الجزائر ـ محمد الأصفر
الشمس الثقافي
انطلقت مساء أمس الاثنين 6ـ7ـ2009 م في قاعة المسرح الوطني الكائن بميدان المجاهد عبدالقادر الجزائري بوسط الجزائر العاصمة فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للمسرح في طبعته الثانية وقد بدأت الفعاليات بكلمات ألقاها مدير أو محافظ المهرجان الأستاذ إبراهيم نوال والأستاذ الفنان المخضرم امحمد بن قطاف وهو مدير المسرح الوطني الجزائري والجدير بالذكر أن الفنان قطاف كان من ضمن المشاركين في الدورة الأولى من المهرجان الإفريقي الأول المنعقد منذ أربعين سنة عام 1969 , حيث شارك في ذلك المهرجان كممثل في مسرحية من تأليف الأديبة الجزائرية العالمية آسيا جبار .. وقد حضر الافتتاح العديد من أعضاء الفرق المشاركة ومن الفنانين الأفارقة الضيوف والكثير من الجمهور العاشق لفن المسرح والمسرح هو تحفة معمارية ومجهز من الداخل بكافة التقنيات الحديثة ويسع المسرح لعدد كبير من المشاهدين وبه ثلاث شرفات نصف دائرية كالتي نراها في مسارح الأوبرا بالإضافة إلى الكراسي المريحة والجمهور الذواق وحسن الضيافة التي قابلتنا بها مضيفات جزائريات يرتدين الزي التقليدي الجزائري المكون من السروال الواسع والكردية المزركشة المنقوشة .
بعد إلقاء الكلمات تم عرض شريط وثائقي قدم للجمهور نبذة مفصلة عن مسيرة المسرح اللإفريقي لمدة أربعين عاما عارضا عدة وجوه لأسماء إفريقية تألقت في مجال المسرح من عدة دول أفريقية وللأسف لم يطل علينا أي فنان ليبي تم تكريمه أو ذكره في هذا الشريط الوثائقي على الرغم من أن عمر المسرح الليبي تجاوز 100 عام ونترك السبب للمختصين في مجال المسرح الليبي والمسؤولين عليه وعرابيه الدائمين في المهرجانات المحلية والدولية .
بعد الشريط الوثائقي تم تكريم عدة أسماء مسرحية جزائرية وإفريقية وبالطبع خلت القائمة من اسم أي ليبي وأيضا لم يكن في البعثة الليبية لهذا المهرجان اي اسم مسرحي ليبي باستثناء المخرج عبدالله الزروق الذي اختار أن يتابع المهرجان السينمائي لقربه أكثر من فن السينما .
بعد التكريمات والكلمات بدأت المسرحية المبرمجة لليلة الافتتاح وهى مسرحية جزائرية بعنوان البطون المملوءة والبطون الفارغة نص دانيال بوكمان وإخراج وسينوغرافيا أحمد حوذي وقد كانت المسرحية ذات مستوى عادي بل ان الكثير من المسرحيات الليبية التى عرضت في المهرجان المسرحي الاخير بالبيضاء وشحات أرقى منها مستوى وهذه المسرحية تناقش موضوع مستهلك وتيمة مكررة وهي العلاقة بين الخير والشر والاستغلال والظلم بأداء متواضع ولم تشفع لها استخدامها للغناء الأوبرالي وحشوها بالعديد من الرقصات والمشاهد الكوميدية أن تضعها في ضفة الفن المحركة للأحاسيس والمنتجة للدهشة ولكن إجمالا العمل جيد وشيء أفضل من لا شيء .
وللأسف شعرت أنى غريب في هذا الحفل المسرحي الكبير حيث لم يتم ذكر اسم ليبيا لا من قريب ولا من بعيد على الرغم من دعمنا الكبير للقارة الإفريقية ولكل مؤسساتها الحيوية ومن ضمن المكرمين في هذا المهرجان مجموعة من الفنانين الجزائريين منهم ولد كاكي عبدالرحمن وهو فنان راحل استلم ابنه الجائزة نيابة عنه والفنانة نورية والفنانة كلثوم والفنان طه العامري والفنان المعروف امحمد قطاف والفنان سيد علي كويرات بالإضافة إلى فنانين أفارقة كبار منهم الدكتور عصمان دياكتي من السنغال وسويتيجي كوياتي من مالي برنارد بينلي من ساحل العاج وسيديكي باكاكا أيضا من ساحل العاج ومحمد ادريس من تونس وغيرهم كذلك شهد المهرجان احتفاء بصاحب نوبل النيجيري وول سوينكا . وسيشهد هذا المهرجان بالإضافة إلى العروض المسرحية الكثيفة التى تعرضص في ثلاث قاعات مسرح ابتداء من بعد الظهر وحتى منتصف الليل ورشات عمل مسرحية يشارك فيها الفنانين والمشاركين والطلبة تحت إشراف أساتذة مسرح كبار كذلك سيشهد هذا المهرجان المسرحي ملتقى علمي تناقش فيه آخر ما وصل إليه المسرح من تطور سيتم فيه التناول الأنثروبولوجي والعلمي الإفريقي للمسرح في القارة السمراء بعيدا عن عن الأعراق والإختلاف الحاصل بين الغرب والشرق والجنسيات والسماح لرجال ونساء المسرح الإفريقي بتناول راهن وأفق المسرح ، حيث يصنعونه هم وهن على المسارح الإفريقية من اجل تحديد وضبط مع استرداد المصطلحات الفنية التي تنطلق من هوية وتقاليد الثقافة الإفريقية حيث يجتمع دكاترة ومختصين من المعهد العالي لفنون العرض وفنون السمعي البصري بالجزائر العاصمة –برج الكيفان- وجامعة وهران ، جامهة عنابة وجامعة سيدي بلعباس.
محاور الملتقى :
سيتوقف الملتقى العلمي عند ثلاثة محاور رئيسة وهي :
الحكي والرواية
القناع : كعنصر في الخطاب المسرحي
الماريونات- عرائس القاراقوز- : الوظيفة الدرامية التمثيلية والجمالية
قائمة المحاضرين :
من الجزائر:
حاج ملياني
ادريس قرقوة
لخضر منصوري
أنوال طامر
نور الدين عمرون
من افريقيا
عصمان دياكيت - السينغال
أشو وير - ساحل العاج
بوسون كليمون أني - ساحل العاج
مبوسي جورج – الكونغو برازافيل
والسؤال هنا أين أساتذتنا المسرحيين الليبيين الذين لديهم قدرات في تقديم محاضرات مسرحية علمية ؟
ولم ينس المهرجان المرأة والأنوثة فخصها ببرنامج متكامل سماه جويلية ـ يوليو ـ الأنوثة ,, وذلك احتفالا بهذا الشهر الذي شهد استقلال الجزائر وانتصارها على المستعمر الفرنسي هذا البرنامج الذي ستشهده أروقة المسارح الجزائرية والذي يحتفي بفن المرأة سيجمع بين فنانات نسوة لتمكين المرأة من التعبير عن طريق الفن ، والحساسية الشعرية وشجاعة السؤال على الشراكة بدون تحويلات مع الرجل والمجتمع الإفريقي.
البرنامج سيتمحور حول ثلاثة 3 فنون :
والفنون التشكيلية الشعر
الحكاية
المسرح
تراكيب شعرية ومختارات من الشعر للنساء
اوركسترا نسوية
حكايات جدتي في عروض مسرحية
تراكيب شعرية
النص الإبداعي الحر هو سحر الممارسة الدائمة ، الشعر هو اللغة التي نتكلمها جميعا لأنها أجمل درب للاتصال للالتقاء وللبوح بالسر وأيضا للتعارف وللمعرفة ، للذة النابعة وراء تحطيم وتكسير الكلمات والمعاني ، للحياة وللأحياء ولإفريقيا من الجزائر أيضا سيكون الفضاء للشعر وللكلمة.
اوركسترا نسائية
في العادة يجتمع العنصر الرجالي مع العنصر النسوي في تركيب وبناء الأوركسترا ...لكن ما رأيكم في أوركسترا مئة بالمائة نسوة ، المهرجان يمنح النسوة كل الفضاء للإبداع في مختلف الألوان ولهن فقط ستكون الأوركسترا وللرجل الإفريقي هذه المرة الفرصة التي لا تعوض لمتابعة ما ستجود بها أنامل المرأة الإفريقية الجزائرية في يوميات المهرجان .
حكايات جدتي
من منا لم يكبر على حكايات الجدة ومن منا من لا تتملكه اللذة ويسكنه الشوق والحنين للعودة إلى حكايا الجدة ، الحكاية هذه المرة ستكون بفصلين ومشاهد ، قد تبدأ بعد لحظات لتدعونا لأخذ أماكننا في فضاءات المسرح الوطني .
والفرق المشاركة في هذا المهرجان عديدة نذكر منها
14 دولة افريقية
14 فرقة ومسرح جزائري
المسرح الوطني الجزائري
07 مسارح جهوية
06 فرق من الجنوب الجزائري
وكذلك نشاط مسرحي مشترك تشارك فيه فرق من السنغال ، السودان، مصر، بوركينا فاسو، جمهورية الساحل العاج، تونس، البنينن وغانا، مالي ، النيجر والصحراء الغربية ، التشاد والكونغو برازافيل و غينيا في لعبة مسرحية مفتوحة على المسارح الجهوية الجزائرية من سيدي بلعباس ووهران إلى باتنة، بجاية وتيزي وزو، عنابة وقسنطينة وبمشاركة المسرح الوطني الجزائري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق