متابعة: نصر الدين الورشفاني
نشر بالشمس الثقافي
هكذا وبعد ما ازدانت الخيمة الثقافية المصاحبة للمناشط خلال دورة معرض طرابلس الدولي للكتاب، الدورة التاسعة، بأمسياته المعطرة لنثر قصائدي أقامه عدد من الشعراء العرب والشعراء الليبيين تحت خيمتهم المسائية ..أحيا الفنان العراقي نصير شما مساء الجمعة 20.11.2009 حفلا فنيا بقاعة عمر المختار على أرض معرض طرابلس دام الساعة ونصف الساعة صحبة آلة العود بعزف انفرادي تميز به الفنان نصير شما على أقرانه وعلى الساحة العربية منذ عقد ، مقطوعات موسيقية من تأليفه صدح بها على خشبة القاعة ومقطوعات عربية اشتهرت بتراثها وأهميتها ، وبحضور ملأ صفوف قاعة عمر المختار قدم الفنان نصير شما أجمل الألحان من المقامات العربية المختلفة ، ولاستحواذه ومن الدقائق الأولي على إعجاب الحضور تمكن الفنان نصير شما من أسر أسماع المشاهدين الحضور لساعة ونصف أدى خلالها أروع المعزوفات على آلة العود كانت خاتمة لجدول المناشط الثقافية المدرجة خلال أيام إقامة معرض الكتاب في دورته التاسعة.
الفنان نصير شما المتحصل على عديد الجوائز التقديرية والتكريمية عربيا ودوليا ، والحائز على إعجاب جمهوره على ساحات متنوعة في دول العالم ، أسس فرقة عيون الموسيقى في القاهرة ،وله مؤلفاته الموسيقية المشهورة منها (مقامات زرياب) ، (أحلام عتيقة)، (إشراق) .
بدأ الفنان نصير شما بمحاكاة عوده بأول المقطوعات الموسيقية والتي حملت عنوان (حالة وجد)، أدى عبرها بكل مشاعره بعدما سكب بها من لهيب وهجه المتألق تحت بقعة ضوء اتسمت بدفء المكان وتألقه مما جعل السكون يزداد عن البداية في قاعة العرض ، بمقام حجازي، ومن ثم قدم من مقام الكورد قطعته الثانية بعنوان إشراق ، وتوالى رقص أنامله على آلة العود بشكلها العبيري المعتق ، وبتمكن واضح لأدواته التعبيرية والجسدية بقدرة ليست غريبة على الفنان نصير شما ،مما جعل آلة العود لعبة جميلة وكلقمة سائغة بين يديه وهى من المعروف أنها أصعب الآلات أداءً.
ثم جاءت مقطوعته التالية من مقام الراست وهو أول المقامات كما أطلق عليه الفارابي وهو سيد المقامات كما ذكر الفنان نصير شما ، وشرع المتألق نصير شما يعزف عددا من أروع المقطوعات العربية وأروع الأعمال العربية المشهورة تميزت بالأصالة والعراقة ، وقدم قطعته الموالية بعنوان (بغداد كما أحب) ، وأثار الفنان نصير شما حفيظة الحضور بتقديمه لقطعة من طرقته وذلك كما أسماها وهي بعنوان (من آشور إلى اشبيلية) عبر فيها عن رحلة العود ومسيرته التطويرية من بدايته لدى الآشوريين نهاية بالأندلس، ومع استمرار مداعبة الفنان نصير شما لأوتار عوده والذي بدأ معه وكأنهما صحبة جوقة موسيقية كاملة ،قدم قطعة بعنوان رقصة الفرح .
وعبر انتقاله من مقام موسيقي إلى آخر حط به في أحضان مقام بياتي والذي يسمى في بعض الدور بـ ( القارجغار) كما ذكر الفنان نصير شما وهي منجز قديم ألف حروفها الموسيقية باتجاهه إلى مدينة بابل سنة 1993 وتصف هذه القطعة بمؤلفها الموسيقي مشهدا بابليا وحنينا لأشجار النخيل التي قصفت أثناء العدوان ، متأثرا بها ومقدما لقمة أحاسيسه واشتياقه للمدينة ، ومن ثم أدى الفنان نصير شما هلاله والذي أضاء في أرجاء القاعة وهو من مقام الصبا، وأخيرا ختم بقطعته الفنية الوترية والتي تسرد قصة ملجأ للأطفال العراقيين ذهبوا ضحايا للعدوان بلغ عددهم 800 طفل ، وهي تعزف بعدد هؤلاء الأطفال الأبرياء والتي بلغ تعداد أدائها إلى أكثر من 600 مرة حول العالم .
وبأريج معطر من نفحات الألحان الشرقية التي أبدعها الفنان نصير شما اختتم لقاءه بالحضور وعوده الذي لا زال يحكي للعالم قصة فنان عراقي يعتبر سابقة في عالم العزف علي آلة العود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق