الأحد، 6 نوفمبر 2022

مجلس الثقافة العام يحتفل عربيا بإصداره لـ150 كتابا في مختلف مناحي المعرفة الإنسانية

 








مجلس الثقافة العام يحتفل عربيا بإصداره لـ150 كتابا

 في مختلف مناحي المعرفة الإنسانية


 

على مدار ثلاث أيام عقد مجلس الثقافة العام احتفاليته الكبرى بمناسبة إصداره لمجموعته الثانية من إصداراته التي تبلغ في مجموعها 150 كتابا في جميع نواحي المعرفة الإنسانية، وبحضور منقطع النظير من المثقفين العرب والليبيين بمدينة سرت وعبر فضاءات قاعة كانو بجامعة التحدي وبقاعتي الوفاء وواغادوغو انتظمت فعاليات هذه الاحتفائية في محاولة جادة لنهضة ثقافية قد تكون علاماتها الأولى مرتقبة سيما إذا تواصل هذا المدد، فمن المعلوم أن المجلس كان سنّ مبدأ الاحتفال بإصدراته في المدن الليبية المختلفة كبنغازي وطرابلس ومصراته ودرنة، كما نظم ندوة الأغنية مسيرة وطن.

في هذه الاحتفالية التي تبدو كرنفالا وطنيا وعربيا في ذات الوقت اجتمع  الكتّاب على مختلف صياغتهم الفكرية والايدلوجية في جلسات حوارية على مائدة ندوة معنونة بـ ( حرية التفكير وحق التعبير بين الحرية وحماية الهوية) خلال يومي 4-5 من الشهر الجاري وفي يوم الثالث وبقاعة واغادوغو كان الاحتفال بهذه الإصدارات مهيبا وكبيرا وعلى مائدة مستديرة دار الحضور على مائدة المؤلفين لاقتناء كتبا بتوقيعات مؤلفيها ومن بين هؤلاء المؤلفين رئيس مجلس الثقافة العام الأستاذ أحمد إبراهيم الذي صدر له عن المجلس كتابان (خارطة العنكبوت الأسود) و(حان وعد قيامتنا) ود.سليمان الغويل أمين اللجنة الإدارية وشعراء وأدباء من مختلف الأجيال والخلفيات من بينهم : راشد الزبير وأمين مازن وعلي مصطفى المصراتي وأحمد إبراهيم الفقيه وحسن السوسي وخليفة حسين مصطفى وعبد الحكيم الطويل وهليل البيجو وإدريس المسماري وبلقاسم المزداوي وسميرة البوزيدي وصلاح عجينة وصالح قادربوه وخلود الفلاح وابتسام عبد المولى ورزان المغربي وسليمان زيدان وحسن الأشلم وفتحي العريبي وصلاح البدري وسالم الهنداوي وعبد السلام العجيلي وسالم العوكلي ونجوى بن شتوان وعبد الرزاق الماعزي وخالد درويش ود.محمد الأسود وأسماء الأسطى والراحل نجم الدين الكيب وغيرهم..

وقد اشتملت هذه الأيام الثقافية عديد البرامج المصاحبة كأمسية شعرية مساء الاثنين شارك فيها راشد الزبير وعلى صدقي وحسن السوسي والشاعر المصري أحمد بخيت والسوداني عبد الرؤوف بابكر السيد والفلسطيني جميل حمادة.    

كما عقد رئيس المجلس الأستاذ أحمد إبراهيم مؤتمرا صحفيا ألقى فيه أفكاره المشايعة للهم القومي والقاري ودور ليبيا في ذلك..كما اشتمل البرنامج حفلا فنيا أحياه الفنان محمد السليني وذلك مساء الثلاثاء..

من التوصيات التي صدرت :

التوصيات العامة لندوة حرية التفكير وحق التعبير..بين الحرية وحماية الهوية

في جو من التفاؤل والطموح والرغبة في إرساء تقاليد فكرية عربية تحقق التطور وتوفر مناخا من الحرية البناءة في مجالات الفكر والتعبير والإبداع لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، انطلقت فعاليات ندوة سرت حول ( حرية التفكير وحق التعبير..بين الحرية وحماية الهوية) شارك فيها لفيف من الأدباء والكتاب والمفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي الكبير بحوالي أربعين بحثا ودراسة. ناقشت معظمها قضايا الفكر والأدب وهموم المبدعين العرب، وساد فيها جو من التفاعل الفكري الجاد والحوار الهادف البناء عند مناقشة العديد من القضايا الفكرية المهمة. وبحضور الأخ الأديب والشاعر أوتوي أوكاي رئيس اتحاد أدباء وكتاب عموم أفر يقيا، وممثلي بعض اتحادات ونقابات الأدباء والكتاب العرب.

وقد توصل المبدعون العرب إلى التوصيات الأتية:

1- التأكيد على حرية الحوار وتبادل الأفكار واحترام الرأي الأخر بما من شأنه تحقيق التماهي والتكامل الثقافي الذي يحقق مصلحة المجتمع ويقود إلى التقدم والتطور.

2- العمل على تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق التعبير والتأليف والحقوق المجاورة بما يواكب التطورات التقنية والفكرية التي يشهدها العالم اليوم بما يحافظ على هوية الأمة.

3- العمل على تشكيل الجمعيات الأهلية الخاصة بالمبدعين في مجالات الفكر والفنون والتقنية تعمل على حماية 

إنتاجهم ومتابعة حقوقهم المادية والمعنوية.

4- التأكيد على الإلتزام بقوانين الملكية الفكرية والتشريعات الدولية المتعلقة بها.

5- التزام حرية الجماهير واحترام حقها في رفض كافة القيود والعسف والجور والاستغلال الذي يمارس عليها.

6- التوصيات بالعمل على توطيد بناء الفضاء الأفريقي، بما من شأنه مواجهة التحديات الراهنة والظلم الذي يمارس على العرب والشعوب الأفريقية.

7-اعتبار هذه الندوة حدثا فريا مهما يجب تواصله وإرساء قاعدة عمل تمكن من جعله حدثا يعقد سنويا في واحدة من المدن العربية، ودعوة المؤسسات العربية المشابهة للمساهمة فيها وإنجاحها.

8- دعوة مجلس الثقافة العام بالجماهيرية العظمى للتنسيق مع مجالس الثقافة والنقابات والاتحادات العربية في مجالات الأدب والصحافة والفنون لتنظيم مناشط ثقافية وفكرية تؤكد الانتماء للأمة تحافظ على هويتها.

9-دعوة مجلس الثقافة العام ونظائره في الدول العربية إلى الاهتمام بالمبدعين الشباب في كافة المجالات وبخاصة مجالات الإبداع الأدبي والفني والتقني.

10-العمل على إيجاد مؤسسات إعلامية وفكرية وبحثية عربية لمواجهة التدفق الإعلامي الموجه ضد الأمة العربية وقيمها وتراثها ودينها وثقافتها. وتحصين الأجيال الجديدة ضد كل ما من شأنه أن يضعف انتمائهم إلى أمتهم.

11- العمل على اعتبار الرقابة الذاتية من التقاليد والدين عنصرا أساسيا في العملية الإبداعية، والحد من الرقابة الرسمية التي تعرقل الإبداع وتعيق تطوره سعيا نحو المزيد من الإبداع والتألق.

12-التأكيد على رجعية وفساد مقولات نهاية التاريخ وصراع الحضارات الذي تروج له الأوساط الأمبريالية، وتستهدف من خلاله النيل من استغلال الشعوب وحقها في تقرير مصيرها بنفسها.

                       المشاركون في ندوة سرت حول 

          (حرية التفكير وحق التعبير ..بين الحرية وحماية الهوية)


كما صدر عن هذا اللقاء بيانا ختاميا جاء فيه:

البيان الصادر عن

ندوة حرية التفكير وحق التعبير بين الحرية وحماية الهوية


1- إن الحرية قيمة إنسانية مثلى يجب أن يتاح لها الفضاء والمناخ المنابان حتى يتحقق المنجز الإبداعي الخلاّق.

2- إن الهوّية هي قيمة تشكّل في مجموعها النسيج الحضاري للمجتمعات، وتحقق لها المناعة، والقدرة على التفاعل الفكري، والإبداعي المعرفي، والتلاقح الثقافي، على قاعدة قيمية مفاهيمية صلبة.

3- إن المفكرين العرب والمثقفين المشاركين في الندوة يؤكدون على انحيازهم للحرية ورفض كل الممارسات التعسفية، التي تحدّ من الإبداع والتألق.

4- يؤكد الحاضرون على الممارسة المسؤولة للحرية ، التي تحترم المقدسات، ولا تزدري القيم والأخلاقات.

5- يؤكد الحاضرون أنّ المسؤولية الحقيقية للمبدع، هي ضميره الحي والتزامه قضايا الجماهير وحرية الشعوب.

6- يؤكد الحاضرون أنّ المعرفة حق أساسي من حقوق الإنسان لا ينبغي احتكاره، ويجب العمل على نشرها وتعميمها ذلك أن الجهل سينتهي عندما يقدم كل شيء على حقيقته.

7- إن الحاضرين للندوة يكبرون المشاركة المتميزة للمفكرين والمبدعين العرب، الذين أسهموا بفاعلية في إثراء هذه الندوة، ومنحها الإضافة والزخم الكبيرين.

8- يدين الحاضرون سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا العربية والإفريقية من قبل القوى الكبرى.

9-   يدعو المشاركون إلى ضرورة إخراج القوات الأجنبية المحتلة للعراق الشقيق كافة ويؤكدون على وحدة العراق، وحق شعبه في تحقيق غاياته ومستهدفاته، وبناء دولته وفق خياراته.

10- يثمن الحاضرون والمشاركون في الندوة، ما تحقق من مكتسبات في إنجاز الإتحاد الأفريقي العظيم، ودعوة عرب آسيا 

إلى الالتحام بهذا الفضاء المنيع، الذي يأتي استجابة لاستحقاقات العصر، وعالم الفضاءات الكبرى.

11- يؤكد الحاضرون في هه الندوة من مفكرين ومثقفين ومبدعين على التزامهم الراسخ بمبادئ ومكونات أمتهم والذود عنها من خلال نتاجاتهم وإبداعهم في مواجهة التشويه والطمس والغزو.

                          الحاضرون والمشاركون في الندوة

صدر في مدينة سرت في الخامس من شهر الكانون(ديسمبر) 2006 

 ومما جاء في افتتاح الملتقى كلمة للأستاذ الدكتور أوضح فيها رؤيته كمسؤول ثقافي وكصاحب وجهة نظر أثناء حفل توقيعات الإصدرارت الجديدة للمجلس جاء فيها:

أيها الجمع الكريم من الأدباء والمثقفين والعلماء والإعلاميين والزملاء المدعوين بكل مشاعر البهجة وسعادة المهجة والسرور والغبطة، أجدد لكم وقد تعاقبت الأيام وتغير المكان أتقدم لكم مجدداً بعظيم التقدير والامتنان لحضوركم واهتمامكم بهذا الشأن ، شأن الثقافة والفكر والمعرفة والسَّفر.

وأجدد التحية لضيوفنا الأعزاء، الأشقاء والأصدقاء، العرب والأفارقة، الذين تجشموا مشقة السفر والعناء وحضروا من مختلف الأرجاء والذين تحاملوا على أنفسهم رغم بلوغ بعضهم أكثر من نيف وسبعين سنة من الإبداع والعطاء، وفي مقدمتهم الشعراء الكبار حسن السوسي، وعلي صدقي عبدالقادر، وراشد الزبير، والمثقف والموسيقار الكبير حسن عريبي. حضروا جميعاً للمشاركة في هذه الندوة وهذه الاحتفالية الثقافية، التي ينتظم عقدها بهذه المدينة، مدينة سرت النجلاء عروس البحر والصحراء. 

وأقدّر عالياً حضور الأخ الأمين المساعد لمؤتمر الشعب العام بصفته رئيساً لمجلس الثقافة العام ، الذي رغم مهامه الكبيرة ومسؤولياته الجسيمة، يحرص دائماً على مشاركتنا في معظم نشاطاتنا الثقافية ، ليس بمجرد الحضور الشخصي ، بل كذلك بالدعم المادي والمعنوي ، والمشاركة الجادة في الحوار والآراء والأفكار .

كما أن كلمة أحسب من واجبي تسجيلها لمجلس الثقافة العام الذي يشرف على تنظيم هذه الندوة والاحتفالية، هي تأكيد نجاحه في إرساء تقليد سنة الاحتفاء، بما ينشره من إبداعات للكتاب والأدباء، من مختلف الأرجاء، ومن معظم مدن بلادنا الغراء، حيث تم الاحتفاء فيما مضى وبالطريقة نفسها بإصدارَات المجلس للمبدعين في درنة والجفرة ومصراتة وطرابلس، وها نحن اليوم نحتفى معكم وبكم بإصدار أكثر من مئة وسبعة كتب جديدة لمعظم الأدباء، والكتاب والشعراء، في ليبيا من جيل الرواد الكبار أمثال التليسى والمصراتى والسوسى والزبير وشنيب والبورى  وما زن الذين حازوا قصب السبق في إرساء دعائم البناء الثقافي الليبي المعاصر، وجيل الوسط من أصحاب المكانة السامقة والإبداعات الراقية، وجسر التواصل بين جيل الرواد وجيل الأدباء الشباب بإبداعاتهم التي تشكّل معين المستقبل الواعد الذي لا ينضب.

وما ينبغي تسجيله أيضا لهذا المجلس حديث العهد إنه قد أخذ على عاتقه نشر مخطوطات الأدباء والكتّاب الذين توفاهم الأجل وانتقلوا إلى رحمة الله بالبحث عنها فى بيوتهم، فى لمسة وفاء لهم، وتخليد لإبداعاتهم، وتكريم لذويهم، وتأكيد على أن وطنهم الذي عشقوه وعشقهم، وأن شعبهم الذي كتبوا له وكتَبوا عنه، يخلّد ذكراهم ولم ينساهم.

كما حرص المجلس على أن تضم هذه الإصدارات في ثناياها مختلف أطياف الثقافة والأدب في ليبيا على اختلاف شأنها، وتنوع مشاربها، وتعدد أجناسها، ما يبرهن على ما يتمتع به هذا الشعب من حرية تفكير، وحق تعبير، واحترام للثقافة والمثقفين.

ولا غرو في أن هذا التقليد الثقافي الاحتفائي، الذي لم يسبق لأي مؤسسة ثقافية عهد بتكريسه بصورة منتظمة ودورية في معظم مدن الجماهيرية، إنما يؤكد في الوقت نفسه ما يكتسيه الكتاب من أهميه في المشهد الثقافي الليبي، جعلته حرياً أن يحتفي بميلاده، وتاريخ ولوجه دائرة الفعل الثقافي، وكيف لا يحظى ميلاد الكتاب بهكذا احتفالية إذا كان البعض قد درج على الاحتفال بعيد ميلاد الإنسان، محدود العمر والقدرة على التأثير والحركة، ولا يحتفي بميلاد الكتاب الذي تمتد حياته لتستغرق عمر أجيال متعاقبة، وتتجاوز في تأثيراتها وتجلياتها حدود المكان والزمان لحراك الإنسان وقدرته على التأثير والبيان، بما في ذلك حياة المبدع نفسه بل كذلك أبنائه وأحفاده من بعده، وفوق ذلك كل من يحمل اسمه أو لقبه.

كما يسرنا في هذه المناسبة السعيدة أن نعلن عن قيام المجلس بإعداد خطة لتوزيع هذه الكتب فى جميع مدن الجماهيرية، بل كذلك فى معظم الدول العربية وفوق ذلك فى المكتبات العالمية والأجهزة، والمؤسسات الثقافية الدولية، تحقيقاً للانتشار الثقافي الأفقي، والتعريف بإبداعات مبدعينا على الصعيد المحلى والدولي.

كما أن المجلس سيقدّم هذه الكتب بسعر التكلفة الحقيقية لها دون ثمة ريع أو هامش ربحي محمل عليها، مساهمة منه في دعم الثقافة والأدب والكتاب والكتب، والنهوض بمستوى الوعي وتمكين القراء من اقتنائها والاستفادة بها.

ولا يفوتني في ختام هذه الكلمة أن نعلن عن أن المجلس يزمع استئناف مشروعه لنشر إبداعات المثقفين من الأدباء والفنانين، بل شرع فعلا فى ذلك بإعلانه عن قبول مخطوطات المجموعة الثالثة ضمن سلسلة الألف كتاب في مختلف أطياف الثقافة والمعرفة الموسوعية، التي سيكون من بينها كتب وترجمات لإبداعات ثقافية إنسانية وأخلاقية عالمية تعالج مشاكل الإنسان وقضاياه على اختلاف شانه ومكانه.







ليست هناك تعليقات: