الخميس، 3 يوليو 2014

الإقامات الإبداعية الجزائر نصّ مفتوح





خالد درويش


أدباء شباب جمعتهم عاصمة الثقافة العربية "الجزائر" في اسبوعين مرّا كالسحاب من الجزائر واليمن وسوريا والعراق ومصر ولبنان وليبيا .
        فكرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي حيث يقيم شاعران وقاصان معا في مدينة من مدن الجزائر الجميلة ليكتبا نصا مشتركا ، شاعر عربي نظيره الجزائري  ثم تتوج هذه الرحلة بإقامة أمسية شعرية تلقى فيها جميع النصوص وبحضور وزيرة الثقافة "خليدة التومي" .
       المدن الخمس هي الجزائر العاصمة تيبازة وهران عنابة تلمسان ، هذه المدن سيؤمها كل من محمد ضعان ، حكيم ميلود ، منيرة سعدة خلخال ، عادل صياد ، نسيمة بوصلاح ،يوسف شقرة و مدني بن عمر ،ميلود خيراز، عفاف فنوح  ، فطيمة بريهوم وعلي حرزالله من الجزائر ، أما الضيوف العرب فقد وجهت الدعوة  إلى محمد مظلوم ومنال الشيخ من العراق ، لقمان ديركي وسناء عون من سوريا ، فيدل زابتي من لبنان ، جمال جلاصي من تونس ، خالد درويش من ليبيا ، مها صلاح من اليمن ،عبدالستار سليم من مصر ،ليلى السيد من البحرين و طه عدنان من المغرب .
الشاعر بوزيد حرز الله وجيلاللي نجاري  هما من سيديرا دفة هذه المغامرة فقد تكفلت وزارة الثقافة الجزائرية بتكاليف هذه الإقامات من تذاكر ومصروف جيب وسكن والذي منه .
       تم توزيعنا على المدن السابقة ، الجميع أحب البقاء في العاصمة ، لم ندرك أن أحسن الحظوظ قد حالفنا حين ركبنا الطائرة إلى عنابة في حوالي 40 دقيقة .. منيرة ومنال ومظلوم ومدني وحكيم ودرويش سيغزون عنابة ، بونة الجميلة ، في عنابة وبعد يومين من الفراغ والملل انفتحت لنا المدينة بتعرفنا على محمد رابحي وجمال صمادي اللذان وفرا لنا لقاءات حميمة مع شعراء المدينة وكتابها وصارا دليلين ولا أروع لعنابة .
      جمال بكل ما أوتي من جعل من رحلتنا ذات فائدة ، كانت حواراتنا في "الكور العظيم" مع مثقفي عنابة اكبر تجمع شعري في الجزائر حيث تعرفنا على المدينة بعمق على شواطئها الرائعة على مسجدها الكبير "أبي مروان الشريف" ، المدينة القديمة بأسواقها وازقتها كذلك كنيسة القديس اوغسطين راعي المسيحية الشرقية .
      بونة التي أضاءت لنا واحتضنتنا على مدى اسبوعين وكان يوما مشهودا ذاك الذي قررنا  فيه زيارة "شطايبي" قادنا إلي ذلك المكان الساحر جمال صمادي ، إلى سيدي عكاشة حيت الزرقة والخضرة في عناق أبدي طويل ، أما سرايدي وهوائها وبحرها فهي متعة أخرى رافقنا فيها " حكيم زرطعي" الشاب الأنيق من مديرية الثقافة .
شريكي في النص والمغامرة سيكون الشاعر الجزائري"الميداني بن عمر" من مدينة واد سوف في الجنوب الجزائري ابن الصحراء بامتياز يقول الشعر عفوا ، تقاسمنا لحظات من أجمل ما يكون واكتشفنا أننا نشترك في خصائص كثيرة حتى على مستوى النص فكان النص المشترك
" كونشرتوالماء" من اختياره ولمساته الشعرية التي استغربت أنها لم تخرج في كتاب مطبوع حتى الآن .
      عنابة الخلابة والجذابة جعلتنا مفتونين بها ، بأبنيتها الكولونالية الرائعة وأناسها الطيبين وجميلاتها الفاتنات ، لقد قدمت لنا هذه الإقامة وجها جزائريا لم أكن أعرفه ، عدت ومعي صداقات جديدة ، كانت مها ناجي صلاح المثقفة اليمنية والقاصة الرقيقة خير سفير لبلادها فكم تندرنا حول التخزين وكم رددت لنا ابيات البردوني الشهيرة كذلك منال الشيخ التي عانت ويلات التفخيخ كما أخبرتنا اما بسمة منيرة خلخال فكانت صافية تحس في حضرتها بطفولة الكون كذلك مظلوم الذي بعث في الرحلةجوا من المرح والحوارية مع حكيم يلود مدير دار الثقافة بتلمسان والمترجم الذي إن حدثك فإنك تزداد علما ومعرفة  هذه كانت مجموعة عنابة أجمل رفقة خالصة ، عنابة التي أقامت في حضورنا ليلة الشعر بساحة الكور العظيم فصدحنا بما تفتقت به قرائحنا .
       حين عدنا للجزائر العاصمة وبمبني الإذاعة بقاعة "عيسى بن مسعود" كان احتفال كبير وتكريم للمشاركين حيث قرأنا نصوصنا اثنين اثنين ، ودموعمنال تنهمر فأبكت الجميع ، كان الطاهر وطار الروائي المعروف وواسيني الأعرج وعزالدين ميهوبي وازراج عمر تتقدمهم وزيرة الثقافة التي حملتنا مجموعة قيمة من اصدارات الجزائر عاصمة ثقافية وأقامت على شرفنا حفل العشاء الأخير ، هذه الكتب التي اشتريت لها حقيبة خاصة وزرعت بها دواوين كثيرة لأصدقاء أهدونيها بها عناوينهم واهدائتهم لكن للأسف حجزت مني في مطار طرابلس الدولي ففقدت عناوين اصدقاء هناك لكني لم أفقد الحنين غليهم والذكريات الجميلة فشكرا لهم ولعاصمة الثقافة العربية 2007 .





ليست هناك تعليقات: