مدونة ثقافية أدبية للشاعر والصحفي الليبي خالد درويش وهي مهتمة بالثقافةوالأدب وتغطي الساحة الليبية ..
الأحد، 14 نوفمبر 2010
الأحد، 17 أكتوبر 2010
الشاعر خالد درويش بأكاديمية الفكر طرابلس 2010
انتظمت بمدرج أكاديمية الفكر الجماهيري بطرابلس مساء يوم الثلاثاء الماضي أمسية شعرية لأربعة شعراء هم على التوالي، جميل حمادة ومحمد الشحومي وسعيد الفاندي وخالد درويش. وكان مدير الأمسية الدكتور عمر حمودة قد أعلن بأن هذه الأمسية تأتي احتفالا بالعيد الحادي والأربعين لثورة الفاتح العظيم،
حمودة الذي استهل الأمسية بتقديم الشاعر الفلسطيني الكبير جميل حمادة الذي بدأ قصيدة استهلها:
(عصافير مذبوحة
نقلب شهوة الموت ذات اليمين
وذات الشمال/ المحال
من رآنا على الماء نمشي
سيمشي على النار
من رأى دمنا على حلمه
سوف يتلفت مثل ذئب عليل..)
ثم يقول وهو يختمها كذلك قائلا:
عصافير مذبوحة نقلب شكل الفصول
على كل كارثة قادمة
نغير وجه المناخ.. وشكل الرياح
ولون الغبار..!
نغير .. حين تفيض الأراضين من دمنا
.. شكل هذي السماء
عصافير مقتولة ..
ولكننا حين تجيء شمس ساعاتنا..
سنشعل هذي الدروب العليلة
مناراتنا لأفق ستسرح فيها الخيول
وحرية من صخور وليل ... ونار! ثم ألقى جميل حمادة قصيدة مهداة إلى غزة بعنوان "إلى زمن من دم وغبار" التي يقول في مستهلها:
(وحده دمها غزة مفرد
وحده له نجمتان
نجمة تزغرد له
ونجمة أخرى تبكي عليه
وحده دمها مفرد/
وحده سامق كالزمان..
هذه غزة سوف يصبح أمسها
صلاة للذاهبين الى الشهادة
يصير المقاتل شمسها فيها..)
أما الشاعر التالي الذي تلاه.. فقد كان محمد الشحومي الذي قدمه الدكتور عمر حمودة قائلا؛ بأنه الشاعر والأستاذ والباحث وقد صرّح الشحومي أنه هنا بين هذا الجمهور الكريم، يريد أن يختبر شعره وأي شعر أو أي قصيدة ستكون الأفضل لدى الجمهور، وأين سيجد نفسه وشعره، في قصيدة الفصحى العمودية أم في قصيدة الشعر المحكي، أم في الشعر الحر. ثم ألقى الشاعر بداية قصيدة إلى هارون الرشيد بعنوان "أبا الرشيد" يقول في بدايتها:
(عيد بأي حال عدت لا حبي بمقلتي ولا غنا محبونا
يا أم الرشيد أقصى ما نكابده أن الهوى صار بعضا من معاصينا
تبغدد القهر يا ولادتي فإذا سكينة النفس قد باتت سكاكينا
...........
زلزلي الأرض إما شئت صدق هوىً ودمري الكفر إن شئت الهوى دينا
...........
سبعون حزبا كل يدعي حصصا فجاء يحمل ساطورا وسكينا
سبعون حزبا فما أقسى فجيعته جسم العراق إذا ما صار سبعينا)
ثم ألقى قصيدة بالمحكية الليبية/المصرية، بعنوان مصر، وقال أنه يحب هذه القصيدة وأنه ألقاها في جامعة القاهرة فوجدت صدى كبيرا بين طلاب الجامعة وكلهم كان يردد نهايتها..
............
(مصر البهية
توكت علي كتف الجبل
ودلت جدايلها
شلال من وجد وقبل
النهر شايلها
للشط وين يحلا الغزل
موج البحر غازلها
في خدها البدر اكتمل
كادت عوازلها
مصر يا قصة كفاح وصبر
رايات بخيوط المجد تغزلها
فوق المدى والشمس تعلا منازلها)
ثم قصيدة أخرى بالمحكية الليبية بعنوان "العمر زلة"، مشيرا إلى أنه ألقاها في أول دورة لمهرجان زلة . ثم تلاه الشاعر الدكتور سعيد الفاندي الذي قدمه الدكتور عمر حمودة على أنه أكاديمي متخصص في مادة الفلسفة الاسلامية والذي أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة في هذه المادة إلا أنه لم يعلن عن نفسه كشاعر إلا مؤخرا، أي في السنوات العشر الماضية تقريبا. وقد ألقى الدكتور سعيد عددا من القصائد الفلسفية القصيرة، وعددا آخر من القصائد المتوسطة الطول.. مثل (: صورة وفكر ، إغتراب ، أوجاع غزة ، حرف عطف ، لماذا العشق ، ذكاء النرجس
ثم جاء في الخاتمة الشاعر خالد درويش الذي قدمه الدكتور عمر حمودة، على أنه درويش ليبيا وانه شاعر مهم وقد استهل خالد درويش قصائده بقصيدة بعنوان "عندي من التسبيح فاكهة"، يقول في مطلعها:
(عندي من التسبيح فاكهة
وعندك في الحقول مشيئة
رمان صدرك غافل عن مجتنيه
ولا يقاتل محتواه اللائمون ودرس
تقفية القبائل/ حين يجترح الصنوبر
علبة التبغ القديمة
عندي من التسبيح فاكهة وعندي
مسجلة لصوتك.. عندي تمائم
من عريك.. عند اغتراب الناس في أبهى صور..)
ثم ألقى قصيدة مهداة إلى أبي فراس الحمداني، من ديوانه الذي صدر عام 2010 عن دار مداد تحت عنوان "أحبك والهوى ثم قام الشاعر خالد درويش، وبعد إلحاح من الشاعر محمد الشحومي عليه، بالقاء قصيدة "انا الليبي متصل النشيد" التي يقول في بعض مقاطعها: (للوقت رائحة تؤثث من فضاء الحسن سارية
تدب ، صبا قلب تعرش في مياهك
في اختلاط محاربين بغابة القلق ، السلاسل
في المعاصم ، واحتماء زرافتين في شغف المواعيد على
ظهر المكان في قلب الكمان ، قبلتان على صدر
الحقيقة ، مقلتان من قدم المعارف والرسوم ، فرس
على نسق الهروب ، هموا شقوا بفأس الأرض
والصحراء حمامات هادريان في لبدة ،،
والعذارى لا رؤوس التسعة اكتملت
بأرتميس إلهة..)
*******
(على قميص قورينا
تفتح شوق أثينا فأسرجت المراكب نحوها
كيف اكتب جملتي ؟ يحتار ديسينوس ،
كيف اكتب جملتي وموسيقى الوعول تهطل مرة في كل
عام لكن هيرودوت يصرخ "من هنا يأتي الجديد ،،
من هنا يأتي الجديد
من بلدي وما بلدي سوى بلد الحضارة والخلود
أنا الليبي متصل النشيد
مقلتان وينحني الكون المؤله في تراتيلي الحميمة
مقلتان ويدخل الليبي من
طقس الخلودإلى طقس الخلود ।)
السبت، 19 يونيو 2010
فضاءات العباني في صالة "كازالانجس" بطرابلس
"قوافل السحب والحلم/ والضوء والظل"
فضاءات العباني
في صالة "كازالانجس" بطرابلس
كلما شاهدت معرضا للفنان التشكيلي الكبير علي العباني، وتأملت في لوحاته التي تفتح مخيلتي على آفاق رحبة في المكان والزمان، وتعيد إلى ذاكرتي قصائد جميلة، كما تعيدني إلى قصيدة بعينها كتبتها قبل ما يقرب من خمسة عشر عاما، وكانت أهم مشاهدها إضافة إلى ذكريات الصبا والشباب في فلسطين مشهد "أفق أزرق وأرض بعيدة". هذه هي واحد من أهم معالم الكون التجريدي للفنان علي العباني، الذي يزخر بذلك الفضاء الشاسع حيث تتنفس الروح هواء نقيا لامرئي. دائما سوف ترى العباني يأخذك إلى عوالم فيها صورة غائبة للصفاء الانساني المفجوع بصور الفزع والدم والفجيعة والإزدحام. هذا هو تقريبا الشعور الذي كان ينتابني وأنا اشاهد معرض الفنان علي العباني الذي تجسد فيما يقرب من خمسة عشر لوحة زينت جدران قاعة "كازالانجس" الصغيرة وممراتها الضيقة، وعلى مدى عشرين يوما تقريبا في طرابلس بما يقرب من عشرين لوحة أو أقل قليلا، للفنان التشكيلي الليبي الكبير علي العباني، وذلك منذ التاسع من شهر ابريل وحتى الثامن والعشرين منه، وحمل المعرض عنوان "فضاءات علي العباني". في هذا المعرض يواصل الفنان علي العباني الايغال في رحلته التجريدية في رسم فضاءاته الزرقاء الشاسعة، وكأنه كائن فضائي يسافر فوق طبقات السحب والغيوم، أو في مساحات الصحراء البنية الرحبة ذاهبا باتجاه حلم متوحد فريد ومستحيل التحقق، إلا من خلال اللوحة واللون، وضمن هذا التجريد الذي يشبه ألفة الأشياء الغريبة. أحيانا تكون مادته الجبال السوداء في فضاءات قارية أو مغطاة بجبال الثلج. وقد عكف الفنان علي العباني في السنوات الأخيرة بتناول هذه الطقوس في لوحاته التجريدية الحديثة، وما يميزها أنه تشبه إلى حد كبير طقوس الفنتازيا في الرواية الحديثة، كما أنها تبعث بقدر كبير من الراحة النفسية لدى المتلقي البصري عندما يطلق لها عنان المخيلة، خاصة وأن معظم هذه اللوحات من الحجم الكبير في أغلب الأحيان، حيث منها ما يصل إلى مترين في متر أو أكثر. ومعظمها بالمناسبة زيت على قماش، أو على ورق أو كانفاس.
وعن هذا العوالم الجميلة يقول عنه صديقه الفنان التشكيلي الكبيرأيضا على مصطفى رمضان، في توصيف دقيق وصادق وبديع عن فضاءات العباني "لقد أصبحت بؤرة الضوء هاجسة فى رحلة التجريد الفنى ووسيلة فى إرتياد البحث التجريدى عبر أفاق الترقب الممتد بين شاطئه القديم وحلمه الجديد. فالشجر والأرض، الطين والتراب، الأمواج والغيوم والشتاء، الضوء والظل والانعكاس. الوادى ..والغدير وقوافل السحب.. والحلم ... والصباح.. كل هذه المسميات تشكل مصدراً من مصادر الابداع الجمالى المتدفق وحوافز الفعل الجديد ، تتحول هذه المسميات بإرادة على العبانى وتصميمه الجاد والمتواصل الى تراكمية من الأنتاج الذهنى المتألق ، وتؤكد مكانته المرموقة بين صفوف زملائه فى ريادة الحياة الثقافية".
أما أنا؛ فما يعزيني عن "إدعائي" وزعمي بصدق ذائقتي وولائي لفضاءات علي العباني وريشته المبدعة وتجريده الانساني الرائق، أننا قلت كلاما مشابها لصديقنا علي مصطفى رمضان، في الكتابة عن معزوفة التجريد الطبيعي، وفي مجمل كتاباتي عن الصديق المبدع علي العباني، وفي أكثر من مناسبة.
فضاءات العباني
في صالة "كازالانجس" بطرابلس
كلما شاهدت معرضا للفنان التشكيلي الكبير علي العباني، وتأملت في لوحاته التي تفتح مخيلتي على آفاق رحبة في المكان والزمان، وتعيد إلى ذاكرتي قصائد جميلة، كما تعيدني إلى قصيدة بعينها كتبتها قبل ما يقرب من خمسة عشر عاما، وكانت أهم مشاهدها إضافة إلى ذكريات الصبا والشباب في فلسطين مشهد "أفق أزرق وأرض بعيدة". هذه هي واحد من أهم معالم الكون التجريدي للفنان علي العباني، الذي يزخر بذلك الفضاء الشاسع حيث تتنفس الروح هواء نقيا لامرئي. دائما سوف ترى العباني يأخذك إلى عوالم فيها صورة غائبة للصفاء الانساني المفجوع بصور الفزع والدم والفجيعة والإزدحام. هذا هو تقريبا الشعور الذي كان ينتابني وأنا اشاهد معرض الفنان علي العباني الذي تجسد فيما يقرب من خمسة عشر لوحة زينت جدران قاعة "كازالانجس" الصغيرة وممراتها الضيقة، وعلى مدى عشرين يوما تقريبا في طرابلس بما يقرب من عشرين لوحة أو أقل قليلا، للفنان التشكيلي الليبي الكبير علي العباني، وذلك منذ التاسع من شهر ابريل وحتى الثامن والعشرين منه، وحمل المعرض عنوان "فضاءات علي العباني". في هذا المعرض يواصل الفنان علي العباني الايغال في رحلته التجريدية في رسم فضاءاته الزرقاء الشاسعة، وكأنه كائن فضائي يسافر فوق طبقات السحب والغيوم، أو في مساحات الصحراء البنية الرحبة ذاهبا باتجاه حلم متوحد فريد ومستحيل التحقق، إلا من خلال اللوحة واللون، وضمن هذا التجريد الذي يشبه ألفة الأشياء الغريبة. أحيانا تكون مادته الجبال السوداء في فضاءات قارية أو مغطاة بجبال الثلج. وقد عكف الفنان علي العباني في السنوات الأخيرة بتناول هذه الطقوس في لوحاته التجريدية الحديثة، وما يميزها أنه تشبه إلى حد كبير طقوس الفنتازيا في الرواية الحديثة، كما أنها تبعث بقدر كبير من الراحة النفسية لدى المتلقي البصري عندما يطلق لها عنان المخيلة، خاصة وأن معظم هذه اللوحات من الحجم الكبير في أغلب الأحيان، حيث منها ما يصل إلى مترين في متر أو أكثر. ومعظمها بالمناسبة زيت على قماش، أو على ورق أو كانفاس.
وعن هذا العوالم الجميلة يقول عنه صديقه الفنان التشكيلي الكبيرأيضا على مصطفى رمضان، في توصيف دقيق وصادق وبديع عن فضاءات العباني "لقد أصبحت بؤرة الضوء هاجسة فى رحلة التجريد الفنى ووسيلة فى إرتياد البحث التجريدى عبر أفاق الترقب الممتد بين شاطئه القديم وحلمه الجديد. فالشجر والأرض، الطين والتراب، الأمواج والغيوم والشتاء، الضوء والظل والانعكاس. الوادى ..والغدير وقوافل السحب.. والحلم ... والصباح.. كل هذه المسميات تشكل مصدراً من مصادر الابداع الجمالى المتدفق وحوافز الفعل الجديد ، تتحول هذه المسميات بإرادة على العبانى وتصميمه الجاد والمتواصل الى تراكمية من الأنتاج الذهنى المتألق ، وتؤكد مكانته المرموقة بين صفوف زملائه فى ريادة الحياة الثقافية".
أما أنا؛ فما يعزيني عن "إدعائي" وزعمي بصدق ذائقتي وولائي لفضاءات علي العباني وريشته المبدعة وتجريده الانساني الرائق، أننا قلت كلاما مشابها لصديقنا علي مصطفى رمضان، في الكتابة عن معزوفة التجريد الطبيعي، وفي مجمل كتاباتي عن الصديق المبدع علي العباني، وفي أكثر من مناسبة.
جميل حمادة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)