الأحد، 6 نوفمبر 2022

ماء الشاعر / صلاح عجينـة

 



 نصوص من )ماء الشاعر(


                                                                          صلاح عجينـة        

 ماء

 

- أيهذا الشعر

   هل يقول الشعر غير الماء وكائناته ؟!.

 

  - الشاعر وحيد

   يتملؤه أثر نبيّ.

 

- الماء

   علامة الله

   الماء

  محيط خلق.

 

- أ كلُ نبضٍ سليل قلب؟

  لا..

 أشار العاشق.

 أجل..

 أكّد الطبيب.

 اسألوا الماء..

 حدس طبيب عاشق.

 

                 طقس

 

شتاءٌ

ومطر تغرق فيها الدولة.

صيفٌ

والبحر مزرعة ألم.

لماذا يطيب للسماء أن تعذب

بفصولٍ مفترسة ؟!.

الأشتية كما هي الأصيفة

سلالات أخطاء لأنبياءٍ معاقين.

لا الشتاء مطر

ولا الصيف بحر.

 

 

نجمة, معنى, شهاب

لا نجمة لي

كيف أميّز الأرض ليلا؟

الحفر أم الصخر المحدودب

جذوع النخل أم المقابر

مخالب القطط أم عواء الأسئلة..

ها هما شفتاكِ

رأيتهما في سماء المعنى..

لا نجمة لي

كنت أمشي ليلا

والشوارع وجعٌ أصم

ها هما عيناكِ تدمعان

دمعةً في نبضي

أخرى على الورق..

لا نجمة لي

غير أنني كلما أُصبت بالخريف

انشطر ربيعك في الليالي

نجوما.

لا نجمة لي

ما هذه الليلة النور

أهذه أنت ؟!

لا نجمة لي

كنتُ الكوكب السكران بكِ

أتلصص على مجرة المعنى..

شهاباً يخطئني فأنجو

شهاباً يتبعني..

أمن أجل قذيفة معنى أسقط محترقا!

 

 

سبعة مشاهد

- القرية مصابة بصداع سلحفاة

   أبناؤها جيف الصباح..

   ليس بين نخلاتها ولهٌ بشيء.

   القرية المصابة بأي شيء

   أبناؤها ونخيلها

   عادات سريّة للوحل.

 

- عاصفةٌ هوجاء

   تأتي على كل شيء

   عاصفة مجنونة

   تجعل السماء تنزف ماءً

   تجعل الأرض قيامة.

 

- دعاءٌ ينبعث من ثغر جبل

   أو من شقق المدن

   يهطل المطر..

   دعاءُ مطرٍ

   يحرث الأرض قمحا وموسيقى.

   دعاءٌ لا ينبعث

  يهطل المطر

  يحرث الأرض قمحا وموسيقى.

 

- ينهض الشعب

  لإيقاظ السماء

  تستيقظ السماء

  دون أن تدمع!.

 

- القرية والمدينة

   اللتان

   استفاقتا معا

  لن تظفرا بالمزن.

 

- القرية والمدينة

   اللتان

  اغتصبت إحداهما

    ماء الأخرى

  كلتاهما فحيح أرض.

 

- القرية

أم المدينة

رديف المطر؟!.

 

 

 

مدن

         -1-

في مدن العرب

أتجوّل وحيدا

يسقط التاريخ من جيب رأسي..

وبيدي

خطوات كلمةٍ

يُسكرُها مفرد الجمع.

نهص المتنبي

ليكن

رعدُ حرفٍ في جمجمة.

نهض ابن عربي

ليكن

حبلُ ثلجٍ في الحر.

في مدن العرب

من أُعرج بحرفه

سقط في جفن وثن.

 

         -2-

مدينةٌ تحرسها الملكات

       تعيشها الملكات

مدينةٌ ملكة

يجلس الشعب

في جيب بنطال خلفي للسيد الرئيس.

 

          -3-

مدينة سوداء

يجرفها دمع الله

أمدينة كهذه جثَّة ؟!.

 

         -4-

تُحنّطُ البحر

هذه المدينة..

نايها

في جوف حوت. 

 

         -5-

 

في إهاب من غناء القناديل

يأتيها الطمث ملتهبا..

تنام وتصحو

على فرجها.

 

         -6-

هذا الخريف اسمها

ذاك الخريف اسمها

لا أعرف عن أيّة زهرةٍ يتحدثون!؟.

 

                 تهليل

يقولون أفريقيا

أقول الله

 

                  تفكير

أفكر

في جدي المنفيّ بإيطاليا

يسقط

برج بيزا على رأسي.

 

                 فتنة

 

كم تفتنني الشطآن

إذ

يتعانق عبرها

الماء والتراب

العاشقان

الصديقان

إذ

يسكنها رجل الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


درة الأيام عمر عبود

 


                               درة الأيام

عمر عبود

 

ما أطول الوقت .. ما زالت الأيام تلفظ شجونها نحو نحره .. تخترق أوردته لتسكنها حزنا أبديا على ما فات .. وما سيأتي .. كل شئ كان كالحلم .. الصفقة التي أبرمها ..كانت صفقة العمر .. وضع فيها كل    ما جمعه .. بل كل ما فوق رأسه وتحت رجليه .. كان ظنه أنها ستنتشله إلى عالم الأحلام .. لقد جلس أوقاتا طويلة يفكر أي منها يبدأ بتحقيقه .. هل يبدأ بقصر منيف.. أم بمزرعة مد البصر .. أم سيارة بعرض الطريق .. أم بخدم وحشم وأطايب وسفريات ؟.... كل يوم يجلس ويعدد المطاليب في قائمة .. وما يلبث أن يعدل ويضيف ويحذف .. ثم يلغيها آخر اليوم .. ليبدأ بتصور جديد لقائمة المستهدفات .. صار متفرغا لهذه الجلسة .. فهو يجد فيها متعة رائعة .. والآن ها هو يتكئ على أحد الصخور البحرية .. يتلذذ بصفع الموج له .. ويشعر أنه يستحق أكثر من ذلك .. يفكر بالعودة للبيت .. لكن بما سيقابلهم بعد أن ضيع كل شئ نتيجة هلعه المفرط ..هذا المكان هو الأفضل .. خاصة أنه نفس المكان الذي تبلورت فيه فكرة صفقة العمر .. بل صفعة العمر .. يتذكر ويتذكر .. يتذكر كيف ترك وظيفته الرسمية بعد أن قدم استقالة أنيقة .. ودع زملاءه معتقدا أنه يودع البؤس .. فقد كابد الكثير في عمله .. إذ أنه كان كثير الخروج لأداء أعماله الأخرى .. فهو يستأجر محلا لبيع الملابس .. يتجول بين الأسواق في مواعيد إقامتها .. حيث يشد الرحال مساء اليوم السابق للسوق ويمكث حتى يمسي .. كثيرا ما كان آخر من يغادر .. سيارته الصغيرة كانت رفيقته في كل رحلة .. فهي رغم صغر حجمها تتسع لحمل بضاعته من وإلى السوق .. وكذلك المحل .. إضافة إلى استعمالها في الركوبة .. ففي بعض الأحيان يسترق جزءا من وقته ليلتحق بالطريق العام .. حتى صار زبائنه يأتون إليه في البيت أحيانا .. أما النسوة فقد صرن يترددن على بيته لشراء الملابس .. صارت زوجته مركزا رئيسيا لتوزيع كافة أنواع الملابس ومن مختلف الأحجام والأشكال .. أطفال .. نساء .. رجال .. الشئ الوحيد المزعج بالنسبة له أنها تساعد زبائنها في البيع .. فمنهم من تبيعها بالتقسيط .. ومنهم من تنظرها حتى آخر الشهر .. خاصة المدرسات .. والبعض تخصم منه عند البيع .. في مقابل أنها ترهن من البعض ذوات الأزواج الأثرياء حليهن .. وتكتب ورقا بذلك حتى إذا أفلحن في إقناع أزواجهن بالدفع .. وإن لم يكن كان الحلي حلالا زلالا عليها .. ولم تخبر زوجها بشأن الحلي .. وهو كان يلومها على تساهلها مع الزبونات ويقول لها بأن هذا الأمر لايجب أن تعرف فيه حتى الأبوين .. وأمام كل ذلك كان عليه أن يتفرغ لهذا العمل .. فتمتع بكل إجازاته المستحقة .. ثم خرج في إجازة بدون مرتب .. ثم بدأ يتعلل بالراحات الطبية .. أخيرا تمكن مكن الحصول على وظيفة في الحراسة بحيث يكون عمله تناوبيا .. يوم عمل وثلاثة أيام راحة .. كل الأمور تسير كما يجب .. وهو يقوم بجمع الإيرادات ويضعها في حسابه .. لم ينفق أي فلس على مصروف البيت ..       ولم يطور هذا البيت الصغير .. ولم يغير سيارته .. لم يمتع نفسه     ولا الأسرة بأي شئ .. فهم مجندون للعمل والبيع .. والملابس في البيت موجودة بحجرة مفتاحها الوحيد مع زوجته .. وهي تنفذ تعليماته الصارمة بعدم فتحها إلا للزبونات أو لإدخال البضاعة .. ومن ثم يقوم بالجرد ومحاسبتها كل يوم .. ويقوم بتحميلها كافة الديون .. حيث أنه لايعرف في ذلك حتى أبويه .. وهي تحاول أن تطيب خاطره وتطمئنه بأن حقه لن يضيع محتملة منه غليظ القول ...... ...  وجاء اليوم المشهود .. ذلك اليوم أتاه صديق قديم في المحل .. استقبله وهو على عجلة من أمره .. سقاه شايا .. وأبدى نحوه بعض الترحاب .. لكن ليس هذا وقت المجاملات .. فهو جدا مشغول .... ما شده إليه عندما بدأ الصديق الحديث عن السوق والخدمات وتحسين الأحوال المادية والظهور على وجه الدنيا .. إلى أن وجه له الصديق السؤال الأهم :

ـ لماذا لا تقفز قفزة نوعية ؟.. .. ثم ودعه وانصرف قائلا :

ـ سأتركك على أمل أن أراك في المرة القادمة وقد ظهرت على وجه الدنيا..... .. وظلت عبارات الصديق ترن بداخله .. .. بدأ يفكر بالأمر جديا .... عقب قفله للمحل ليلا ذهب إلى البيت .. تناول لقمة واقفا ..  ثم أخبر زوجته بأنه قد يتأخر قليلا .. وعليها أن تنتظره كي يتم قفل الحساب اليومي .. ومضى صوب البحر .. جلس عند نفس الصخرة التي يجلس عندها الآن .. كان الموج هادئا .. لاح له وجه صديقه عبر الموج المنساب .. كلماته تتردد في أذنيه .. الظهور على وجه الدنيا .. عندها .. أعاد شريط حياته العملية حتى يعرف أين هو وماذا يريد ..... لقد بدأ حياته موظفا بسيطا معتمدا على مرتب بسيط كان يكفيه إلى حد ما .. حصل على شقة وسيارة انتهى عمرها الافتراضي .. كانت كافية مشاويره اللازمة .. فعلاقاته الاجتماعية محدودة .. حتى زواجه كان بطريق الصدفة .. حين كان يتردد على شقته الصغيرة ويقوم بتشطيبها وترتيبها .. لمحته فتاة قريبة منه في السن .. دقت بابه بإيعاز من أمها لتقدم له بعض الطعام على استحياء .. فوجد فيها استلطافا حين سألته :

ـ متى ستكون جارنا ؟ .... فأجابها :

ـ ليس بعيدا .. يبدو أني سأجد حيرانا لطفاء .... ... ثم بحثت عن طريقة للسؤال الأهم ..  تلعثمت قليلا ثم تمالكت نفسها وسألته بخجل :

ـ هل سيكون عرسك قريبا ؟ .. فرد عليها :

ـ في الحقيقة مازلت لم أفكر في هذا الموضوع .. لكني الآن فقط بدأت أفكر .. بل ربما وجدت ما أبحث عنه قريبا مني .. ثم نظر إليها مبتسما وأردف :

ـ حدثيني عنك وعن أسرتك .. وطال الحديث بينها ..... أهم ما في الأمر أنها تركت الدراسة مبكرا وتفرغت لخدمة إخوتها ومساعدة والدتها بعد وفاة والدها .. ولا يكبرها في العائلة سوى شقيقها الذي يعمل بالصحراء ويظل غائبا لفترات طويلة .. وعندما يعود في إجاز ته يعم عليهم كل الخير ... فأعجب بالأسرة لبساطتها .. ثم ودعته بابتسامة خجولة تاركة إياه في غبطة وحبور .. فصار يجد في ترتيب وتشطيب البيت .. وأثناء نزوله مغادرا باب العمارة .. أخبرته أن أمها تدعوه لتناول الغداء في الأسبوع المقبل .. وهو موعد إجازة الابن الأكبر من الصحراء .. فشكل ذلك الأسبوع منعرجا في حياته .. وكان ما كان .. وصارت له أسرة .. ومن محاسن هذا الزواج كون الزوجة قريبة من أهلها .. الأمر الذي ساعده على أعماله الكثيرة .. حيث بدأ بالتدريج .. كان في البدء يعمل مساء بمحل للملابس .. وما لبث أن اكتسب الخبرة وصار يتاجر لحسابه .. ثم عرض على صاحب المحل المشاركة .. ومن ثم اشترى البضاعة كاملة وانتقل لمكان آخر أكثر حركة .. إضافة لعمله بالسيارة ..سبع سنوات مرت وهو يعمل بهذه الكثافة  .. وكلما زاد ربحه قل مصروفه وزاد تقتيره .. وعندما يسأل يجيب بأنه يدخر الأموال لأمور أولى من المصروف الزائد .. وسيأتي اليوم الذي يحقق فيه الجميع أحلامهم .. ترك عديد الفرص لشراء قطعة أرض أو سيارة أفضل من سيارته .. كل ما يفكر به هو القفزة النوعية .. كل تلك الأفكار تنساب عبر الموج أمامه .. وفجأة انتفض قائما .... وجدتها .. الآن حان وقتها .. سيدخل على مشاريع أكبر .. سيشتري في يوم من الأيام كل ما يدخل من بضائع من الميناء .. بدأ الاستعداد لذلك .. باع سيارته .. سحب كل رصيده .. باع بضاعة المحل .. باع البضاعة الموجودة بالبيت . .. كلف زوجته بجباية كل الديون من الزبائن والجيران .. فتماطلت بعض الشئ ثم أفهمته بأنها لا تريد أن تفقد زبوناتها .. فأغضبه ذلك .. . قدمت له كل ما لديها من مسوغات أحضرها لها في عرسها .. لم تبق إلا على خاتم الخطوبة .. فهو عندها لا يقدر بأي ثمن .. إنه يذكرها بأيام        لا تنسى من حياتها .. صحيح أن زوجها أخذته الدنيا بعيدا عنها وصارت تشعر بابتعاده .. وأنه صار مهووسا بجمع المال .. إلا أنها ما زالت تأمل فيه خيرا .. وطال الأمل .. أما هو فمازال مستشيطا غضبا ويسمعها غليظ القول .. ولم يتورع عن شتمها واتهامها بأنها سبب لأشياء يتوهمها .. فرمت له مسوغاتها وطارت صوب بيت أهلها ولحق بها الأطفال .. ولم يثنه كل ذلك عن تنفيذ ما برأسه .... صباح اليوم التالي مر على عمله ورمى إليهم بالاستقالة وودع زملاءه واتجه للميناء .. شرع يشتري بهوس .. إلى أن نفد كل ما معه .. حتى نسي أن يستقطع أجرة النقل .. فكتب على نفسه صكا يدفع في أجل قريب لمتعهد النقل .. وسارت قافلة الشاحنات حتى الوصول .. إذ ذاك تذكر أنه لم يجهز مكانا لهذه البضائع .. قافلة الشاحنات تتابع .. بدأت الصيحات تتعالى ..وجد نفسه في ورطة .. فذهب إلى محلات الجملة .. عرض بضاعته .. فرفض الجميع شراءها .. واتفقوا على أنها بضاعة (خلب).. ثم أن أسعارها أكثر بكثير من سعرها الحقيقي .. وصل به الأمر أن عرض بعض بضاعته على طفل يبيع في عربة يدوية .. فأخرج له الطفل صنفا من الملابس أجود وأرخص من بضاعته .. ثم عرض البضاعة على السائقين حتى يخلوا سبيله .. فرفضوا .. إنهم يريدون إفراغ شحنتهم ثم يعودوا بعد ثلاثة أيام للمطالبة بحقوقهم .. عندها اقترح عليهم التوجه للبحر .. لنفس المكان الذي ذهب إليه وفكر ودبر .. فقتل كيف دبر .. فأشار لهم بتفريغ البضاعة بين الصخور .. متوعدين إياه بأنهم سيردمونه بين الصخور إن لم يجدوا حقوقهم .... وقبل انصرافهم طلب منهم قليلا من الوقود .. فأعطوه ولسان حالهم يردد :( حرام فيه السم) .. عندها استخرج ولاعة من جيبه وأضرم النار في تلك البضاعة الكاسدة الفاسدة .. وشعر بلذة الانتقام .. ظل يحدق في النيران وهي تأكل البضاعة حتى أتت عليها وأحالتها رمادا تذروه الرياح التي هبت بعد انتهاء الحريق .. وطار الهباء حتى اختفى كل أثر له .. وهكذا كانت جلسته أمام الموج هي خياره الحالي .. فماذا سيفعل بعد ذلك ؟.. هل سيرمي نفسه في البحر؟ .. إنه يستحق أكثر من ذلك .. ثم عاد ليفكر من جديد فيما حدث .. وماذا فعل بنفسه ... لقد كان في أفضل حال .. بل كان ميسورا .. الرصيد الذي كان في حسابه يكفيه لشراء بيت جديد وأثاث فاخر وسيارة حديثة ومصروف باذخ .. هذه غير البضاعة المكدسة بالمحل والبيت .. إضافة لمرتبه الذي يستره .. وسيارته لم تكن مجرد وسيلة نقل ..      بل مصدر دخل .. فهي تتكفل بكافة مصاريف البيت .. والآن فقد كل شئ .. حتى زوجته المليئة دفئا وحنانا.. كم هو بحاجة إليها الآن .. سوف لن يجدها إن عاد للبيت .. ولامناص من  المواجهة مهما كان الأمر .. وهاهو ممتد في صالة البيت .. ينظر إلى قطع الأثاث المتواضع .. تمنى لو أنه جدده حتى يجده في هذه الأزمة .. ربما كان منقذا له .. أما هذا الأثاث البالي فهو لايكفي حتى متطلبات السائقين .. ثم الصك الموقع بمستحقاتهم .. قد يودي به إلى السجن وضياع الأسرة والأطفال .. هذه الأسرة من أجلها حرق نفيه بالعمل والكد .. حتى تاه في دهاليز الطمع .. لقد أراد لها العز الأبدي .. فصار يفكر في ما يسد رمقهم ..  كم هو في حاجة إلى لمسة حنان من زوجته الرائعة .. أين هي .. أين هي ؟.. وإذ بالباب يفتح .. تطل منه زوجته بإشراقتها البهية .. فلم يجرؤ أن يرفع رأسه في حضرتها وحادثها في خجل:

ـ لقد ضاع كل شئ .. وأنا السبب .. إنني أستحق ....    فقاطعته :

ـ لا .. لا .. لم يضع شئ .. أنت الأهم .. أنت نور البيت وشريان الحياة يدب في عروقنا .. بدونك لاتقوم لنا قائمة .. ارفع رأسك وافتح عينيك .. وأمسكت برأسه من فوق بيد .. وباليد الأخرى من ذقنه ..    ثم ألقت ما بجعبتها .. فلم يصدق ما رأى .. أموال لاحصر لها .. حلي متنوعة .. صكوك موقعة .. أهو حلم أم علم ؟.. إن عليه صكا واحدا يقض مضجعه .. فإذ له على الآخرين صكوك وبمبالغ باهظة .. من أين لك هذا ؟ .. سأل امرأته عن ذلك .. فأجابت :

ـ لقد تتبعت خطواتك خطوة خطوة .. علمت أنك تتصرف بلا وعي .. ومرة مرة .. شعرت أنك ستتصرف تصرفا تضيع به كل جهودك .. فكان تعاملي مع الناس بكل ود ولطف .. وحين علمت بما حصل لك .. أسرعت وجمعت ما استطعت من حقوقنا من الناس .. فمنهم من دفع نقدا .. ومنهم من وقع صكا .. ومنهم من تنازل عن حليه المرهون لدي .. إضافة للحلي المرهون في السابق .. كما أني قد بعت بضاعة أخفيتها عنك لبعض الزبونات ممن يدفعن نقدا في الحال .. فاشترين على ثقة بالبضاعة .. والآن خذ كل ما أمامك وحل كل مشاكلك .. المهم أن تبقى أنت على رؤوسنا .. مفتاح المحل لازال معي .. لم أسلمه لزوجة صاحب المحل .. فقد تركته معي ... هيا عد إلى المحل وابدأ من جديد .. ولكن تذكر دائما أننا جميعا لا يهمنا إلا أنت .. .. فانهمرت الدموع من عينيه كالسيل .. وقال لها :

ـ كنت دائما وأبدا أحس بأن أسعد لحظات حياتي هي عند دخولك البيت أول مرة .. لقد شعرت لحظتها أنك ستكونين نقطة مضيئة في حياته ..  لن تكون نقطة عابرة ... ليس فقط كونك زوجتي .. بل ومنقذتي وملهمتي .. بل عالمي الفسيح .. فأنت جوهرة الروح .

 

 

مجلس الثقافة العام يحتفل عربيا بإصداره لـ150 كتابا في مختلف مناحي المعرفة الإنسانية

 








مجلس الثقافة العام يحتفل عربيا بإصداره لـ150 كتابا

 في مختلف مناحي المعرفة الإنسانية


 

على مدار ثلاث أيام عقد مجلس الثقافة العام احتفاليته الكبرى بمناسبة إصداره لمجموعته الثانية من إصداراته التي تبلغ في مجموعها 150 كتابا في جميع نواحي المعرفة الإنسانية، وبحضور منقطع النظير من المثقفين العرب والليبيين بمدينة سرت وعبر فضاءات قاعة كانو بجامعة التحدي وبقاعتي الوفاء وواغادوغو انتظمت فعاليات هذه الاحتفائية في محاولة جادة لنهضة ثقافية قد تكون علاماتها الأولى مرتقبة سيما إذا تواصل هذا المدد، فمن المعلوم أن المجلس كان سنّ مبدأ الاحتفال بإصدراته في المدن الليبية المختلفة كبنغازي وطرابلس ومصراته ودرنة، كما نظم ندوة الأغنية مسيرة وطن.

في هذه الاحتفالية التي تبدو كرنفالا وطنيا وعربيا في ذات الوقت اجتمع  الكتّاب على مختلف صياغتهم الفكرية والايدلوجية في جلسات حوارية على مائدة ندوة معنونة بـ ( حرية التفكير وحق التعبير بين الحرية وحماية الهوية) خلال يومي 4-5 من الشهر الجاري وفي يوم الثالث وبقاعة واغادوغو كان الاحتفال بهذه الإصدارات مهيبا وكبيرا وعلى مائدة مستديرة دار الحضور على مائدة المؤلفين لاقتناء كتبا بتوقيعات مؤلفيها ومن بين هؤلاء المؤلفين رئيس مجلس الثقافة العام الأستاذ أحمد إبراهيم الذي صدر له عن المجلس كتابان (خارطة العنكبوت الأسود) و(حان وعد قيامتنا) ود.سليمان الغويل أمين اللجنة الإدارية وشعراء وأدباء من مختلف الأجيال والخلفيات من بينهم : راشد الزبير وأمين مازن وعلي مصطفى المصراتي وأحمد إبراهيم الفقيه وحسن السوسي وخليفة حسين مصطفى وعبد الحكيم الطويل وهليل البيجو وإدريس المسماري وبلقاسم المزداوي وسميرة البوزيدي وصلاح عجينة وصالح قادربوه وخلود الفلاح وابتسام عبد المولى ورزان المغربي وسليمان زيدان وحسن الأشلم وفتحي العريبي وصلاح البدري وسالم الهنداوي وعبد السلام العجيلي وسالم العوكلي ونجوى بن شتوان وعبد الرزاق الماعزي وخالد درويش ود.محمد الأسود وأسماء الأسطى والراحل نجم الدين الكيب وغيرهم..

وقد اشتملت هذه الأيام الثقافية عديد البرامج المصاحبة كأمسية شعرية مساء الاثنين شارك فيها راشد الزبير وعلى صدقي وحسن السوسي والشاعر المصري أحمد بخيت والسوداني عبد الرؤوف بابكر السيد والفلسطيني جميل حمادة.    

كما عقد رئيس المجلس الأستاذ أحمد إبراهيم مؤتمرا صحفيا ألقى فيه أفكاره المشايعة للهم القومي والقاري ودور ليبيا في ذلك..كما اشتمل البرنامج حفلا فنيا أحياه الفنان محمد السليني وذلك مساء الثلاثاء..

من التوصيات التي صدرت :

التوصيات العامة لندوة حرية التفكير وحق التعبير..بين الحرية وحماية الهوية

في جو من التفاؤل والطموح والرغبة في إرساء تقاليد فكرية عربية تحقق التطور وتوفر مناخا من الحرية البناءة في مجالات الفكر والتعبير والإبداع لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، انطلقت فعاليات ندوة سرت حول ( حرية التفكير وحق التعبير..بين الحرية وحماية الهوية) شارك فيها لفيف من الأدباء والكتاب والمفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي الكبير بحوالي أربعين بحثا ودراسة. ناقشت معظمها قضايا الفكر والأدب وهموم المبدعين العرب، وساد فيها جو من التفاعل الفكري الجاد والحوار الهادف البناء عند مناقشة العديد من القضايا الفكرية المهمة. وبحضور الأخ الأديب والشاعر أوتوي أوكاي رئيس اتحاد أدباء وكتاب عموم أفر يقيا، وممثلي بعض اتحادات ونقابات الأدباء والكتاب العرب.

وقد توصل المبدعون العرب إلى التوصيات الأتية:

1- التأكيد على حرية الحوار وتبادل الأفكار واحترام الرأي الأخر بما من شأنه تحقيق التماهي والتكامل الثقافي الذي يحقق مصلحة المجتمع ويقود إلى التقدم والتطور.

2- العمل على تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق التعبير والتأليف والحقوق المجاورة بما يواكب التطورات التقنية والفكرية التي يشهدها العالم اليوم بما يحافظ على هوية الأمة.

3- العمل على تشكيل الجمعيات الأهلية الخاصة بالمبدعين في مجالات الفكر والفنون والتقنية تعمل على حماية 

إنتاجهم ومتابعة حقوقهم المادية والمعنوية.

4- التأكيد على الإلتزام بقوانين الملكية الفكرية والتشريعات الدولية المتعلقة بها.

5- التزام حرية الجماهير واحترام حقها في رفض كافة القيود والعسف والجور والاستغلال الذي يمارس عليها.

6- التوصيات بالعمل على توطيد بناء الفضاء الأفريقي، بما من شأنه مواجهة التحديات الراهنة والظلم الذي يمارس على العرب والشعوب الأفريقية.

7-اعتبار هذه الندوة حدثا فريا مهما يجب تواصله وإرساء قاعدة عمل تمكن من جعله حدثا يعقد سنويا في واحدة من المدن العربية، ودعوة المؤسسات العربية المشابهة للمساهمة فيها وإنجاحها.

8- دعوة مجلس الثقافة العام بالجماهيرية العظمى للتنسيق مع مجالس الثقافة والنقابات والاتحادات العربية في مجالات الأدب والصحافة والفنون لتنظيم مناشط ثقافية وفكرية تؤكد الانتماء للأمة تحافظ على هويتها.

9-دعوة مجلس الثقافة العام ونظائره في الدول العربية إلى الاهتمام بالمبدعين الشباب في كافة المجالات وبخاصة مجالات الإبداع الأدبي والفني والتقني.

10-العمل على إيجاد مؤسسات إعلامية وفكرية وبحثية عربية لمواجهة التدفق الإعلامي الموجه ضد الأمة العربية وقيمها وتراثها ودينها وثقافتها. وتحصين الأجيال الجديدة ضد كل ما من شأنه أن يضعف انتمائهم إلى أمتهم.

11- العمل على اعتبار الرقابة الذاتية من التقاليد والدين عنصرا أساسيا في العملية الإبداعية، والحد من الرقابة الرسمية التي تعرقل الإبداع وتعيق تطوره سعيا نحو المزيد من الإبداع والتألق.

12-التأكيد على رجعية وفساد مقولات نهاية التاريخ وصراع الحضارات الذي تروج له الأوساط الأمبريالية، وتستهدف من خلاله النيل من استغلال الشعوب وحقها في تقرير مصيرها بنفسها.

                       المشاركون في ندوة سرت حول 

          (حرية التفكير وحق التعبير ..بين الحرية وحماية الهوية)


كما صدر عن هذا اللقاء بيانا ختاميا جاء فيه:

البيان الصادر عن

ندوة حرية التفكير وحق التعبير بين الحرية وحماية الهوية


1- إن الحرية قيمة إنسانية مثلى يجب أن يتاح لها الفضاء والمناخ المنابان حتى يتحقق المنجز الإبداعي الخلاّق.

2- إن الهوّية هي قيمة تشكّل في مجموعها النسيج الحضاري للمجتمعات، وتحقق لها المناعة، والقدرة على التفاعل الفكري، والإبداعي المعرفي، والتلاقح الثقافي، على قاعدة قيمية مفاهيمية صلبة.

3- إن المفكرين العرب والمثقفين المشاركين في الندوة يؤكدون على انحيازهم للحرية ورفض كل الممارسات التعسفية، التي تحدّ من الإبداع والتألق.

4- يؤكد الحاضرون على الممارسة المسؤولة للحرية ، التي تحترم المقدسات، ولا تزدري القيم والأخلاقات.

5- يؤكد الحاضرون أنّ المسؤولية الحقيقية للمبدع، هي ضميره الحي والتزامه قضايا الجماهير وحرية الشعوب.

6- يؤكد الحاضرون أنّ المعرفة حق أساسي من حقوق الإنسان لا ينبغي احتكاره، ويجب العمل على نشرها وتعميمها ذلك أن الجهل سينتهي عندما يقدم كل شيء على حقيقته.

7- إن الحاضرين للندوة يكبرون المشاركة المتميزة للمفكرين والمبدعين العرب، الذين أسهموا بفاعلية في إثراء هذه الندوة، ومنحها الإضافة والزخم الكبيرين.

8- يدين الحاضرون سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا العربية والإفريقية من قبل القوى الكبرى.

9-   يدعو المشاركون إلى ضرورة إخراج القوات الأجنبية المحتلة للعراق الشقيق كافة ويؤكدون على وحدة العراق، وحق شعبه في تحقيق غاياته ومستهدفاته، وبناء دولته وفق خياراته.

10- يثمن الحاضرون والمشاركون في الندوة، ما تحقق من مكتسبات في إنجاز الإتحاد الأفريقي العظيم، ودعوة عرب آسيا 

إلى الالتحام بهذا الفضاء المنيع، الذي يأتي استجابة لاستحقاقات العصر، وعالم الفضاءات الكبرى.

11- يؤكد الحاضرون في هه الندوة من مفكرين ومثقفين ومبدعين على التزامهم الراسخ بمبادئ ومكونات أمتهم والذود عنها من خلال نتاجاتهم وإبداعهم في مواجهة التشويه والطمس والغزو.

                          الحاضرون والمشاركون في الندوة

صدر في مدينة سرت في الخامس من شهر الكانون(ديسمبر) 2006 

 ومما جاء في افتتاح الملتقى كلمة للأستاذ الدكتور أوضح فيها رؤيته كمسؤول ثقافي وكصاحب وجهة نظر أثناء حفل توقيعات الإصدرارت الجديدة للمجلس جاء فيها:

أيها الجمع الكريم من الأدباء والمثقفين والعلماء والإعلاميين والزملاء المدعوين بكل مشاعر البهجة وسعادة المهجة والسرور والغبطة، أجدد لكم وقد تعاقبت الأيام وتغير المكان أتقدم لكم مجدداً بعظيم التقدير والامتنان لحضوركم واهتمامكم بهذا الشأن ، شأن الثقافة والفكر والمعرفة والسَّفر.

وأجدد التحية لضيوفنا الأعزاء، الأشقاء والأصدقاء، العرب والأفارقة، الذين تجشموا مشقة السفر والعناء وحضروا من مختلف الأرجاء والذين تحاملوا على أنفسهم رغم بلوغ بعضهم أكثر من نيف وسبعين سنة من الإبداع والعطاء، وفي مقدمتهم الشعراء الكبار حسن السوسي، وعلي صدقي عبدالقادر، وراشد الزبير، والمثقف والموسيقار الكبير حسن عريبي. حضروا جميعاً للمشاركة في هذه الندوة وهذه الاحتفالية الثقافية، التي ينتظم عقدها بهذه المدينة، مدينة سرت النجلاء عروس البحر والصحراء. 

وأقدّر عالياً حضور الأخ الأمين المساعد لمؤتمر الشعب العام بصفته رئيساً لمجلس الثقافة العام ، الذي رغم مهامه الكبيرة ومسؤولياته الجسيمة، يحرص دائماً على مشاركتنا في معظم نشاطاتنا الثقافية ، ليس بمجرد الحضور الشخصي ، بل كذلك بالدعم المادي والمعنوي ، والمشاركة الجادة في الحوار والآراء والأفكار .

كما أن كلمة أحسب من واجبي تسجيلها لمجلس الثقافة العام الذي يشرف على تنظيم هذه الندوة والاحتفالية، هي تأكيد نجاحه في إرساء تقليد سنة الاحتفاء، بما ينشره من إبداعات للكتاب والأدباء، من مختلف الأرجاء، ومن معظم مدن بلادنا الغراء، حيث تم الاحتفاء فيما مضى وبالطريقة نفسها بإصدارَات المجلس للمبدعين في درنة والجفرة ومصراتة وطرابلس، وها نحن اليوم نحتفى معكم وبكم بإصدار أكثر من مئة وسبعة كتب جديدة لمعظم الأدباء، والكتاب والشعراء، في ليبيا من جيل الرواد الكبار أمثال التليسى والمصراتى والسوسى والزبير وشنيب والبورى  وما زن الذين حازوا قصب السبق في إرساء دعائم البناء الثقافي الليبي المعاصر، وجيل الوسط من أصحاب المكانة السامقة والإبداعات الراقية، وجسر التواصل بين جيل الرواد وجيل الأدباء الشباب بإبداعاتهم التي تشكّل معين المستقبل الواعد الذي لا ينضب.

وما ينبغي تسجيله أيضا لهذا المجلس حديث العهد إنه قد أخذ على عاتقه نشر مخطوطات الأدباء والكتّاب الذين توفاهم الأجل وانتقلوا إلى رحمة الله بالبحث عنها فى بيوتهم، فى لمسة وفاء لهم، وتخليد لإبداعاتهم، وتكريم لذويهم، وتأكيد على أن وطنهم الذي عشقوه وعشقهم، وأن شعبهم الذي كتبوا له وكتَبوا عنه، يخلّد ذكراهم ولم ينساهم.

كما حرص المجلس على أن تضم هذه الإصدارات في ثناياها مختلف أطياف الثقافة والأدب في ليبيا على اختلاف شأنها، وتنوع مشاربها، وتعدد أجناسها، ما يبرهن على ما يتمتع به هذا الشعب من حرية تفكير، وحق تعبير، واحترام للثقافة والمثقفين.

ولا غرو في أن هذا التقليد الثقافي الاحتفائي، الذي لم يسبق لأي مؤسسة ثقافية عهد بتكريسه بصورة منتظمة ودورية في معظم مدن الجماهيرية، إنما يؤكد في الوقت نفسه ما يكتسيه الكتاب من أهميه في المشهد الثقافي الليبي، جعلته حرياً أن يحتفي بميلاده، وتاريخ ولوجه دائرة الفعل الثقافي، وكيف لا يحظى ميلاد الكتاب بهكذا احتفالية إذا كان البعض قد درج على الاحتفال بعيد ميلاد الإنسان، محدود العمر والقدرة على التأثير والحركة، ولا يحتفي بميلاد الكتاب الذي تمتد حياته لتستغرق عمر أجيال متعاقبة، وتتجاوز في تأثيراتها وتجلياتها حدود المكان والزمان لحراك الإنسان وقدرته على التأثير والبيان، بما في ذلك حياة المبدع نفسه بل كذلك أبنائه وأحفاده من بعده، وفوق ذلك كل من يحمل اسمه أو لقبه.

كما يسرنا في هذه المناسبة السعيدة أن نعلن عن قيام المجلس بإعداد خطة لتوزيع هذه الكتب فى جميع مدن الجماهيرية، بل كذلك فى معظم الدول العربية وفوق ذلك فى المكتبات العالمية والأجهزة، والمؤسسات الثقافية الدولية، تحقيقاً للانتشار الثقافي الأفقي، والتعريف بإبداعات مبدعينا على الصعيد المحلى والدولي.

كما أن المجلس سيقدّم هذه الكتب بسعر التكلفة الحقيقية لها دون ثمة ريع أو هامش ربحي محمل عليها، مساهمة منه في دعم الثقافة والأدب والكتاب والكتب، والنهوض بمستوى الوعي وتمكين القراء من اقتنائها والاستفادة بها.

ولا يفوتني في ختام هذه الكلمة أن نعلن عن أن المجلس يزمع استئناف مشروعه لنشر إبداعات المثقفين من الأدباء والفنانين، بل شرع فعلا فى ذلك بإعلانه عن قبول مخطوطات المجموعة الثالثة ضمن سلسلة الألف كتاب في مختلف أطياف الثقافة والمعرفة الموسوعية، التي سيكون من بينها كتب وترجمات لإبداعات ثقافية إنسانية وأخلاقية عالمية تعالج مشاكل الإنسان وقضاياه على اختلاف شانه ومكانه.