الأحد، 6 نوفمبر 2022

تحولات الكتابة في القصة المغاربية

 تحولات الكتابة في القصة المغاربية

خالد درويش / قفصة
















على أنغام الأناشيد الوطنية و الموسيقى التونسية انطلقت فعاليات ملتقى القصة القصيرة في دورته العاشرة ، هده الدورة التي تحتفي بعشريتها وانطلاقها للنهوض بهدا الفن المظلوم كما عبر المشاركون والقصاصون أنفسهم  حيث ألقى منسق الدورة ورئيس فرع الاتحاد بقفصة الأستاد القاص ابراهيم درغوثي كلمة حول أهمية هدا القلقاء الدي يجتمع فيه المغرب العربي من ليبيا وتونس والجزائر حول مائدة هدا الفن العريق ثم كلمة والي قفصة ليختتم هدا الحفل في يومه الأول بتكريم القاصين ابراهيم بن سلطان وحسونة المصباحي .

المدينة التي لم أتوقع أن أراها بهده الصورة ،، كنت أعتقد أنها  ستكون مدينة صحراوية قاحلة لكن تغيرت هده النظرة حين وصلنا إلى فندق قفصة بالاس وهو فندق حديث البناء بنجومه الخمس ولقد كنت أتوقع أن يكون مبيتنا في مدرسة أو مبيت للطلبة ، خمنت في السر وراء هده البحبوحة التي تعيشها المدينة وتقدمها النسبي عن الجنوب التونسي في مناجم الفسفات التي ترقد فوقها المدينة وهي نفسها التي كانت لعنة أيظا بحيث ان الاستعمار الفرنسي سابقا كان يضع يده على هده المناجم بقبضة من حديد حارما ابناء الوطن من خيراتها .

لقد انهالت فوق رأسي الكثير من الحكايا حول المهاجرين الطرابلسيين الدين استوطنوا هده المدينة وضواحيها وأصبح لهم ما يعرف بحي الطرابلسية حتى أن الرواية هنا تناولت الكثير من حياة هؤلاء امثال رواية وراء السراب قليلا للروائي ابراهيم درغوثي وحي الطرابلسية للقاص ابراهيم بن سلطان وهو أحد المكرمين في هده الدورة وقد ألقى شهادته حول مسيرته في الكتابة وحول دلك الطفل الدي جاور حي الطرابلسية وعمل في مناجم الفوسفات او الفوسفاط كما ينطقونها هنا .

                           


اليوم الأول :

كانت الورقات على النحو التالي حيث قدم الاستاد عمر حفيظ ورقة بعنوان الكتابة وايقاع الدات في أقاصيص حسونة المصباحي ثم الأستادة شادية شقروش من الجزائر قدمت قراءة سوسيونصية في مجموعة ابراهيم بن سلطان  القصصية ليل وأحلام وأرق ثم الاستاد محمد الصالح البوعمراني بعنوان المسألة الأجناسية قراءة عرفانية القصة القصيرة أنودجا .

اليوم الثاني :

كانت الجلسة العلمية الثانية برئاسة الأستاد عبد الحميد الطبائي الدي قدم السيد أحمد السماوي في ورقة بعنوان الأسطورة العربية من خلال أقاصيص أحمد ممو تلاه الأستاد أحمد الجوة في ورقة بعنوان تحولات كتابة الأقصوصة العربية من خلال نمودجين : أقاصيص صلاح الدين بوجاه ومسعودة بوبكر ، أما ورقة الأستاد عبد الرحمن تبر ماسين من الجزائر فتناولت قراءة في مجموعة جميلة زبير التي بعنوان أسوارالمدينة ، اما ورقة خالد درويش من ليبيا فهي محاولة لرسم صورة لفن القصة القصيرة في ليبيا هدا الفن الدي ازدهر في الستينات من هدا القرن الماضي وكان له تأثيره البارز ورمزه المهمة من قصاصين كبار ، فتاريخيا نجد ان اول قصة قصيرة نشرت في ليبيا كانت قصة ليلة الزفاف الكاتب وهبي البوري والتي نشرها في مجلة ليبيا المصورة  في الثلاثينيات كما يدكر الكاتب أحمد ابراهيم الفقيه في كتابه بدايات القصة القصيرة في ليبيا .

اما الأستاد عبد الله مليطان فيدكر ان عام 1957 ف شهد صدور أول مجموعة قصصية ليبية مطبوعة للقاص الراحل عبد القادر أبوهروس بعنوان نفوس حائرة ومند عام 1957 وحتى عام 2000 بلغ تعداد المجاميع القصصي الليبية المطبوعة 154 مجموعة وعدد القصاصين الدين أصدوا مجاميع مطبوعة 51 قاصا وبعد عام 1957 قدم الأستاد محمد فريد سيالة أول رواية ليبية مكتملة بعنوان من حكايا الناس .

ثم تطرقت الورقة إلى نمودجين من جيلين مختلفين حيث حللت قصة الاستاد يوسف بالريش

المعنونة بحدث الليل قال والمنشورة في مجلة الفصول الأربعة العدد 108 تحت رقم صفحة 121 والقصة قصيرة جدا يقسمها الكاتب إلى ثلاثة مشاهد تضج بالغربة من خلال المكان الدي تعيش فيه هده الكائنات وهي دولة فطية بالخليج حيث يتحدث الليل ،، ليل المدينة المترفة حيث تنفتح على العالم بأضوائها وأبراجها لكن سمفونية الشجن في مشهد المرأة المنكسرة وهي تحاول أن تجمع ثمن تأشيرة تجديد الإقامة بأي ثمن فيتم استغلالها من قبل الموسرين لتجتمع الغربة الأخلاقية مع الغربة النفسية والاجتماعية  والاقتصادية لدى هده المرأة ،، أيضا كان النمودج الثاني حول مجموعة القاص الشاب غازي القبلاوي إلى متى .

 

اليوم الختامي :

جاء حافلا بالعديد من المداخلات والأوراق والتي كانت جلسته العلمية برئاسة الأستاد خير الدين زروق فالورقة الولى من نصيب الأستاد محمد صالح بوعمراني في تجربة أحمد ممو بعنوان التشيئة في القصة التونسية ثم الأستاد يوسف بالريش من ليبيا في ورقة بعنوان الأقصوصة الليبية تحولات وتداخلات حيث قدمت تعريفا للقصة القصيرة في ليبيا من تاريخها ورموزها والتعريف بكتاب امثال علي مصطفى المصراتي ويوسف الشريف وكامل المقهور وغيرهم وكدلك أسباب تطور هدا الفن وبروزه والاتجاهات التي كانت ترفده ، ثم قدم الأستاد محمد الباردي ورقة بعنوان أشياء ظافر ناجي تلاه الصادق القاسمي في ورقة بعنوان تحولات الكتابة في المشي في الوحل والنبض في الأصابع لعبد العزيز فاخت الدي ادلى بشهادته حولمسيرته القصصية وتم تكريمه هو الآخر .

ثلاثة أيام مضت كانت المساجلات والمداخلات والنقاش لاينتهي حول القضايا الفنية والاشكاليات المطروحة امام هدا الفن كدلك التواصل بين الأشقاء ، كان علي أن انتقل إلى القيروان حيث مهرجان ربيع الفنون لأودع الأستاد يوسف بالريش وأنطلق حيث مدينة الأغالبة فمن الفوسفاط إلى المقروض والفسقية وجامع عقبة لكن قبل دلك كان لي هدا الحوار القصير مع مدير هده الندوة ومنسقها لأساله حول هده العشرية وعن المستقبل فن القصة القصيرة ..

الأستاذ ابراهيم درغوثي يقول :

هي دورة تكميلية أردناهاأن تكون إجمالا للدورات السابقة ومحاورها كانت محاورا أساسا عن تحولات القصة القصيرة التونسية والمغاربية ، دعونا لها ثلة من الأصدقاء النقاد من الجامعات التونسية والمغاربية من ليبيا والجزائر والمغرب وقصاصين وأساتدة صحفيين ومبدعين بصفة خاصة ، أردنا ان نكرم المبدعين التونسيين خاصة مبدعي القصة القصيرة في قفصة الأستاد ابراهيم بن سلطان والأستاد عبد العزيز فاخت وكاتب قصصي وروائي تونسي هو الأستاد حسونة المصباحي في هده الندوة التي امتدت على مدى ثلاثة أيام ، كان هناك حديث عن القصة القصيرة التوسية مند بداياته وكيف تحولت من نص قصصي مشابه ومشاكل للنص الوافد من الغرب بصفة عامة ومن  فرنسا بصفة خاصة ، خاصة في عهد علي الدوعاجيوأدباء تحت السور إلى الكتاب الطلائيعيين  ، الكتاب المجددين في بداية الستينات ثم في نهاية تسعينات القرن الماضي وبداية الأفين ، هناك إدا كتابة أخرى للقصة القصيرة في المغرب العربي أساسا ، قصة قطعت مع السائد ، قطعت مع النص القديم وحاولت أن تجد ضفافا أخرى في الابداع ، خاصة النص التجريبي  في أشكاله وفي مضامينه وهدا طموح منظمي هده الندوة في أن يكون هناك تواصل بين أبناء النص القديم والنص الجديد وهناك تأريخ للابداع بصفة عامة وللإبداع القصصي بصفة خاصة ولعل التركيز على المغاربية في هده الدورة : هو رد فعل أساسا على الدين يضنون أن النص القصصي والكتابة الروائية هي النص الوافد علينا من المشرق العربي بينما هناك تجاربرائدة في الكتابة القصصية والروائية ، في النص السردي بصورة عامة ، في المغرب العربي خاصة كما قلت هناك رد فعل من منظمي هده الدورة على مداها العشر سنوات الماضية لنبين للمتلقي أننا نمتلك نصوصا جميلة في المدونة الابداعية المغاربية لدلك ركزنا أساسا على أن يتناول النقاد من مختلف هده الدول التجارب الابداعية المغاربية وأن يظهروا مدى ابداعية هدا النص القصصي القصير .

القصة القصيرة بصفة عامة هي الفن المظلوم في الابداع سواء كانالابداع السردي أو الابداع الشعري فنجد أن هناك الكثير من النقد الموجه للرواية وللشعر فالقصة القصيرة هي الابن اليتيم للأدب العربي خاصة، لدلك أردنا نحن أن ننهض بهدا الفن النبيل هدا الفن الرائع الدي هو فن داته فالكثير من المبدعين حين يكتبون النص القصصي يحاول أحدهم أن يلخص رواية ويقول هده قصة قنحن أردنا النهوض بهدا الفن وأن نجعل أساسيات هدا الفن القصصي واضحة لدى الجمهور المتقبل ولدى الكاتب العربي ، لدلك على مدى عشر سنوات هي عمر هده الندوة والكثير من المحاور المنجزة المكدسة لدينا ولدينا طموح أن ننشر هده المدونة في كتب كي يستطيع المتلقي في الوطن العربي أن يتعرف على جماليات فن القصة القصيرة في المغرب العربي أي أكثر من عشرة كتب تتناول هذا الفن في هده المنطقة وهدا مشروع طموح يحتاج إلى امكانيات مادية  للقيام به .

 

 


ليست هناك تعليقات: