رنا العقباني
نشر بالشمس الثقافي
بعد النجاح الذي حققته تاسيلي الإعلامية من خلال الحفلات الموسيقية التي نظمتها سابقاً والتي لاقت استحساناً وإقبالاً كبيرين من الجمهور.. وعطفاً على ما قدمته فيما سبق من حفلات نوعية وذات طابع مميز اتسمت بالمستوى الفني الراقي والحضور النخبوي، تستعد تاسيلي هذه الأيام لتنظيم مهرجان موسيقي عالمي يحمل اسم "ليالي طرابلس للموسيقى" يضم باقة من حفلات العزف المنفرد تتألق بإيقاعات كلاسيكية في ليالي الصيف الطرابلسية الصافية في يومي 27 و 28 من شهر ناصر القادم.
وإضافة لكونها أول جهة ليبية تتعاقد مع موسوعة غينس العالمية للأرقام القياسية كانت تاسيلي أيضاً أول من نظم حفلات عود للموسيقار العالمي نصير شمة بالتعاون مع المؤسسة العامة للثقافة، حفلة اقيمت على هامش معرض طرابلس الدولي للكتاب بحضور نخبة من المسؤولين والمثقفين والمبدعين، الذين أبدعوا حتى في استماعهم وتفاعلهم مع الموسيقى في ليلة كانت من أجمل ليالي طرابلس، وأخرى جاءت بعد الأولى بيومين على هامش ندوة الحرية في الأدب النسائي التي أقيمت في قاعة فخمة بفندق الودان بطرابلس كانت نوافذها ذات الطراز الاسلامي قد شكلت خلفية رائعة للموسيقى العربية ، حيث تكرر فيها المشهد الجمالي واللحن الأصيل .
غير أن تاسيلي هذه المرة تخرج من نطاق الموسيقى الشرقية لتنطلق في كل الاتجاهات في مهرجان ليالي طرابلس العالمي للموسيقى وتختار مجموعة من أهم العازفين على مستوى العالم في باقة من أزهار مختلفة الألوان والعطور تزكي بها ليالينا في صيف طرابلس لهذا العام.. فنانون يشكل حضور كل واحد فيهم حدثاً فنياً كبيراً في حد ذاته ، غير أنهم سيجتمعون في حدث واحد ، ليالي طرابلس للموسيقى التي سيشارك فيها :
الموسيقار العالمي وعازف البيانو الشهير مالك جندلي .. سوري الأصل أمريكي الجنسية الذي .. قدّم أعماله برفقة العديد من الفرق السيمفونية العالمية على أهم المسارح في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.. إنه أول مؤلف وموسيقي قام بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم اكتُشف في مدينة أوغاريت بسوريا على لوحات مسمارية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد، أضاف إليها الإيقاع و الهارموني وعزفها على البيانو برفقة فرق موسيقية عالمية، شكلت لوحة فنية رائعة، عملاً موسيقياً فريداً أطلق عليه اسم "أصداء من أوغاريت".. وهو حاصل على جائزة أفضل عازف بيانو 1997، وجائزة التأليف الموسيقي 2003، بالإضافة إلى جوائز عربية وعالمية عديدة.
والفنانة الإيرانية الجميلة صهبا مطلبي .. الملقبة بملكة البزق .. والتي أخذت على عاتقها مشروع إعادة إحياء الموسيقى الفارسية مع الحفاظ على طابعها الأصلي في شكل أنيق تقدمه للعالم .. بدأت عزف الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية في سن مبكرة جداً .. وتم الاعتراف بها كأفضل عازف بزق في مهرجان الموسيقى الإيرانية لمدة أربع سنوات على التوالي، وفي عام 2000 انضمت إلى الأوركسترا الوطنية الإيرانية .. ومنذ ذلك الحين بدأت أسفارها حول العالم للتعريف بالموسيقى الفارسية.
والإيطالي روبرت تيسو .. العازف على كؤوس الماء .. يجعل الموسيقى حية بطريقة ساحرة وغير تقليدية.. فقط باستخدام لمسات أصابعه التي تتحرك بخبرة مذهلة فوق الكؤوس لتنتج أصواتاً مختلفة يجمعها ويوحد بينها فيصنع منها موسيقى حقيقية وجميلة .. تصل لمستوى عزفه للسيمفونية الخامسة لبيتهوفن وكذلك بحيرة البجع .. أينما حضر تيسو يبهر المشاهدين ويذكرهم بأن الإبداع والابتكار لا حدود لهما.
وحيث تحضر كل أنواع الموسيقى لا يغيب الناي الذي يحضر إلينا مع واحدة من افضل العازفات في العالم هي العازفة الروسية ألكساندرا غروت .. من مواليد موسكو.. والتي بدأت مشوارها الموسيقي مع البيانو قبل أن تحترف عزف الناي منذ كانت في الثامنة من عمرها .. وبدأت بحصد الجوائز العالمية منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها.. ولطالما حازت على إعجاب النقاد وإشادتهم بفنها الراقي .. وهي اليوم تجوب العالم كرسولة للناي تنشر أنغاماً يشكل الاستماع إليها تجربة روحية قائمة بذاتها..
ولم تنسى تاسيلي في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية أن تضم القيثارة الكلاسيكية (الهارب) إلى باقتها .. حيث يكتمل الجمال بحضور العزف على القيثارة بأصابع حساسة للفنانة البريطانية لويس طومسون .. عازفة صغيرة في السن ولكن كبيرة في الموهبة .. حاصلة على جائزة أفضل عازفة قيثارة لفئة الناشئين عن عام 2005 في إنجلترا.. ذات حضور بهي وإحساس متدفق يبحر بالحاضرين في بحر من المتعة والانسجام.
كل هؤلاء المبدعين وآخرون من ليبيا والعالم سيشاركون في هذا المهرجان الكبير الذي سيقام برعاية عدة شركات كبرى ويستهدف نخبة من الجمهور الذوّاق .. ويُهدف لأن يكون سنوياً يُحضّر له على مدار العام ليأتي في النهاية بحلة جميلة ترضي أذواق الحاضرين وتكون في مستوى توقعاتهم وآمالهم .. لأن كل إنجاز يتم في المشهد الثقافي بليبيا هو إنجاز وطني يعني الجميع.
فكونوا بصحبة هذا الحدث في رحلة إلى عالم السحر والجمال في أمسيات موسيقية جميلة.. تلوح كأنها لا تُنسى.. في مهرجان ليالي طرابلس للموسيقى الذي تطمح تاسيلي لأن يكون من أهم مهرجانات العزف المنفرد في العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق