الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024


 


 


 


 


 

الموسيقى التصويرية كمؤثر في الأفلام السينمائية"لعبدالله السباعي متابعة/ خالد درويش

روح العمل الموسيقي يحتاج إلى موهبة عالية وإلى تقنيات ومعامل ضخمة

متابعة/ خالد درويش

ضمن الأنشطة الثقافية والندوات المصاحبة لمهرجان ليبيا الدولي السينمائي للأفلام القصيرة وبتقديم متميز من الصحفية و الإعلامية فتحية الجديدي التي أدارت محاضرة للدكتور عبدالله السباعي والفنان خالد الزواوي تحت عنوان "الموسيقى التصويرية كمؤثر في الأفلام السينمائية"
وقد شهد مسرح جمال الدين الميلادي جمهورا نخبويا مميزا استمع إلى الدكتور السباعي الذي استهل محاضرته بنبذة عن الموسيقى التصويرية والتي صاحبت الصورة واللحن في الاعمال الدرامية وقال بأن هذه الأعمال تحاكي مضمون العمل الدرامي كي ينفعل بها المتلقي وهي تقترب مما يُسمى بالموسيقى ذات الموضوع والتي تركز على موضوع العمل دون الالتفات إلى جوانب أخرى وقد تطورت الأساليب لكن قديما وحتى في التراث العربي كان الشاعر يمسك بعصا غليظة يوقع بها على الأرض أي يطرق بها طرقات تصاحب الكلام فكانه يحدث إيقاعا معينا تناغميا مع الكلمات ليشد الانتباه إليه أكثر .
ثم عرّج الدكتور السباعي على المُصطلح واستعمالاته وأشار إلى التجربة الإسبانية فيما سّمي بالتروبادور ودورها في استعمال الموسيقى لتصاحب العروض ، وأن الشاعر الشعبي قد استعمل الربابة كي يخلق نمطا سماعيا تصويريا ، أما المسرح العربي فإن أول بداياته لم تكتب له موسيقى تصويرية بل جاءت لاحقا ،وكذلك في بداية صناعة الأفلام لم تكن إلا أفلاما صامتة ذات حركات دون صوت موسيقي ،وقد كان المخرجون والمنتجون يُحضرون عازفين بجانب شاشة العرض للعزف أثناء عرض الفيلم لكن هذا النمط لم يكن ذا تأثير فالاختلاف واضح بين المعروض والموسيقى شرقا وغربا، ثم دخلت الموسيقى بقوة لتتغير صورة السينما بوجه عام فقد رأينا أن أفلاما كثيرة اشتهرت موسيقاها التصويرية شهرة عالمية مثل موسيقى فيلم دكتور زيفاكو وفيلم ذهب مع الريح وأفلام عربية مثل فيلم الرسالة وعمر المختار وفي العالم العربي نجد الموسيقى التصويرية لمسلسلات اشتهرت مثل موسيقى رأفت الهجان، وموسيقى مسلسل ليالي الحلمية ومسلسل المال والبنون وغيرها وقد أثرت تأثيرا كبيرا في الأجيال العربية لازال حتى اليوم.

أما الانفجار الكبير في الموسيقى التصويرية فقد كان في أعمال الأنيميشن والرسوم المتحركة التي شهدت تطورا تقنيا كبيرا.

وأجاب الدكتور عبدالله السباعي عن سؤال حول الموهبة وماذا ينقص لكي تكون لنا أعمال ذات موسيقى متطورة وعالية الجودة ؟ قال : بأنه يجب أن تكون هذه الموسيقى نابعة من داخل الفنان وملتصقة بالمشهد فالموهبة درجات فلابد أن تكون مركزة على روح العمل وذلك يحتاج إلى موهبة عالية وإلى تقنيات ومعامل ضخمة وألا تكون خداعا افتراضيا مثلما يفعل المنتجون الكبار لزيادة النجاح التجاري لأن المؤلف الموسيقي هنا يجيد التعبير بآلات افتراضية لدرجة انه يخدع المشاهد وكأن هذه الاحداث واقعية وحدثت بالفعل وهي ليست كذلك’ وفي ختام ورقته هذه أشار الدكتور عبدالله السباعي إلى كتابه الذي ترجمه تحت عنوان (الأسس النفسية للموسيقى التصويرية) والذي لازال يبحث له عن ناشر منذ 15 عاما.


أما الفنان خالد الزواوي في مداخلته فقد أكد على أهمية الفنان المبدع ذي الموهبة الجيدة و أضاف : بأنه لدينا من المواهب والقدرات في الجانب الموسيقي رائعة ومهمة على مستوى الأفراد لكنها تبقى اجتهادات فردية وتحتاج إلى كميات ضخمة من الدعم والإنتاج وطرح مثالا بما حدث في موسيقى فيلم الرسالة للموسيقي الشهير موريس جار والإمكانيات التي وضعت تحت تصرفه من 150 عازفا
واستوديوهات عالمية على أحدث طراز في ذلك الوقت وأشار الزواوي إلى ثيمات وطنية دخلت الموسيقى التصويرية في أعمال ليبية تمثل ذاكرة الليبيين وهو ما اشتغل عليه الفنان خالد الزواوي في عرضه السينمائي الموسيقي التصويري القصير الذي قدمه في افتتاح المهرجان والذي نال استحسان الجمهور وتصفيقه بحرارة خصوصا حين عزفت موسيقى حرب السنوات الأربع ، وفي الختام نوّه الزواوي إلى ضرورة وجود مؤسسة تعنى بالموسيقى على حد تعبيره "بمكان أو حاضنة" للموسيقيين تجمعهم وتدير شؤون إبداعاتهم.