الثلاثاء، 1 يوليو 2014

قصيدة "بلد الطيوب" لوحة في معرض الحروفي "عمر الغرياني"




جميل حمادة / الشمس الثقافي


نظمت دار الفقيه حسن بالمدينة القديمة، يوم الثلاثاء الماضي الموافق 25/5/2010 معرضا تشكيليا للفنان التشكيلي الحروفي الليبي عمر الغرياني بعنوان "بلد الطيوب". وهذا العنوان هو نفسه عنوان القصيدة الشهيرة للشاعر الراحل الكبير، شاعر الشباب علي صدقي عبد القادر، الذي طالما تغنى بالوطن والحب وفاطمة.. وتغنى بحب ليبيا في معظم أعماله الشعرية. وكأن هذا المعرض جاء ليجسد هذا الحب بالريشة وبألوانها الزاهية، وهو يمنحه شيء من خلود ما، لم يعد مقتصرا على الكلمة فحسب، بل ضم إليه ألوان الطبيعة الجميلة التي تجسد ألوان الوطن..! وقد ضم هذا المعرض بين دفتيه، والذي افتتح على الساعة السابعة والنصف، ما يزيد عن عشرين لوحة حروفية في مجملها.. ولكن في هذه المرة، اكتشفنا أن الفنان عمر الغرياني قد بدأ يشتغل على علاقة الحروف بمقتنيات الطبيعة، كمثل علاقة الشمس ككتلة دائرية بالطبيعة كأفق مفتوح، وذلك التواصل الخفي بين الحرف ومفرداته الأساسية. ثم نكتشف أن عمر الغرياني اشتغل على موضوعة "الكارلامة"، أي المساحة التي يشتغل عليها الفنان أعماله وهي مسودات بعد لم تأخذ شكلها النهائي. لكن أهم من ذلك كله، وهو ما شاهدناه في هذا المعرض، أن الفنان قد حاول مزج الشعر باللوحة، من خلال تجسيد علاقة عضوية أصيلة بين كليهما، وهو ما اتضح جليا من إسم المعرض أولا كبلد الطيوب، ثانيا من خلال رسم القصائد الشعرية التي اشتهرت في زمن ما، كلوحات تشكيلية مرافقة لها، وربما لصيقة بها، وكأنها تترجمها. 
وأثناء تجوالنا في هذا المعرض الجميل الذي تخللته العديد من اللوحات الجديدة ذات الحجم الكبير، والتي لم تعرض من قبل، إلتقينا الفنان عمر الغرياني، وأجرينا معه حوارا سريعا ذا علاقة بهذا المعرض، وتوجهنا إليه بعدد من الأسئلة من قبيل: 

أولا: أستاذ عمر، ترى ما هي دوافع إنجازك لهذا المعرض الآن؟
في الحقيقة أن فكرة إعداد هذا المعرض كانت واردة منذ سنتين، وخاصة بعد وفاة شاعر الشباب المرحوم علي صدقي عبد القادر، حيث فكرت في تناول بعض الأعمال الشعرية عبر لوحات مستوحاة من شعر علي صدقي عبد القادر، وخاصة قصيدة "بلد الطيوب"، وأثناء الإشتغال على هذا المعرض توفي بعدها الأستاذ المؤرخ والشاعر والأديب خليفة التليسي، فأردت كذلك تجسيد شعره عن ليبيا وخاصة قصيدته الشهيرة "وقف عليها الحب" فصارت بعض الأعمال تحمل ذات العناوين، سواء للراحلين علي صدقي أو خليفة التليسي، والذي استعنت لعمل قصيدته بخلفية فنية يستعملها الفنانون على مفردة "كرلمة" التي يستعملها بشكل خاص الخطاطون، وهي المساحة الإبداعية الورقية التي يطرح عليها الخطاطون  والتشكيليون أعمالهم قبل الاستكمال النهائي، أو الولادة النهائية للعمل. وقد تتابعت في مجملها حاملة إسم "عنوان الوطن" وهي "كرلمة" بلون التراث. 

نحن نعرف أن الكرلمة" هي مسودة العمل الحروفي، على نحو خاص، فهل هذا ما تعنيه..؟

صحيح، "كارلمة" هي مساحة الورقة التي يتم عليها إشتغال مسودة العمل سواء الحروفي أو غيره من الأعمال التشكيلية أو أعمال الخط، قبل أن تأخذ شكلا نهائيا.. بمعنى ما هي تجريب العمل، أو أشكاله على الورقة التجريبية قبل النهائية.
هل يعني ذلك أنه سيتم إعادة النظر في هذه الأعمال لاحقا، على إعتبار أنها ماتزال "مسودات"، أم أنها على هذا الشكل هي نهائية؟

في الحقيقة معظمها تعتبر قد أخذت شكلها النهائي.. ولكن قد تحتاج بعضها إلى بعض التعديلات والإضافات لاحقا. 

هل هناك أخي عمر أعمال تشكيلية/ حروفية أخرى جسدت أثار شعراء آخرين في ليبيا أو غيرها؟

نعم، هناك عمل خاص وهو اللوحة رقم (10) التي سميتها "ترنيمة لبلادي" وهي قصيدة (مغناة) للدكتور علي فهمي خشيم. 

يذكر هنا بالمناسبة أن الفنان التشكيلي عمر الغرياني من مواليد غريان 1954، وهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة من جامعة فينيسيا عام 1980، وقد أقام على مدى مسيرته الفنية تلك ما يقرب من ثلاثين معرضا في عدد كبير من عواصم العالم، مثل بغداد، تونس، الجزائر، ميلانو، النمسا، صنعاء، عدن، مالطا، الشارقة، الاسكندرية، مراكش، عمان، بينالي القاهرة، موريتانيا، ناميبيا، وعشرات المعارض سواء شخصية أو مشتركة في طرابلس وبنغازي والمدن الليبية الأخرى. 

ليست هناك تعليقات: