الأربعاء، 9 نوفمبر 2022

أدعوك لروحي هل جربت ذلك يوماً ؟ هالة المصراتي

 


أدعوك لروحي

هل جربت ذلك يوماً ؟

                                                                             هالة المصراتي

                                              (1)

لا أظن فأنت رجل خارق للعادة استثنائي الظهور والحضور... في نظري لذا قررت أن أدعوك دعوة استثنائية لوهم استثنائي... نعم أنت وهمي ولكن الأوهام قد تتحول إلى أحلام... والأحلام...أما أن تموت أو تغتصب وأنا أحلامي تفضل الانتحار.. ربما لأنها أحلامي ..!

 لحظة...  هناك شيء ناقص في دعوتي لك  لا بل أشياء كثيرة ، فدعوتي مختلفة جداً عن كل الدعوات التي سبق ودعوت إليها ...

 ألم اقل لك انك استثنائي ؟ ...

 فلا تتوقع أن أقدم على دعوتك دون أن أكون أهلا لأن أدعوك دعوة استثنائية...؟

عذراً فلن يكون هناك طاولة لا حاجة لها ، ولا كراسي ولا باقات زهور ولا فنجان قهوة أو حتى كوب ماء ...؟

ألم اقل لك أنها دعوة استثنائية ...!

 انتظر لا تستعجل الرحيل ...

 هناك الكثير لأقدمه لك في هذه الدعوة سأقدم لك ، صفائي ونقائي وغبائي وحتى حماقتي وجنوني وأفكاري وثرثري وحزني وهمومي ودموعي وكرهي ونزفي و بوحي وهذياني حتى خبثي سأعريه لك في هذه الدعوة .

أرى معالم التهكم على ملامحك لم يعجبك شيء ولكن  انتظر مازال هناك الكثير في جعبتي لذا انتظر لأني أريدك أن تنتظر... !

 واعلم انك ترغب في البقاء..!

فالدعوة تستحق  الحضور والبقاء .. هل أنا أهذي هذا المساء ؟,... أو ربما الصباح ..؟ ربما  لا اعلم 

ما يهم أنك حاضر تتابع بشغف هذا الهذيان الذي سينساب عليك قطرة قطرة , ليغسل جناحيك مني .

 

 

(2)

 

 

ستتابع هذا الهذيان الذي هنا وسأتابع هذيانك الذي هناك دون أن يكون اى منا تابع

هناك في مكان ما في زمن ما كنت تهذي هذيان يشبه بكاء الأطفال , كنت أستمع لذلك الهذيان وأنا أبكي أغسل روحي من أثم ألتصق بها  , روحي المفخخة بالجروح , روحي التي كلما أردت أن اشفيها أدميتها , روحي تلك الطفلة التي أحملها في أحشائي لا ألدها ولا أجهضها  تنبض في أعماقي تمدني بالحياة  في زمن الخيبات , زمن أصبحنا فيه ننهش  لحوم بعضنا ، نعري بعضنا، نؤذي بعضنا حد الموت ولا نموت , ربما لأننا في واقع الأمر لسنا بأحياء , فلم أعد أذكر أخر مرة تنفست فيها من أعماقي تنفساً حياً ، أشياء كثيرة مني أزهقت وماتت ودفنت .

مع هذا لازلت أتنفس .. مازلت أعيش ....

 

(3)

 

الله بيده القدر وبيده مصائرنا ولكن حتماً يوجد معنى آخر للقدر لا علاقة له بمشيئة الله , بل بمشيئتنا نحن البشر .. عندما نعبث بالقدر بإرادتنا 

ذات صدفة قرأت سطور لسيدة كانت تكتب عن نفسها بعري مبالغ , إلى حد أني شعرت أنها نحن ولكن في مكان آخر وزمن آخر , حاولت أن أراسلها رسالة مقتضبة فحواها (( شكراً سيدتي ما أنقى سريرتك .. ليت كل العالم بشفافيتك..))

ولكن حتى تلك الشكراً وقف القدر أمامها  , أخبرني الأثير أنه يوجد خطأ في العنوان حاولت ولكن الخطأ آبى إلا أن يرفضني في كل مرة ويرفض أن يصل شكري لها ...تساءلت في أعماقي وأنا ألمم حقائبي تأهباً لمغادرة المكان متحسرة , ماذا لو أني أردت أن أكتب  رسالة فحواها (( سيدتي الحمقاء توقفي عن الهراء ))  يا ترى هل كان الخطأ سيكون حاضراً ..؟

وها أنا ذا... أتابعها.. وأتابعنى ... وأتابعك..

 

 

(4)

 

تلوكك رغبة الهروب ، تخشى التورط في أغوار الروح .

أراك بوضوح بيت كلماتي تترنح حيناً وحيناً تحاول الثبات لتثبت لي أنك أقوى من لغة الروح  عبثاً تحاول التملص والرحيل , وكلما تأهبت لمغادرتي يأسرك ذاك الوميض الذي يشع من بين الحروف يبقيك معي لوقت أكثر ..

مازلت أهذي ومازلت تتابع هذياني كما كنت من قبل أتابع هذيان تلك السيدة وقبلها أتابع هذيانك أنت..

ويبقى السؤال الذي يردد نفسه في ذهني المنزوع ...هل تستحق شرف هذه الدعوة..؟

 لا املك من الإجابات إلا إجابة واحدة .... سأعلنها في سطوري القادمة  ...؟

 

 

(5)

 

 

 

كم أنا مثقلة بحزني مازلت اطعن في ظهري ومازلت قادرة على رسم ابتسامتي مع كل طعنة ... بعض الطعنات تمزقنا وتسحقنا وبعضها يربكنا وبعضها تقتلنا ... دون إزهاق لروحنا.. ودون تضميد لجراحنا .. ربما مرد ذلك لقسوة طاعننا ..

 

 

                 

ليست هناك تعليقات: