الخميس، 3 يوليو 2014

بالخيمة الثقافية على هامش معرض للكتاب الأمسية الشعراء العرب






متابعة:خيرالله إبراهيم خيرالله
الشمس الثقافي

من الفاعليات البارزة لمعرض طرابلس الدولي للكتاب أمسية الشعراء العرب في اليوم الثالث الموافق 10/11/2010ف ...هذه الأمسية المنتظرة من الكثيرين من عشاق الشعر و اللغة  في محفل الكتاب الدولي "معرض الجماهيرية الدولي للكتاب " ..للقاء مع أسماء لطالما سمعنا بها و أخرى مألوفة لنا الشاعر نورالدين صمود و الشاعر بوزيد حرز الله و الشاعر فاروق أبوشوشة لتصدح بكلمات مرتحلة مع أفواه مبدعيها لتشنف أذان الحاضرين الذين سبقهم الشغف إلى "الخيمة الثقافية" التي نصبت على هامش المعرض و ما لبثت أن تفرغ حتى تمثلي مرة أخرى حضوراً لسماع ما يقدمه الشعراء من قصائد في أمسية شعرية كان القاسم المشترك بين الملقي و المتلقي هو حب الشعر و اللغة و الكلمة و الكتاب...
كانت هذه الأمسية بحضور كل من أمين المؤسسة العامة للثقافة و أمين لجنة إدارة الهيئة العامة للصحافة و كل من أمين عام مجمع اللغة العربية و عدد من الأدباء و الكتاب و المثقفين بالخيمة الثقافية على هامش المعرض ال>ي يدب جيئا و ذهاباً بعشاق الكتاب
قدمت هذه الأمسية الشاعرة و الإعلامية عفاف عبد المحسن التي رحبت بالحضور الكريم و الشعراء الضيوف ال>ين يحتفلون معنا بالكتاب في دورة علي مصطفى المصراتي و أضافت قائلة "هكذا هي الحياة تصدح بها بلابل الشعر بجملة متأنقة و متغنجة بكلماتنا يرحل فيها الروح و الوجدان " و من هنا قدمت الشاعرة "عفاف عبدالمحسن" الشاعر العروبة الجزائري "بوزيد حرز الله" هذا الشاعر الذي ولد عام 1958ف  خريج اللغة العربية و عمل في التعليم له العديد من الدواوين الشعرية الصادرة منها "مواييل للعشق و الأحلام" في العام 1985ف و "حديث الفصول "في العام 1986ف و مجموعة من القصص الشعرية للأطفال...صاحب قصيدة "الجنوب" الوطنية المعروفة...
إثر تقديمه أعتلى الشاعر أبوزيد حرزالله المنبر و شكر الأخوة هنا في طرابلس على حسن الإستقبال و عبر عن خجله بالقراءة قبل الشاعر الكبير فاروق أبوشوشة ..
قراء الشاعر بوزيد حرز الله قصيدة من الوجع الجزائري و هي بعنوان "وديان الموت" يقول مطلعها:
من مأقي القصيدة تقفز أجنحة للورود
أستفيق على وقع رعشتعها و 
الشرود مدى المتبقي في رهبة الحالة مستفزة
فدعيني أسكني جسدي
ن خيبتنا لم تعد تجمع الشمل 
فيها الذي يشعل النار من حولها و يفكك من أجلها قلبه و الكذب
و فيها الذي يشرع الباب للريح يشدو في كل يوم وطن
للجزائر صورتها القدسية تحفظها سدرة المنتهى
و أنا حين أسرى بيا العشق كانت تراتيل هوراس
تحدو بقلبي و تسقيه من نبعه المشبع "
ثم ختم الشاعر قصائده بقصيدة أخيرة قال فيها شيء من الحب و هي بعنوان "هي و البحر"و وهي في غزل إمراءة تسبح مهداة غلى كل النساء المتحجبات و يقول في مطلعها:
الصيف البحر لو قيل السحر هي السحر 
أغراها فانسابت خجلة بالثوب
و  في الثوب جمر
شلال من فتن حر تختال و قافلة عطر 
لا يدري العري بساحته ما معنى أن يخفى الزهر
فالشمس تضئ وإن حجبت 
و البدر على الغيم البدر
إثر هذه القصيدة التي ألقاها بوزيد حزرالله  قدمت الشاعرة عفاف عبدالمحسن الشاعر "نور الدين صمود" معرفة بسيرته الذاتية لهذا الشاعر الذي ولد عام 1932 قليبية ، ولاية نايل بتونس درس بالزيتونة ، حتى البكالوريا ثم واصل تعليمه العالى فى جامعة القاهرة وحصل على دكتوراه الدولة عام 1991 درس فى التعليم الثانوى ، ثم فى كليتي الشريعة وأصول الدين بالجامعة التونسية ، ثم المعهد العالى لأصول الدين بجامعة الزيتونية ، والمعهد العالى للموسيقى 
تقول القصيدة من الشعر الحر
عيناكي جدولا نبيذ
عيناكي يا حبيبتي فراشتان حلوتان عمرهما إخضرار
لؤلؤتان تشرفان من صفاوة المحار
لم تشبعا من زرقة البحار 
حماماتان تبحثان تسألان عن دفء وكر هادئ مسيج بالحب و الحنان
عيناكي مخبأن للوجين و النظار و زورقان أخضران عليهما حمواة من البهار
يسافران في المدى المخضوضر و يحلمان بالصفا و الجوهر 
في شاطئ صخوره من مرمر و رماله من عنبر
تلوح في أعماقه جزيرة لم تخطر في بال السفن"
إثر هذه القصيدة ألقى الشاعر قصيدة أخرى بعنوان "شعر" هذه القصيدة التي وجد فيها تنجيد لقصيدة لم تكتب و تعقيبا لقصائد كتبت يقول فيها:
أطعمته الروح و لكن بعد ما شبع
و القلب في إثره مذ طار ما رجع
و من دمائي كم أسقيته غذقا كي ما أروي الذي مهجتي زرع
الشعر طيف رغيب ظل يزكرنا و في الحشاشة من أعماقنا قطع
وهبته العمر إن العمر في يده والقلب ذاك الذي منه قد إنصدع
و الشعر عندي ملاك سابح ابداً يطول بالشاعر الخلاق إن وقع
و جئته اليوم أستجديه قافية في موكب لفحول الشعر قد جمع
لكنه نفر كالريد معرضة حتى بدت نجمة في السما إرتفع

إثر إنتهاء الشاعر نور الدين صمود من هذه القصيدة شكر الجمهور على حسن الاستماع و أعتلى المنبر الأستاذ جمعة الفاخري ليقدم الشاعر الكبير فاروق شوشة و الذي حيا في كلمته الحضور و قال
"سألت الأرض لم كانت مصلى و لم كانت لنا طهر و طيبا و قالت غير ناطقاً إني جعلت لكل إنسان حبيبا ...أيها الأحبة مساء القصيدة و هي تبصر طريقها إلى القلوب بعينين من ضوء من ألق و حلم في وطن الحلم الجميل وطن القصائد و السواسن و العصافير في ليبيا الجميلة في عرسها عرس الكتاب الذي تخفق له قلوبنا و تحلق بجناحي كتاب زائرة كل قلب يهفو للوطن و ينبض للوطن و يعشق الوطن أيها الأحبة لقد ورطتني هذه الأنسة الشاعر و لكنني لا أتبرأ محبة أن أقف أمامكم محيا و مقدما لقامة كبيرة من كبريات قامات الوطن العربي الكبير ..لقد أحببنا فاروق شوشة منذ أن درب قلبنا و أسماعنا على حب لغة العرب لغتنا الجميلة و هو يؤثث فضاء اللغة بذوق عربي شعري جميل ..ليبيا الجميلة تحيي الشاعر الجميل فاروق شوشة و العرب تعرف من عرفت و هنا كأني أقول للربيع هذه هب الأزهار و هذه هي اللابل و هذه هي النسمات و أنا أقول لكم مختصرا هذا فاروق شوشة كل قلب لا يعرفه لا يعرف الحب و لا يعرف المروج للحب و الجمال و اللغة و الوطن ..و هو فاروق محمد شوشة من مواليد برج الحب أؤكد لكن ذلك ولد 1936ف و لكن قلبه ولد قبل ذلك بقرون ضوئية حفظ القران الكريم و أتم دراسته بدمياط و تخرج من كلية دار العلوم عام 1956ف إلى غير ذلك فهذ كله لا يهمنا ما يهمنا فاروق شوشة الشاعر فليتفضل بوهجه و ألقه و شعره تفضل أيها الجميل...."
أعتلى الشاعر فاروق شوشة المنبر و حيا الجمهور قائلا "أهلا بكم و أئذنوا لي لكي أشكر الشكر العميق لصاحب الدعوة الكريمة التي اتاحت لأن أكون بينكم اليوم و أن أشارك في هذه الأمسية في هذهذ الدورة التي تحمل إسم كاتب كبير نحترمه و نجله و هو علي مصطفى المصراتي و أشكر لكم أيضا أني جئت من مصر حاملا أشواق النيل سوف أعود و قد شحنت بطاريات القلب بهذه المشاعر العميقة الحارة الصادقة و اقول للشعر أني وجد في طرابلس جمهورا من الشعراء و ليس من المستمعين "
و ثم بدا بقصيدة قصيرة بعنوان "إنتساب"
قيل إنتسبوا قلنا ننتسب إلى الماء الشمس الريح البركان 
هل ينتسب الحطب لغير النارو هل تنتسب الأرض لغير لصوص الأرض 
و تنتسب الجرذان لغير خزائن بيت المال و تنتسب الحملان لغير الذئبان
و ينتسب الأفاكون لغير السلطان
قيل اعترفوا قلنا أجرمنا في حق القوم فلم نذنب في القول 
و لم نظفر ببراعة و لم نعرف كيف نفرق بين الصفوة و السوق
بين الأمراء الخلص و الأجراء الاعوان 
بين بغام الطير و نسف دعاة الابواق
ثم ألقى الشاعر قصيدة أخرى حول مكة ألفها في مؤتمر حول مكة وحي إلهام المبدعين
و قصيدة أخري أهداها إلى محبوبته اللغة العربية 
و هي بعنوان "لغة"
ها أنت تشاغل لغة كبرت بك و معك
لم تبتعدا
 و تتباعد أجنة منك و منها
بينكما سر أقدم من سفر التكوين
 و أعمق من طبقات الأرض
 و أبعد من نجم يتملكه بعض فضول
فيحاول أن يتطلع عبر سماء و احد و عبر سمائين 
ماذا قالت هذه اللغة و ماذا قلت و أنت تصيد أوابب
راحلة في قلب أبير المحل و قطرة طل راحت تتشكل في قلب الليل 
لتفصح على جلوتها في الفجر 
و تظل تسائل ماذا فجرت النجوى تحت عذاب الحرف
إثر هذه القصيدة أختتم مقطوعة قصيرة بعنوان "إختناق"
و بذلك أختتمت الأمسية الشعرية التي حملت بين طياتها إنسجام بما تضمنت من إبداعات شعرية للشعراء العرب


.






ليست هناك تعليقات: