الخميس، 3 يوليو 2014

كتاب الرافد التنين جديد العدد 149



عرض /خالد درويش
نشر بالشمس الثقافي


صدر العدد 149 من مجلة الرافد تلك المجلة الشهرية الثقافية الجامعة والتي تعنى بإثارة السؤال الثقافي العربي الراهن في محاولة لرفده بصوت الجدل الحيوي المفضي إلى السوية الثقافية ، هذا العدد الذي اختار أن يكرم الشاعر المصري المبدع "محمد عفيفي مطر" كقامة شعرية ذات تجربة تضل علامة في تاريخ الشعر العربي المعاصر لما يمتلكه من طاقات خلاقة تتنكب طرقا غير مألوفة او متداولة وهو الذي يقدم قصيدته ورؤيته الإبداعية عبر عوالم ثرية نحو الكوني والإنساني ، وقد شارك فيه كل من : خليل الجيزاوي ، د. محمد عبدالمطلب ، د.يوسف نوفل ، د مدحت الجيار ، د. مجدي توفيق وغيرهم .ومن المواضيع التي تميز بها هذا العدد "المعري نهر عبقرية" وهي رحلة مع رهين المحبسين وإطلالة عبر عالمه الشعري والفلسفي في رسالته الشهيرة "رسالة الغفران ومناقشة أفكاره التي اشتهر بها كتغليب العقل وسؤ الظن بالمرأة ووحدة الإنسانية ، كما نقرأ أيضا مفهوم العقل عند أبي حامد الغزالي ، المعنى .. ومعنى المعنى عند الجرجاني ، النقد الرقمي ومواصفات الناقد الرقمي ، ومن المواضيع الجميلة والشيقة ما كتبه محمد مروان عن رحيل "حسن الكرمي" الذي أغرم باللغة العربية والتراث الشعري الراقي ,, والكرمي هو مؤلف كتاب "قول على قول" الذي كان برنامجا أدبيا من أغنى البرامج الإذاعية وأطولها عمرا عرفه الناس عبر هذا البرنامج في القسم العربي بإذاعة BBC وهو شقيق الشاعر الفلسطيني الكبير عبدالكريم الكرمي المعروف بـ "أبوسلمى" . أما عن كتاب الرافد فيقول مدير التحرير د . عمر عبدالعزيز :والرافد تدخل عهدا جديدا إذ ستباشر تجديدا شاملا سواء من حيث تنويع التبويب وزيادة الصفحات الشهرية أو من حيث التعاطي المتجدد مع فنون الإخراج والتصاميم والمعالجات البصرية الشاملة وهي بصدد الإنزياح بالتوزيع صوب مناطق جديدة للجغرافيا الثقافية العربية ويأتي هذا الإجراء استتباعا لنجاح تجربة موقعها الالكتروني كما أنها تعمل على إعادة طباعة المجلة في البلدان العربية التي يتوفر فيها شركاء مناسبون يحافظون على هوية المجلة. ، أما المفاجأة التي أطلقتها الرافد هذه المرة فهي "كتاب الرافد الذي يكون شهريا ويوزع مجانا مع المجلة حيث اختارت أن تتحف قراءها بكتاب صغير الحجم غني في تجربته ومادته وهو للكاتب "علي كنعان" تحت عنوان "في مدار التنين" إذ يتحدث هذا الكتاب عن العملاق الصيني الذي يدأب على استكمال نهضته بدأها من مشاهداته وتأثره بالزلزال المروع الذي أصاب تلك البلاد ، هذه الكتابة  تندرج تحت باب أدب الرحلة فندخل مع الكاتب إلى أضرحة الأباطرة ونلف حول السور العظيم كأننا نتلوى مع تنين أسطوري متعرج في ضيافة سلالة مينغ (1368 ــ 1644)   هذه السلالة التي قضت على سلالة المغول (يوان) ، واصفا مشاهداته هناك متغلغلا في الأبنية الحجرية ونقوش المعابد القديمة متحدثا عن تصاميم الحدائق الكبرى والرائعة وكيف أن الشعر يدخل في نسيج الحياة ، ومن الطريف الذي يستوقف كنعان قبيل نهاية رحلته تلك اللافتة في أحد أحياء المدينة القديمة بكلمات عربية ويعلوها هلال تشير إلى وجود مسجد حيث سلما على الرجلين الواقفين لدى الباب فردا السلام بلطف ورافقهما إلى الداخل دون أن يخلع حذاءه أو يطلب منا ذلك ، وقد كانت حالة المسجد سيئة ففي إحدى الغرف الجانبية كانت بعض النسوة يقمن بإعداد خبز شهي وفي زاوية أخرى وضع صندوق للتبرعات وحجرة أخرى للدراسة وأخرى فرشت للصلاة يتوسط قبلتها المحراب ، ويعلق المؤلف قائلا : لاأحد مما لقيناه كان يعرف العربية ولا الانجليزية ولم نفلح في الحصول على نشرة سياحية تبين لمحة من تاريخ المبنى ، شعرت بغصة شديدة المرارة ، أمن الضرورة أن  يقترن البؤس والإهمال بالمسلمين إلى هذه الدرجة حتى في أقاصي الشرق ؟. 


ليست هناك تعليقات: