محمد الاصفر
الشمس الثقافي
جميل جدا أن يسبق الافتتاح الرسمي للمهرجان افتتاحا شعبيا تشارك فيه الناس بعفويتها وحبها للحياة والمرح والسعادة عبر قافلة إفريقية تسير في أرض خضراء كلها ينابيع وفواكه وكأنها الجنة تختلط فيها قرع الطبول مع اهتزاز أوتار الآلات الموسيقية الإفريقية الأصيلة مع رقصات الحرية الممزوجة بالعرق الإفريقي الطاهر عرق الحياة والذي لا يخرج من الجسد إلا نتيجة صدق وجداني وجهد نقي فطري بري.. في هذه التظاهرة ستختلط دماء القارة الإبداعية وسيتهاطل مطر العرق على أرض افريقيا التي يبسها الاستعمار لتزهر وتنبعث من جديد .. هذا الاتحاد الفني الثقافي ما هو إلا انعكاس لمجهودات الساسة عبر تفعيل مناشط الاتحاد الإفريقي وآخرها حضورهم جميعا إلى سرت برعاية الزعيم الليبي القائد معمر القذافي واتفاقهم على خطوات متقدمة تجعل منهم قارة قوية منحازة للحق ومتماسكة وآمنة ومرتوية ولا تشعر بالجوع في أرضها ولا تكون مثلما كانت من قبل نخلة أو شجرة مطر مائلة ترمي بخيرها بعيدا .. فإفريقيا للآفريقيين شعار أطلق منذ عقود وها هو نراه اليوم واقعا ملموسا لا ينكره إلا جاحد أو مريض .. وسيبدأ الافتتاح الشعبي للمهرجان مساء الأحد
الرابع من ناصر(16.30) ليكون العالم على موعد مع الثقافة الإفريقية حيث تشهد "الانطلاق الشعبي" للمهرجان الثقافي الإفريقي، في استعراض شعبي كبير يسبق الحفل الفني الذي يحضر له الفنان كمال والي بمشاركة 350 راقصا و120 تقنيا، بالإضافة وبمشاركة أسماء فنية لامعة على غرار الفنانة وردة الجزائرية ويوسو ندور وسيزاريا إيفورا وأمازيغ كاتب والنجمة السينمائية إيزابيل عجاني .
وبالعودة إلى تفاصيل العمل الفني الاستعراضي الضخم الذي يشرف على إنجازه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ستعكس 53 شاحنة ممثلة لدول الإتحاد الإفريقي، حجم الإرث الحضاري والثقافي للقارة السمراء في عمل انتقائي لأهم الرموز والميزات والمعالم الخاصة بكل دولة وفق عمل إبداعي بأنامل جلها جزائرية، تلخص التنوع والثراء الذي سيعيشه الجمهور الجزائري في الافتتاح الشعبي انطلاقا من ساحة "صوفيا" إلى ملعب الشهيد فرحاني بباب الواد، وقدأشرف على تحضير هذا الحفل الاستعراضي الشعبي الكبير الذي استغرقت مدة إنجازه والتحضير له 60 يوما، 17 فرقة تابعة للديوان الوطني للثقافة ،وقد بلغ عدد الفنانين الجزائريين المشاركين في العملية 60 فنانا بين نحاتين ورسامين يتوزعون على عدد من ولايات الوطن منها مستغانم، بجاية، وهران، تمنراست، غرداية، باتنة، إليزي، عين الدفلى، تيزي وزو، سطيف، برج بوعريريج، سيدي بلعباس، قسنطينة، بسكرة، ميلة، المدية، البليدة والجزائر العاصمة ..
إضافة إلى أن 34 وزيرا قد أكدوا حضورهم في مراسيم الافتتاح، ومن بين ضيوف الجزائر، تشهد التظاهرة مشاركة مثقفين وشخصيات سياسية وثقافية وفنية وإعلامية من بينها الحبيب، بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، والسيدة كاتلين كليفر، أرملة إلدريج كليفر والسيدة سامية نكروما، ابنة الراحل كوامي نكروما، والسيدة جاكلين كيزربو، أرملة جوزيف كيزربو، ومدير مجلة "رونيسونس أفريكان، الأمريكي كوينسي تروب، بالإضافة إلى المخرج الأمريكي الكبير داني غلوفر، إلى جانب ميراي وأوليفي فانون، نجلا الراحل فرانتز فانون، وأميناتا درامان تراوري، كاتبة وشخصية سياسية مالية، والشاعرة الأمريكية جاين كورتيز،والمطربة الجنوب إفريقية دوروتي مازوكز ومواطنتها سونتي منديبال التي تعد "مريم ماكيبا الجديدة" بالإضافة إلى حضور صديق الثورة الجزائرية جاك فارجيسكما تشارك الجماهيرية العظمى بوفد ثقافي رفيع المستوى يرأسه أمين المؤسسة العامة للثقافة نوري الحميدي .