجالات العمل الاجتماعي والثقافي وخدمة البيئة الإنسانية.
لقد فتحت هذه التجربة عيناي على حقيقة، وهي كيف يمكن للإبداع الفكري والأدبي أن يعالج قضايا الإنسان وإشكالياته المتنوعة وكيف يضيء بصيصا من النور والأمل أمام القدرات الكامنة في أعماق الإنسان وهو يصارع من أجل نهوضه وتقدمه؟
عرفت من خلال هذه التجربة كذلك أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة والأدب في تنمية وعي الإنسان وإدراكه لحقيقة وجوده وما يتأسس على هذا الوعي من تطور وتنمية لكافة أشكال الحياة، ذلك أن الوعي هو الذي يمكن الإنسان ليغير الواقع من حوله..
هذه المقدمة شهادة بالغة الخصوصية تعبر عن تجربة تكاد تتماثل خيوطها لتنسج تجارب معظم النساء اللائى أتيح لهن خوض غمار حقل الإبداع، و تتشابه هذه التجربة في خطوطها العامة كثيرا مع مجمل تجربة المرأة الليبية المبدعة خلال الأربعين سنة الأخيرة تقريبا، والتي سأحاول أن استعرضها بصورة بانورامية ترصد مسيرة الإبداع للمرأة في بلادنا والمراحل التي مرت بها تجربة بعض الأقلام الرائدة في هذا المجال.
وقبل الخوض في رصد معالم تجربة الإبداع النسائي في بلادنا أشير إلى أن واقعنا الثقافي بشكل عام يعاني الباحث فيه من إشكالية قلة المصادر (الكتب) فمعظم ما أبدعته الأقلام الليبية في الثقافة منذ أن عرفت المطابع الحديثة طريقها لبلادنا في أواخر القرن الماضي، متوزع بين العديد من الصحف والمجلات السياسية والثقافية والاجتماعية ولذا فإن الباحث يجد نفسه لاهثا وراء المصادر محاولا أن يخلق منها أرضية مرجعية تساعده في معرفة أشكال وطبيعة التطور الثقافي وهو في بحثه يواجه كما هائلا من المراجع والدوريات الكثير منها لا يمكن الحصول عليه بسهولة أو يسر ويتطلب تصنيفها والبحث فيها جهدا ووقتا كبيرا، لهذا أجدني ملزمة ومنذ البدء بالقول إن الملامح التي سوف أرسمها عن الإبداع النسائي في ليبيا سيعتريها بلا شك شئ من القصور والضعف بسبب من قلة المصادر التي توصلت إليها واعتمدتها كمراجع لورقتي هذه.
ومن المعروف أن ثقافة أي مجتمع من المجتمعات هي تعبير عما وصل إليه من تقدم ورقي، ذلك أن الثقافة تجسد قيم وأفكار وممارسات للعلاقات الاجتماعية المعبرة عن التطور الذي يشهده الواقع.
والمطلع على تاريخنا الثقافي في ليبيا سيلاحظ ضعف نمو الحياة الثقافية فيها، و يرجع ذلك لأسباب سياسية اجتماعية ذات طابع تاريخي، لقد ظلت ليبيا تعيش حتى أواخر القرن التاسع عشر في عزلة سياسية وثقافية عن بقية أنحاء الوطن العربي نتيجة للحكم العثماني الجائر الذي جثم على صدر بلادنا ما يقارب الخمس قرون لم يشغله فيها إلا القرصنة والابتزاز والإتاوات التي كان يثقل بها كاهل أبناء شعبنا، لم يقم الحكم العثماني طوال هذه القرون الخمس ـ منذ سنة 1551ـ التي حكمنا فيها بأي مشروع من المشاريع ولا حتى حاول أن يطور أي بنية من بنى المجتمع الليبي، ولهذا لم تعرف بلادنا أي شكل من أشكال التطور ولم تعرف الاستقرار الاجتماعي أو السياسي إلا في فترة وجيزة أثناء الحكم العثماني الثاني (1855-1911) الذي حاول أن يقوم ببعض الإصلاحات والتحديث، فانشأ مدرسة الفنون والصنايع وبعض المدارس للتعليم الحديث، ولكن الليبيين لم يهنئوا كثيرا بهذه الإصلاحات ولم يحالفهم الحظ ليستفيدوا منها، فقد منوا بالغزو الإيطالي وبقسوته التي استهدفت إخضاع الليبيين وجعلهم أتباعا لإيطاليا المدعية أن ليبيا هي الشاطئ الرابع لها، ومن أجل ذلك عمل الاستعمار الإيطالي على القضاء على معالم الشخصية العربية الإسلامية في المجتمع الليبي وقطع صلاته بتاريخه الحضاري عن طريق محاربة اللغة والثقافة العربية ويذكر الأستاذ (كامل عراب) أن الخطة التي اعتمدها الاستعمار الاستيطاني الإيطالي في القضاء على المقاومة الوطنية وجذورها كانت تقوم على عزل المواطن الليبي عن كافة أنواع الثقافة والتعليم، لهذا نجد أن الاستعمار الإيطالي الذي جثم فوق أرضنا اثنان وثلاثون سنة ( 1911ـ 1943 ) خرج بعدها دون أن يخلف أي قاعدة تعليمية أو ثقافية.
في مواجهة هذه الخطة التي كانت تعمل على طمس ملامح الشخصية الثقافية الوطنية لعبت الزوايا والكتاتيب الدينية دورا بارزا في محاولة الحفاظ على الهوية الثقافية لشعبنا وصيانته من التشويه والتذويب في الثقافة الاستعمارية، لكن دورها لم يتعد تحفيظ القرآن ومبادئ القراءة والكتابة الأولية.
أما الأدب الفصيح وخاصة الشعر ـ رغم محدودية انتشاره وعدم وجود إرث ثقافي في مجال الأدب ـ فقد حاول بإمكانياته المحدودة التصدي للهجمة الاستعمارية والدعوة للجهاد، وفي مرحلة أخرى للمطالبة بحق الشعب الليبي في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة فوق أرضه، فكانت قصائد (أحمد رفيق المهدوي) شاعر الوطن وقصائد شيخ الشعراء الليبيين (أحمد الشارف) والمجاهد (سليمان الباروني) والشاعر (أحمد قنابة)، كانت هذه الأصوات قد اتخذت من المجلات والصحف العربية والليبية التي أنشئت في عهد الاستعمار الإيطالي أداة لمناهضة الاستعمار ، ووسيلة لدعوة الليبيين للدفاع عن حقوقهم العادلة في التعليم والمشاركة في إدارة شؤون بلادهم السياسية، وهكذا كانت محاولاتهم تعبيرا عن الانتماء للثقافة والحضارة العربية والإسلامية ودفاعا عنها.
وقد ظل التعبير عن واقع الشعب ووجدانه ومعاناته محصورا في الأدب الشعبي السجل الخالد لثقافة مجتمعنا الليبي، الذي عبر من خلاله عن السنوات الصعاب، عن الحزن والفرح، عن العادات والتقاليد والقيم، عن روعة انتصاراته وعن معاناته في المعتقلات والمنافي، سجل الأدب الشعبي بالحكاية والقصيدة والموال تاريخ جهاد الأبطال وهم يواجهون جحافل الإيطاليين المعدة بأحدث التجهيزات العسكرية ببندقية (بو صوانه) وهي بندقية يدوية استعملت في عهد العثمانيين ولا تقارن بتجهيزات الإيطاليين واستعداداتهم.
ولم تعرف بلادنا استقرارا أو نهضة ثقافية إلا عقب الحرب العالمية الثانية التي دارت الكثير من معاركها فوق أرضنا وأثخنت جسد بلادنا بجراح أخرى رغم أن شعبنا ليس له فيها ناقة ولا جمل.
بدأت بوادر النهضة الثقافية في ليبيا مع عودة عدد من المهاجرين الليبيين الذين فروا من قمع وتسلط الاستعمار الإيطالي إلى ديار المهجر في المشرق العربي، خاصة سوريا ومصر، وإرسال بعض البعثات التعليمية الجامعية إلى الدول العربية، وبعودة هؤلاء بدأت تباشير العمل الثقافي تعرف طريقها إلى مجتمعنا، فاستجاب الشباب لدعوات التجديد التي جاءته عبر الكتب المشرقية والمجلات التي حملت إليه نتاج الفكر العربي والعالمي، فعرفت الحياة الثقافية الشعر الحديث والمقالة الأدبية والقصة، وشهد الواقع الثقافي معاركا بين الأجيال الشابة الطامحة للتجديد والأفكار واقتباساتها، وبين المحافظين على النسق القديم، ولعل من أبرز القضايا التي شهدت حوارات مطولة وكتابات مختلفة في الصحف والمجلات الليبية الصادرة ذلك الوقت قضية المرأة ومشاركتها الحياة الاجتماعية، وقضية السفور والحجاب والتعليم وغيرها من القضايا ذات الصلة، التي حمل لواءها في تلك المرحلة من بدايات الخمسينيات عدد من المثقفين الطامحين لتحديث المجتمع وتطويره وما كان ذلك ليتأتى لهم دون إسهام المرأة ومشاركتها في دفع عجلة الحياة في المجتمع والنهوض به.
هنا قد يبرز سؤال عن المرأة الليبية وأين هي من هذا كله ؟
شاركت المرأة الليبية الرجل كل المراحل وتفاعلت مع الظروف بإحاطاتها وقمعها، وبانفراجاتها وآمالها، ولم تكن يوما إلا مشاركة بحسب الأدوار التي حوصرت بها، بل أنها تجاوزت بعض الخطوط في محاولة لإثبات الذات والإعلان عن الهوية المستقلة والقادرة على الفعل ضمن السياق العام للمجتمع.
تحت ظلال القبيلة البدوية المحددة لأدوار أفرادها، و بحسب ظروف البيئة المتحكمة في الحياة التي يشكل التنقل بحثا عن العشب والمياه قانونا لوجودها، تشكلت وضعية المرأة في المجتمع البدوي، فلعبت دروا بارزا في الحياة الاقتصادية ومساهمتها في شؤون بيتها، فهي (النفاقة) المرافقة للرجال في مواسم الزرع والحصاد، وهي الراعية للبقر والشياه والإبل وهى الرفيقة للرجل الليبي في سنوات الكفاح والجهاد أثناء الاستعمار الإيطالي، تحمل الزاد والماء وتداوي الجراح وترفع من همة الرجال بأشعارها وأهازيجها، ذلك أن المرأة البدوية في ليبيا كانت ومنذ القديم تشارك في الحياة الثقافية، حيث يوجد في نجوع البادية ما يسمي ببيت (الجلاس) وهو محفل يتبارى فيه شباب البادية فتيان وفتيات ويقيمون مسابقات في حفظ الشعر والحكمة الشعبية، وتشرف ابنه شيخ القبيلة على هذه المسابقات وتقام في بيتها وتسمي (السلطانة) وعادة ما يتم التعارف بين الشباب وتشهد مواسم بيوت الجلاس اختيار العرسان بعضهم بعضا نتيجة للردود الشعرية والروح المتخاطب بها.
يحتفظ سجل الشعر الشعبي الليبي بأسماء العديد من الشاعرات لهن ملامح شعرية عن تاريخ الجهاد وجور المستعمر ورصد معاناة الليبيين في المعتقلات ومقاومتهم للمستعمرين ونذكر منهن: (أم الخير عبد الدايم) شاعرة معتقل البريقة، وهو معتقل أقامته السلطات الإيطالية للقبائل العربية الليبية التي كانت تدعم فصائل المجاهدين بالمؤن والعتاد، أقيم وسط الصحراء إلى جانب معتقل العقلية الشهير ومن قصائدها في المعتقل حكمك جاير يا (باريلا)*
فني المال ورق العيلة
ضديتك رعيان سلايل
وتحارب فى ناس رعية
ماسكنا في بومختار *
إلى كاد أركان الحربية
كما اشتهرت الشاعرة الشعبية (داروها العبار) بقصيدها الشعرية الشهيرة في وصف اللحظات الأخيرة لحياة شيخ الشهداء عمر المختار، ولحظات إعدامه فتقول.
حل تكارير البدعية
يقهر فيها
ملعون المينة والبية *
كانت المرأة البدوية تلعب دورا مزدوجا في الداخل، حيث شؤون بيتها وأسرتها وخارجه تعارك الحياة لتوفير الاحتياجات الضرورية وخدمة دورها في القبيلة. بينما كانت نساء المدن يرزحن تحت واقع التقاليد لمجتمع أبوي يمنع المرأة من المشاركة في أي شكل من أشكال الحياة خارج البيت الذي تعيش فيه مجرد خادمة للذكور، تلبي حاجات الأب والأخ ومن بعدهم الزوج والأولاد، ولا تملك داخل هذا البيت أي رأي يخص حياتها أو كينونتها إلا فيما ندر.
هكذا فإننا لا نجد في التاريخ الاجتماعي الليبي المعاصر أي فعالية تذكر المرأة إلا بعد بداية الثلاثينات حين استطاعت بعض نساء المدن المعروفات واللائى أتيح لهن فرصة التعليم – وهن غالبا من بنات الأسر المتمدنة في ذلك الوقت – أن يقتحمن بصعوبة بعض مجالات الحياة العامة وكان مدخلهن في ذلك محاولة إنشاء مدرسة لتعليم البنات وإنشاء جمعية نسائية تعني بشئون المرأة وقاضاياها، وفى هذا المجال يبرز اسم السيدة (حميدة العنيزى) كأول امرأة ليبية تعلمت في تركيا وحاولت عند عودتها تأسيس أول مدرسة لتعليم البنات في ليبيا، كان ذلك في منتصف العشرينات، ورغم العراقيل والصعاب التي وضعها الاستعمار الإيطالي في وجه هذه المدرسة ومديرتها إلا أنها استطاعت أن تخرج جيلا من الطالبات اللائى لعبن دورا بارزا في النهوض بالحركة النسائية فيما بعد، ومنهن السيدة (خديجة الجهمي) التي سنذكر إسهاماتها لاحقا.
يلاحظ في تلك المرحلة كذلك بعض محاولات الكتابة الاجتماعية بأقلام نسائية تكتب عادة باسمها الأول في مجلتي ليبيا المصورة وطرابلس الغرب في الفترة ما بين 1935-1940 ، وكانت هذه الأقلام تقارن ما بين وضع المرأة الليبية ووضع المرأة في المشرق العربي التي أتيح لها فرصة الخروج والتعليم والعمل، وكانت تستشهد بوضعية المرأة في عهد الرسول عليه السلام وخلفائه الراشدين، كما ركزت كتابتهن على توعية المرأة بالأساليب الحديثة لادارة البيت ورعاية شؤون الأسرة.
لقد حاولت فيما تقدم أن أقترب بكم من نسيج الواقع الليبي في مراحله المختلفة لامسه بعض الصعاب والإشكاليات التي عانى منها، وذلك لاستقصاء الواقع الذي نبعت منه حركة الإبداع النسائي حيث لم تتضح ملامحه إلا في سنوات الخمسينات مع كتابات (زعيمة الباروني) ابنه المجاهد والشاعر (سليمان الباروني) المتتلمذة على يديه وعاشت معه سنوات الجهاد وصعابها وسنوات البعد والألم في المنفي في الهند إلى أن عادت إلى أرض الوطن في أواخر الأربعينات امرأة ناضجة ومثقفة، تشارك بفاعلية واضحة في الحياة الاجتماعية والثقافية الوطنية، تكتب المقال والقصة تحت اسم (بنت الوطن). السيدة زعيمة الباروني تعتبر واحدة ليس فقط من رائدات العمل النسائي بل هي رائدة في كتابة القصة القصيرة في ليبيا ومجموعتها (من القصص القومي) التي صدرت سنة 1958 تعتبر ثاني مجموعة قصصية تصدر في ليبيا بعد مجموعة (نفوس حائرة) لعبد القادر بو هروس سنة 1957. و يتشكل المناخ العام لقصص زعيمة الباروني من حواديث الجدات وقصصهن للأحفاد، وما يتسامر به الناس في مجالسهم الشعبية عن نضال
الأجداد وجهادهم.
"نور العين والجوبة بعيدة حن القلب لا وهاما يريده"
يردد الليبيون هذه الأغنية الجميلة المعبرة عن العواطف الدافئة والمشاعر الجياشة تجاه الوطن وتجاه الأحباب الغائبين، ويتذكرون مع كلماتها المبدعة (خديجة الجهمي) التي يطلق عليها الكبار قبل الصغار ماما خديجة، وهي مع زميلتها (حميدة بن عامر) من أوائل الأصوات النسائية التي سمعت عبر الأثير فكن أول مذيعتين في الإذاعة الليبية منتصف الخمسينيات، عاش الليبيون مع أحاديث السيدة خديجة الجهمي الاجتماعية التي تعالج قضايا وإشكاليات المجتمع، ماما خديجة واحدة من المبدعات الرائدات في كتابة الأغنية الشعبية وهي من أوائل المجددين في شكل كتابتها، كما تعتبر خديجة الجهمي أول امرأة تترأس تحرير مجلة نسائية ليبية، وهي مجلة "المرأة".
في سنة 1955 تخوض إحدى الكاتبات الليبيات تجربة الاغتراب مكبرا، إنها الفتاة الطموحة (خديجة عبد القادر) التي لم يشف غليلها أن تتخرج من مدرسة المعلمات في سنة 1954 وتشتغل بإحدى المدارس الابتدائية كان حلمها كبيرا يتجاوز نطاق الواقع وإمكانياته، ونقرأ هذا المقطع الذي تحدثنا فيه عن طموحاتها.
"لم يكن طموحي يقف عند هذا الحد فصرت ألاحق ما تخرجه المطابع من كتب وأعكف على القراءة والدرس وأعمل على إغناء ثقافتي وتجديدها بجهود لا تعرف الكلل، ولازمتني فكرة الدراسة المنهجية المنتظمة، ولكن أين؟ أفي الخارج؟ وهل تستطيع الفتاة الليبية أن تخرج وتسافر، الفتاة الليبية التي لم تختلط بالرجل، هذه التساؤلات جميعها ازدحمت برأسي وظلت تطرق دماغي باستمرار، الأمر الذي جعلني أضحى أسيرة هذه التساؤلات بعد أن كانت هي أسيرتي"
وتنجح خديجة عبد القادر بفضل جدها ومثابرتها وبتشجيع من أخيها الشاعر على صدقي عبد القادر في الحصول على دورة تعليمية (بمعهد تنمية المجتمع) في مصر، سنة 1955 تسافر وحيدة إلى مجتمع جديد لا تعرف عنه شيئا ولتتعلم معارف جديدة عن العالم الذي حولها.
لقد كانت تجربة السفر هي تجربة الاختلاط الأولى في حياة خديجة عبد القادر وهي التجربة التي أربكتها في بدايتها والمقطع الآتي يوضع هذه الحالة
"في الوقت الذي أقوم فيه بتلك الإجراءات وجدت نفسي تجذبها عوامل سلبية وأخرى إيجابية، فالأولي تحثني على الرجوع لأهلي ووطني بالطائرة التي أتيت بها، هذا الشعور ينزع بالإنسان إلى حياة الاستقرار للهروب من المسؤولية، والثانية تحثني على الكفاح والتضحية من أجل إرضاء رغبة الطموح لخدمة المجتمع الإنساني وكنت أشعر كأن ألف عين تتطلع إلي تراقب حركاتي وتحصي أنفاسي".
لقد رصدت خديجة عبد القادر تجربتها الدراسية في مصر من خلال كتابها (المرأة الليبية والتربية الأساسية) وهو نفسه موضوع أطروحتها في معهد التنمية الاجتماعية وواصلت الكاتبة الحديث عن تجاربها في الحياة بأسلوب المذكرات في كتابها الثاني الذي يحوى تجربة رحلتها إلى بريطانيا وعيشها لفترة من الزمن في مجتمع أوروبي له عاداته وتقاليده وقيمه التي تختلف عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع الذي جاءت منه، وقد صورت الكاتبة تجربتها هذه في كتابها (ليبية في بلاد الضباب) وسجلت تجربتها وما مر بها من أحداث. كتابات خديجة عبد القادر يمكن تصنيفها ضمن كتابة المذكرات الأدبية، أو أدب الرحلات بجانب ما تحتويه من آراء في المجتمع الليبي وتركيبته وعاداته وتقاليده.
على هذا الطريق الذي مهدت له كتابات زعيمة الباروني وخديجة الجهمي وخديجة عبد القادر وأخريات لم نتمكن – للأسف – من الاطلاع على كتاباتهن، شقت المرأة المبدعة في ليبيا طريقها إلى عالم الكتابة والإبداع.
اتسعت مجالات الإبداع النسائي في ليبيا، فمع اكتشاف النفط في بداية الستينات، تجلت مظاهر التغيير، اتساع رقعة التعليم واقتحام المرأة مدرجات الجامعة بأعداد لا بأس بها مع انتشار وسائل الإعلام، وتطور الحركة الثقافية الليبية، جعلت الواقع مهيأ"، فبرزت أسماء لكاتبات ليبيات في عالم الشعر والقصة والمقالة، فعرفت الحياة الثقافية في الجامعة وخارجها أسماء: ربيعة بن صويد
، فوزية بريون، نجاة طرخان، نظمية عياد، منيرة استيتة، لطفية القبائلي، نادرة عويتي، شريفة القيادي عواطف الغرياني، حليمة وصديقة عريبي، مرضية النعاس، وغيرهن من الأسماء اللائي اقتحمت ساحة الإبداع، وكان لهن إسهاماتهن الواضحة في مجال الشعر والقصة والمقالة، وشكلت كتاباتهن بمختلف أشكالها الأدبية، بانوراما تعبر عن واقع و طبيعة هذه الكتابات والأجواء التي تدور حولها، وتنقل صورة نمطية عن المجتمع وما يدور فيه.
ومثل ذلك يلاحظ على كتابات شريفة القيادي ومرضية النعاس، حيث تنحصر كتاباتهن ضمن إشكاليات المرأة وعلاقتها بزوجها وأبيها وأخيها وأبنائها، والعادات والتقاليد المكبلة لخطواتها، وتتسم بعض قصصهن برومانسية تحاول التعايش مع الواقع بخلق صورة زائفة عنه رغم مرارته وهكذا لم تكن كتاباتهن الا تكريسا غير مباشر للموروث الاجتماعي واعترافا بسيطرة الرجل على القدرات الذاتية المبدعة للمرأة في شكل مباشر أو غير مباشر.
حملت السبعينات رياح تغير عاتية عصفت بالتركيبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الليبي بفعل ثورة 1969، و زيادة عائدات النفط والذي أسهم في رسم تركيبة جديدة للواقع الليبي جاء هذا التغير عقب أزمة طاحنة شهدتها التركيبة الاجتماعية لمجتمع ما قبل الثورة الذي لم يستطع مواجهة تحديات التحديث والتعبئة الاجتماعية ومتطلبات التنمية الاقتصادية والسياسية، وهذا ما أدى كما يقول د. (زاهي المغيربي)، إلى إحساس الفئات الجديدة المثقفة بالغربة تجاه النظام الملكي التقليدي، ومن جهة أخرى، فإن اختلاف القيم والتوجهات والمعتقدات التي تحملها هذه الفئة الجديدة وتناقضاتها مع قيم وتوجهات ومعتقدات النخبة الحاكمة ساهمت في تعميق أزمة الشرعية وعدم استقرار النظام السياسي للنظام الملكي، فيما طرحت الثورة رؤية جديدة تهدف إلى تحديث المجتمع وتطويره من خلال خلق تنمية اقتصادية حقيقة، وهذه التنمية لم يكن لها أن تتحقق إلا بمساهمة من المرأة التي اقتحمت مجالات الواقع الجديد المفتوح أمامها على صعيد التعليم والعمل والمشاركة في بناء المجتمع الجديد الذي لم تعد إشكالياته تتوقف عند خروج المرأة للعمل أو سفورها بل أخذت مناحي جديدة تتعلق بماهية الدور الذي تلعبه (والتابورات) المحاصرة لها وهي تمد خطاها في ميادين الحياة العامة.
أسئلة جديدة تجترئ على الموروث القائم وعلى الذهنية السائدة المؤطرة للمرأة كجسد يتمتع به، يمكن له أن يتنفس قليلا في الشوارع أو الطرقات أو خلف المكاتب، ولكنه يعود إلى مملكة الرجل يقدم حصيلة عمله ويقدم جسده لإرضاء شهوات الرجل عن هذا العالم المكتظ بالمحرمات وبالأسئلة المسكوت عنها في ذاكرة المرأة الإنسان بكل كيانها كتبت فاطمة محمود وفوزية شلابي وسامية المسماري وزاهية محمد على، عن واقع المرأة في مجتمع يشهد تغيرات وتطورات متسارعة تجذب البعض إلى عالم التقاليد والتخلف وتدفع بالبعض الآخر إلى التمرد والرفض لكل القيود المكبلة لادارة المرأة الإنسان.
كانت قصص وأشعار فاطمة محمود، وأشعار وروايات ومقالات فوزية شلابي، وقصائد سامية المسماري، ومقالات وقصص زاهية محمد علي، تعبيرا عن نقلة متقدمة في وعي المرأة الليبية المثقفة التي اقتحمت مناطق الحذر الاجتماعي وكشفت عن الذاكرة المكبوتة للمرأة، وإذا كان القدر قد اختطف زاهية محمد على في ريعان شبابها، وبداية عطائها الإبداعي، وظروف اجتماعية حالت دون أن تواصل سامية المسماري إبداعها الشعري، فإن فاطمة محمود وفوزية شلابي شكلن بكتاباتهن وإسهاماتهن في الحياة الثقافية رموزا بارزة في الإبداع الليبي في هذه المرحلة.
تتميز كتابات فوزية بمستوى عال من النضج الفني وبجرأة في التناول لقضايا وإشكاليات الواقع الليبي.
تعتبر فوزية شلابي من أغزر الكاتبات الليبيات إنتاجا من حيث الكم، فقد صدر لها أربعة دواوين شعرية خلال فترة قصيرة نسبية وهي:
( في القصيدة التالية، أحبك بصعوبة) سنة 1984.
(فوضويا كنت، وشديد الوقاحة) سنة 1985.
(بالبنفسج أنت متهم) سنة 1985.
(عربيدا كان رامبو) سنة 1986.
ومجموعة قصصية:
( صورة طبق الأصل للفضيحة) سنة 1985.
بالإضافة على روايتها: (رجل لرواية واحدة).
وكذلك مجموعة كتب نثرية في السياسة والفن والأدب، ولعل عناوين هذه الكتب تفصح بشكل نسبي عن جرأة فوزية التي تتعدى اختيار العناوين إلى طبيعة القضايا المطروحة في شعرها، وقصصها التي تعري فيها الواقع وتكشف عن المحظور في التجربة الإنسانية المرفوض الإفصاح عنه إبداعيا.
وكتابات فوزية لا تتطرق فقط لهموم وإشكاليات المرأة، بل تتناول إشكاليات الحياة المتعددة، وتتجاوز خطوط حمراء في العديد من المواضيع خاصة السياسية التي تشكل قيمة رئيسية لمجمل نتاجها، حيث تحاول أن تمتزج ما بين الذات والموضوع، ما بين أحاسيسها كامرأة متمردة على الواقع وبين واقع الإنسان العربي في صراعه من أجل الوجود الحر الكريم و في قصيدتها "صه انتصار" تقول الشاعرة فوزية شلابي:
أيتها الدولة الجبانة لا ترتعبي
أيتها الصافرات صه
ويا أيتها المدافع الأثرية
لا تخوضي حربك التجريبية
ضد قلبي
ويا سيدي الجلاد، السياف، السجان
عائدان..ثم
عائدان..ثم
عائدان
لم يصدر لفاطمة محمود حتى " كتابة هذه الورقة 1992.سواء ديوان واحد هو (ما تيسر) رغم غزارة إنتاجها المنشور في الدوريات الثقافية الليبية والعربية، وهي معروفة على نطاق واسع في العالم العربي باعتبارها تدير إحدى أجرأ المجلات النسائية العربية وهي مجلة (شهر زاد) الجديدة وتكتب الشعر والقصة برؤية جديدة تعبر عن تجربة المرأة وعلاقتها بالآخر بدون أن نلمس الحذر أو الخوف من مواجهة الرغبات أو كشف العلاقات الحميمة في عالم المرأة الذي يسدل عليه المجتمع جلبابا من التحريم يصادر جسد المرأة وعقلها.
فاطمة تعري الوعي الزائف للرجل وتفضح ضحالة رؤيته للمرأة، و من قصتها "قبل أن تطلق رصاصة الرحمة" تعرى جسد الرجل المقدس وتفضح عفونة شهوته في التملك سواء كان فردا أم مجتمعا أم سلطة.. تقول فاطمة:
يدها تدخل طقس الذاكرة.. تصطدم في اللحظة بيد شبقه تجوس جسدها تضغط صوب شهوة الامتلاك .. فحيحه يحاصرها.. الخ.
وجهه الرصاص.. يده الصفراء
جسده اللزج.. مائة النتن.
بصقت على الجدار المقابل.. عليه
ينسحب داخل خوذته كالحلزون
على المدينة.. على الرطوبة
على جسدها.. بصقت
أتفوه.. تفوه
هذه الروح المتمردة الرافضة لأن تكون مجرد جسد مكبل بقيم متوارثة من عصور الانحطاط نلمسها كذلك في قصائد عائشة إدريس ضمن ديوانها "أشياء بسيطة" وهي الروح التي تمزج ما بين جسد المرأة والواقع الكريه، في قصيدتها "سيد المساءات الوقحة" تقول عائشة:
كل النساء في هذا الزمن العاهر
خطن فروجهن..
غير أن الولادة..
كانت تفاجئ الجميع
وكان الوليد..
ينسل من جسد طفولته
عند بوابة الرحم المتمرد
ويعلن في رصاصة الفجر
اغتيال صدور الخيانة
في هذا الأفق الرحب من عالم الكتابة الذي خاضت غماره المبدعات الليبيات نتعرف كل يوم على أقلام جديدة مبدعة في مجالات الشعر والقصة.
فبجانب لطفية القبائلي ومرضية النعاس وشريفة القيادي ونادرة عويتي وفوزية شلابي وفاطمة محمود وعائشة إدريس، يقف جيل جديد من الكاتبات اللائى عرفتهن الحياة الثقافية الليبية مع بداية الثمانينات مثل أسماء الطرابلسي، كريمة بشيوة، خديجة الصادق، تهاني دربي، ليلي النيهوم، أنيسة التائب، سعاد الجهاني، حسنة المشاى، أم العز الفارسي، وكلهن شاعرات يكتبن قصيدة النثر ويخضن غمار التجربة الشعرية، يبحثن عن جمال النص ويخترقن حرمة السؤال بعاطفة مبهورة للحياة شفى عنفوان تفاصيلها اليومية الممتلئة بآلام والضحكات، يكتبن قصائد وخواطر ضاجة بالرغبة في كسر حواجز الخوف وتجاوز الراهن بكل ما يحمله من ثقل لقيم وتقاليد تكبل انطلاقة الإنسان في صنع يومه وغده المشرق، في كتابات هذا الجيل نقرأ لغة شفافة تصنع من اللحظة صورة جميلة للحب والحياة.
من قصيدة " امرأة لكل الاحتمالات " نقرأ لخديجة الصادق هذا المقطع:
ومن طول ما انتظرته..
مسندة على النافذة خدها الشاحب..
تورد الزجاج لما رآه مقبلا..
على ساقيها العاريتين القي نظرته الشبقة..
أحست بلزوجة تحاصرها..
ركلتها بعنفوان..
ثم ركلتها بدلال..
ثم ذابت في حرارتها..
شفافية اللغة والألم أذى يقرص به الحب القلب المشدود بنبضاته للوطن، تعبر عنه تهاني دربى في إحدى محطات "الحب ينزف أكثر" فتقول:
النزول من الجبل إلى السهل.. سهل
.. لكن طعم الماء.. مر
ومر.. حب هذه البلاد..
.. ولكنه يفيض من القلب..
وإذ يفيض من قلب تهاني حب هذه البلاد، فإن أنيسة التائب، تنثر نبضاته حين تصافحه في قصيدتها "ذاكرة الحلم" فتقول:-
حين أراك..
.. يصافحك القلب..
ناثرا أمامه ارتجافات نبضه..
وبعد.. فالقائمة تطول حين نستشهد بعطاءات المبدعات الليبيات، فخارطة الإبداع النسائي تتسع رقعتها كل يوم بتجارب ومحاولات في الشعر والقصة والمقالة، تكتبها أقلام تمتلئ بالرغبة
في اقتحام الحياة واحتضانها، لتعبر عن كينونتها وهي تصارع أمواج الواقع العاتية. وما هذه المحاولة المبتسرة، إلا صورة بسيطة عن واقع المرأة المبدعة في بلادي ليبيا، عن طموحاتها وتجاربها وأسئلتها الكثيرة والكبيرة، تجاه ذاتها ومجتمعها والعالم من حولها، وهى ليست رصدا ولكن مجرد إضاءة قابلة للتطوير.
مراجع للورقة:
أولا: الكتب:
1- كامل الهادي عراب، معارك الأمس (طرابلس:المنشأة العامة للنشر والتوزيع 1986).
2- د. هنري حبيب، ليبيا بين الماضي والحاضر (طرابلس: المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع)1981.
3- د. خليفة التليسي، رحلة عبر الكلمات (طرابلس: الشركة العامة لنشر والتوزيع، طرابلس 1961).
4- خديجة عبد القادر، المرأة والريف في ليبيا، (طرابلس 196).
5- دليل المؤلفين العرب الليبيين (دار الكتب، طرابلس 1977).
6- د. زاهي المغيربي (من محاضراته في طلبة الدراسات العليا، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة قاريونس، بنغازي 1991).
7- كتب فوزية شلابي وفاطمة محمود المنشورة والتي تم الاستشهاد بها.
ثانيا: الدوريات:
تم الاطلاع على مجموعة من الدوريات الليبية وتشمل أعدادا مختلفة من مجلات ليبيا المصورة، طرابلس الغرب، المرأة، المرأة الجديدة، البيت، مجلة شهر زاد، ومجلة الفصول الأربعة، وصحف الحقيقة، الأسبوع الثقافي، الفجر الجديد .