الأحد، 20 ديسمبر 2009

( voix de la mediteranee) مهرجان أصوات البحر المتوسط فرنسا ـ لوديف 2004





مهرجان البحر المتوسط بفرنسا
وشكرا لكاميرا إيمان أسيري

درويش ايمان اسيري بوران اسيري غادة نبيل سوري السائق فرج بيرقدار وعبدالسلام العجيلي


مهرجان أصوات البحر المتوسط فرنسا ـ لوديف 2004
قراءة تحت الخيمة مع أنس العلايلي في غياب المترجم


المترجم أنقذ الموقف واتضحت القصائد للجمهور الفرنسيمع الشاعر الكبير برنارد مازو
حمى توقيع الكتب ’’ كلو يوقع لكلو


  ( voix de la mediteranee)                              

   مهرجان الشعر والعسل

 

هل ستتجه بي الطائرة حقا إلى باريس ؟ التوق إلى رؤية عاصمة النور ومدينة الابداع والسين الفاغر شدقيه ، جعلني ارتدي باكرا قميص السفؤ لأقلع صحبة العائد من أخر الغزلان والذي تأخرت بسبه ساعتين في مطار مونبلييه لأكتشف أن اسمه ليس ( عبد السلام العجيلي) وإنما عبد السلام الهوش ولتكتشف معي موظفة الأيرفرانس أنه لن يتمكن من مغادرة مطار شارل ديغول لأن الاسم الموجود على التذكرة لايطابق الاسم المثبت على جواز السفر ،، في مطار مونبلييه كانت بانتظارنا لوحة كبيرة كتب عليها ( voix de la mediteranee) . كان ذلك هو اسم المهرجان الذي نقصده ، أصوات البحر المتوسط ، لكنها لم تأتي أصواتا فقط وإنما كانت دهشة وكائنات عطر وغابة لذيذة من الحلم ، عانقت الرجل ثم قدمت له صديقي الشاعر ( عبد السلام العجيلي) رفيق هذه الرحلة ، ليأخذنا بسيارته عبر أودية وسهول قرابة الساعة والسيارة تسير في أيك ملتف وخضرة وارفة ، إنه الريف الفرنسي .

تبعد مدينة لوديف حوالى مئة وأربعين كلم عن مونبيلييه ، لم أشعر بالوقت لقد كان الغروب ساحرا حدّالتخمة لكن صديقنا الفرنسي لم ينسى أن ينبهني إلى ضرورة شد حزام الأمان وأن ينبه العجيلي إلى عدم التدخين .

صار الغروب وراءنا عندما دخلنا المدينة وشعار المهرجان يغطي الأشجار والحوانيت ، أحسست أن القصائد ، كل قصائد الدنيا دفنت هنا منذ القديم وها موعد قيامتها ، استقبلتنا مديرة المهرجان السيدة ( matthe valles  bled) بالقبلات وكأسين من العنب البارد ، أدركت حينها أن الشعر سيكون على قدم وساق ، كنا قد حضرنا على العشاء وكان من عادة القوم هناك أنه لاسلام على طعام خصوصا واننا جائعين ومتعبين ، على المائدة كان هناك الشاعر جمال القصاص والشاعرة غادة نبيل من مصر والشاعرة إيمان أسيري وبوران من البحرين هذه المجموعة التي ستكون رفيقتنا في السكن والمائدة والتنقل ، تعارفنا ودارت دورة الحياة بمتعة أكبر وانطلاقة أكبر ، كان مكان اقامتنا في شاليه خرج المدينة يطل على بحيرة كنا قريبين من السماء جدا أما الحور العين فضللنا بأجنحتهن ورفة أهدابهن القاتلة طيلة اقامتنا هناك وهو ما اصطلحنا عليه انا والعجيلي تحت اسم ( ربيع الله لا يوريك) أو ( قوم ظالمة) .

في الصباح أقلتنا الحافلة إلى مكان المهرجان فالليلة ستكون ليلة الافتتاح وسنرى ما يدهشنا ، كان السوق المحلي في أوجه والباعة ينادون على بضائعهم ، استهلكنا كل قدرة لنا على المشي لكي ننهي ذلك السوق وهو يصطادنا بمعروضاته خصوصا جناحه الأفريقي وبباعته أبناء هذه المدينة الريفية كانت أولى ملاحظاتنا فرق السعر إتخذنا من القصاص دليلا لنا فهو يعرف المدينة جيدا ولكونه مصري يفهم جيدا في المماكسة.

 ليلة السحر والشعر

 

 الأضواء التي تكاثفت لتأخذ بعقولنا ، والمعزوفة الحية لنهر لوديف المنساب وأصوات المغنين وقصائد بلغات مختلفة وموسيقى متوسطية شجية النغم ، كلها شكلت عرضا افتتاحيا كرنفاليا ،، فبعد أن تم تقسيم الشعراء إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة في جوقة خصص لهامخرج وموسيقين وفي ساحة المهرجان  وقطرات العنب تشتعل سرمدية الانحناء ، بانطلاق الفعاليات كان على كل شاعر أن يختار نصا في دقيقة يقرأ بلغته وفق ترتيب المخرج ومهندس الإضاءة حيث يسلط الضوء على الشاعر بعد أن يختار له المخرج مكانا ، لينشد قصيدته فصار الجمهور مرة يلتفت يمنة ومرة يقف لطلع على النهر ومرة أخرى يسرة أو من شرفة عالية أو فوق شجرة والاضاءة المكثفة تبهر البصر وتتزر بالقصائد ، الجوقات الثلاث تعتلي منصة دوارة ثم يقرأ الشعراء معا في وقت واحد كل بلغته لتزداد حدة القراءة وفق إشارة المخرج على أن تكون الخاتمة كل الجوقة في صوت واحد بيد كل شاعر فانوس مضيء أما الاضاءة الليزرية فقد تفننت في كتابة القصائد على الماء وتنويع اسم المدينة فوق صفحة الماء .

الشعر يحتل مكانة عالية هناك الفرنسي ياتي ليستمع ويصبر على قرائتك بلغتك ثم الترجمة الى الفرنسية ثم يدنو منك ليحييك ، في تجمع كهذا تتعدد فيه الأصوات والتقاطعات ،

quand vous le voudres

le soleil  brillera

Basri.                                         

اجتمع ثلاث وسبعون شاعرا من مختلفالبلدان كلهم حمل قصائده وأخيلته ودخل جوقة الشعر والموسيقى والرقص ، المدن التي تطل على البحر المتوسط أرسلت قصائدها وصدرت جمال استعاراتها إلى مدينة صغيرة غير بعيد من مونبلييه ، أناس تغنوا بالحب والحرية والجمال ونبذ التعصب  والارهاب ،، الايقاع توحد لكي يقول : أنتم الناس أيها الشعراء أي أنتم من يطرق أبواب الخير فيفتحها ونوافذ الحب فيطلقها سواقيا من عسل .

 

قراءات ، تقاطعات ، برنامج مكثف

في مقهى يدعى ( الشمال) يقرأ صباحا اسرائيل باركوف مع سيمون انقوني من مالطا يدير الجلسةالفرنسي دينيه بوشار وفي الحادية عشرة يقرأ جيمس ساكير من فرنسا ليدير الجلسة برنارد مازو ثم هيلين دوفلان وماريا خوا من البرتغال مع غادة نبيل من مصر رفقة المغني الايراني التركي الفرنسي ماكس كريز وفي المساء قرأ نونيو جوديك من البرتغال مع دومينيك سامبيرو من فرنسا هذه القراءات كانت بعنوان (lecture les  pieds dans l eau  ) وهي من أجمل القراءات على نهر لوديف حيث تخصص منصة للشعراء داخل النهر وكذلك مجموعة من الكراسي للجمهور أيضا الذي يستمع إلى الشعر وقدميه في الماء ينساب من بين الأصابع ليكون خلفية يدعمها خرير الماء البارد ، الأقدام في الماء حقا لكن الرأس يحلق عاليا في سماوات الابداع اما عن التقاطعات المتوسطية

(diagonales mediteranee ) وفيها تتقاطع دولة مع اخرى هذه المرة من اسبانيا خوسيه ماريا الفريه ومن تركيا تورقاي فيسكيس و أوميرانيس بإدارة المترجمة كاترين فرح الفرنسية من أصل مصري اما قراءات التسعة ففي كل يوم يقرأ تسعة شعراء في حديقة la sous prefecture)  ) وهي حديقة يمشي فيها الشعر حافي القدمين قرا فيها اليوم الأول طارق الكرمي من فلسطين وعبد السلام العجيلي من ليبيا وجاك ايتكيه من فرنسا وجان كلود بواه من فرنسا ريم فهد من السعودية عبد العزيز قاسم من تونس وزونمير ماركونتيش من كرواتيا وجيمس بريفت من فرنسا وجزيل زوبيل من فرنسا وفي السابعة شاهدت عرضا موسيقيا للفنانة ماري فيولا على البيانو بعنوان (musiqes en liberte) اذكر أن اسم القطعة كان البيانو المسافر ، ساكون في غنى كبير عن القول ان هذه البرامج تقام في أوقات واحدة لكن في اماكن مختلفة وساكتب فقط عن المحاظرات والامسيات التي تمكنت من ملاحقتها والاستمتاع بها مثل حفلة الرقص الجمالي بمسرح الكاتدرائية وعروض فرقة باراباس الجزائرية التي كانت تتغى بمدح الرسول على الطريقة القناوية كما اخبرني صديقي الشاعر المغربي (محمد بشكار) لكني عجبت للايقاع الصوفي وكلمات مثل الله ،، الله ،، وتناقضها مع ما أرى وما نحن فيه ، المهم ان الفرنسيين يرونه فلكلورا وأنا أريد أن أستمتع وبشكار ( يهذر) بالفرنسية مع شاعرة فرنسية وانا أترجم ما كتّب الله للعجيلي وأحاول أن اوضح له ما معنى أن تكون خارج الوطن العربي وان ينسى للحظات الرابطة والتصعيد فليبق خشيم أو ليرحل ولتغلق الفصول والمشهد والمؤسسة العامة للصحافة وجمعية الدعوة وحتى مجلة المؤتمر وليسقط نقيب الصحفيين كنت أقول له حدق ببصرك ايها العجيلي ، ارفع رأسك واختزن الصور ، استنسخ ما يمكن استنساخه ، حتى عندما كنا نتجول في متحف اللوفر او تحت ايفل أو مع مغاليتا كنت أقول له ونحن على حافة السين :

  *  تمتع من شميم عرار نجد         فما بعد العشية من عرار .

اليوم الول كان حافلا حقا ففي حديقة نوتردام كان هناك ساعة لكتاب فرنسي مغربي ثم قراءة لجيمس بريفيت من فرنسا وفي التاسعة ساعة عن الشعر الجزائري للشاعر ابراهيم صديقي وعبد الرحمن جلفاوي بادارة ميشيل برينيه ثم قراءة لخالد المعالي من العراق بعد هذا كنت في حيرة من امري ففي نفس الوقت وفي ثلاث اماكن مختلفة سيكون غناء وموسيقى للثنائي (mia tndassa) وهيلين دلفوت الجميلة النائمة ذات الصوت الملائكي كذلك المغنية الاسبانية سوزانا انرونيريه التي غنت مقاطع من ( رائحة اسبانية في حلم آخر) يرافقها على القيثار ماريا دي لوريو.

26/7/2004 قرأ ستيفن تونيك وهو شاعر من البوسنة اقام معنا في نفس السكن كنا نسميه مصطفى بلحيته البيضاء الكثة وشيخوخته المتقدة كان لايعرف لا الفرنسية ولا الانجليزية ولا الالمانية ولاالعربية ولا الاسبانية ورغم ذلك كنا نتفاهم ونضحك كثيرا عندما نمثل ما نريد قوله ونشخصه مسرحيا ،، أذكر اننا في ختام المهرجان اهديته نسخة من ديواني فضحك عبدالسلام وقال ( لم يبق إلا عمال المطعم لم تعطهم نسخة من ديوانك) فهذا البوسني بأي لغة سيقرأ بصيص حلق ؟ .

أما الشاعرة الفرنسية سلفيا نييف والتي قرأت في ساحة الفاليري فقد ألقت قصيدة عن غزة وعن الفلسطيني الذي يقاتل فكانت فرصة جيدة لطارق الكرمي ان يدعوها لكاس على شرف النضال ، ثم ألبين غيل من فرنسا وماركوفيتش من كرواتيا أما تقاطع اليوم فكان بين جمال القصاص من مصر ولوليتا لوسينسكي من البانيا اما شعراء التسعة فكانوا نادين اغوسطين فرنسا صلاح الحمداني العراق محمد بشكار المغرب فرج بيرقدار سوريا عبد الرجمن جلفاوي الجزائر تاناسياس هتوزيكوس من اليونان اوردير من تركيا ابراهيم صديقي من الجزائر نيكولا فوليك من البوسنة بادارة ( ماريا لويس امهوف) ، اما قراءات للأطفال فقرأ جان بيير سيمون وهو المدير المسئول عن مهرجان ربيع الشعراء وفي المساء كان لزاما علي أن أتوجه قبل ربع ساعة إلى المكان المحد لقراءة قصائدي مع أنس العيلة من فلسطين وذلك تحت خيمة كبيرة بعنوان (lecture sous la tente ) المشكلة ان الجمهور الفرنسي أيضا ظن أنني فلسطيني فلقب درويش وكذلك مع أنس العيلة وتحت خيمة مما اضطرني إلى أن أوضح انني من ليبيا التي تقع بين مصر وتونس ، الجمهور تفاعل معنا وأهدانا على حسابه الشاي الأخضر الذي لا مفر من شربه حتى هنا ،  لكن نظام الجلسة المتفق عليه مع إدارة المهرجان قد تحطم عندما اكتشفنا أننا نسينا انا وأنس الترجمات إلى الفرنسية فصرنا نقرأ بالعربية فقط  مع هذا نجحنا في إيصال ما نريد وهذا ما أعجبني في الشاعر الرائع ( عبد السلام العجيلي) الذي أحبه الفرنسيون هناك كثيرا بتلقائيته وبنصوصه الصحراوية التي تعبق بالصهد والقبلي اما حين تمكن من قلب الجلسة التي تقاطعت فيها ليبيا مع اليونان تاريخيا إلى محاظرة لطيفة عن ليبيا وعن الشعر الليبي خصوصا لكن السؤال الوحيد الذي لم يجب عنه العجيلي حقا هو : هل منع محمد عبد الغني الكيش من المشاركة لأسباب سياسية ؟.

قرأ كذلك من فرنسا جيمس برافيتا ومرام المصري من سوريا وعبد المجيد بن جلون من المغرب ثم ساعة للعجيلي في حوار مع الشاعر السوري صالح ذياب ثم قرات ريم فهد من السعودية وبصري كابريكي أما في امسية(etre poete au bahrein) قراءة للشاعرة البحرينية إيمان أسيري بادارة ميشيل برينيه اما موسيقى الليل فكانت متنوعة مع فرقة سوزانا ازكونير

27/7/2004 قهوة الصباح الشعرية رشفها نيكولاس فوليكس من البوسنة وليليان وتريه من فرنسا ثم خوسيه ماريا ألفريه من اسبانيا وريشارد مارتين من فرنسا ضمن فقرات المهرجان هناك ما يسمى بالقراءات الحرة وهم شعراء ليسوا ضمن المهرجان ولكن تحدد لهم ساحة خاصة تسمى ساحة(voix libres) يقرأون فيه قصائدهم متى يشاءون وما يشاءون ومن يريد أن يستمع لهم فله ذلك وهذا تقليد جيد حيث توافد شعراء في حدود الخمسين شاعرا من مختلف مناظق فرنسا للمشاركة كانوا يقيمون في الشوارع والحدائق او تحت الجسر الذي فوق النهر فقط من يريد أن يقرأ يسجل اسمه عند السيد( جان لوك بولكين) ، أما قراءة النهر هذا اليوم فكانت لنادين اغوسطين من فرنسا والكيش من ليبيا الذي تقاسمنا انا والعجيلي حصته من الالقاء مناصفة حتى لايظهر عجز في البرنامج لأن الشاعر الكيش لم يذهب ولم  يعتذر عن قبول الدعوة أو يترك شاعرا أخر يذهب في مكانه .

اما في تقاطعات متوسطية فكان الشاعر اليوناني تاناسياس  من اليونان وعبد السلام العجيلي وخالد دروبش من ليبيا بادارة كاترين فرح أما قراءة  التسعة فقد قرأ انس العيلة من فلسطين وخوسيه كانتينو من الرتغال زماريا كاتارازس وجوديت شافين من فرنسا وفاسيلي هاليتي من ألبانيا وأمال موسى من تونس اندره نويمان من اسبانيا ومونيك سامينو من فرنسا ثم جان كلوبومن فرسا  ، اما تحت الخيمة قرات مرام المصري سوريا وعقلي عويطي وجمانة حداد من لبنان وفي حلقة نقاش ضمت عبد الرحمن جلفاوي الجزائر وعبد العزيز قاسم تونس وجان بيير سيمون فرنسا اما ساعة الكتب فقرأ ألبرت حداد مناقشة لكتاب بعنوان ( باب عليوة) للكاتب الين بينوا  ثم ابراهيم صديقي الجزائر مع توركي فاسيسكي من تركيا

28/7/2004 في مقهى الساحرات مع امال موسى الشاعرة التونسية قرا عبد السلام العجيلي من ليبيا مدير الجلسة كان دينيه بوشار مع ملاحظة انك يجب أن تعرف مكان قراءتك لوحدك فأنت مزود بخريطة للمدينة والأماكن التي ستقرأ فيها في مظروف سلم لنا في أول يوم فيه معلومات عن المهرجان ومواعيد قراءة كل شخص ومكانها وكوبونات الغذاء والعشاء في مطاعم مختلفة عليك أن تبحث عنها بفنسكبمساعدة الخريطة مما جعل متعة اكتشاف الأماكن تزداد ، وفي منتصف النهار قرأ ديفيد روندوني من ايطاليا ونيكولا فولكيش من البوسنة صحبة مارك فولا علىالبيانو أما القراءات المائية فكانت لجمال القصاص من مصر مع استير تيلر من فرنسا بادارة كلود بوزاني اما تقاطعات اليوم فكانت بين لبنان والمغرب من لبنان جمانة حداد وعقلي عويطي ومن المغرب محمد بشكار وعبد المجيد بن جلون بادارة كاترين فرح أما قراءات التسعة فقرا كل من اسرائيل باركوف وميشيل قصير من فرنسا وسيمون انقوني من مالطا ونونوجوديك البرتغال بيير اوستير فرنسا وانثينا باباداكي اليونان وميشيل بابوديولوس من قبرص وفالداادوسفيك من مقدونيا ويورام فيروتومن اسرائيل وليليان توريس فرنسا اما  الموسيقى الحرة فكانت مع دانيال سيغراك على الساكسفون ثم قراءة للشاعرة غادة نبيل من مصر زاندريه نوريمان من اسبانيا والعازف ماكس كريز وهو مغن استقطبت حفلته جمهورا صفق كثيرا للمقطوعات التي اداها من تركيا وايران ثم ساعة كاملة للشلعرة السعودية ريم فهد والتي تقيم في البحرين  ثم ساعة الكتاب التي نوقش فيها قضية المسرح الفرنسي

30/7/2004 : كانت قهوة الصباح مع الشاعر السوري فرج بيرقدار

أما في منتصف النهار كان الاجتاماع الثاني مع مديرة المهرجان وهو اجتماع ملزم لكل الشعراء وذلك للتحضير لليلة الاختتام التي ستبدأ على تمام الساعة الواحدة وتنتهي مع السابعة صباحا وتتعلق بترتيبات القراءة وتقسيم الشعراء إلى مجموعات أما في قراءة التسعة شعراء فكان خالد المعالي من العراق وجان بيربوبلوت من فرنسا وانس العيلة من فلسطين وخالد درويش من ليبيا ونيكول درانو سيمون فرنسا غادة نبيل مصر جان لوك بوليينك فرنسا والين روميند فرنسا وجان بيير سيمون فرنسا وأستير تيلمران فرنسا بادارة ماريا لويس ايموف ، ثم قرأت جمانة حداد من لبنان رفقة جان بتيستي على القيتار والبيرت حداد  من فرنسا وفالاديورسيفيك من مقدونيا كذلك تحت الخيمة قرأ خالد درويش من ليبيا مع بصري كابرسي من كوسوفو ثم قرأت مرام المصري من سوريا مع عقلي عويطي من لبنان .

31/7/2004 :قراءة للشاعرة سيمون انغولتي من مالطا مع ألبين روبنت من فرنسا ثم قراءة التسعة جمال القصاص جورج درانو باتريك دوبوتس توركي فيسكسي ناردما زوني برنارد نويل جيمس ساكير ستيفن تونيك ، ثم انطونيلا انيدا من ايطاليا مع ماكس علىالقيثار ثم ميشال دوبو من قبرص مع جوريف فرانسوا من فرنسا ثم محاضرو عن الشعر الاسرائيلي لاسرائيل باركوف أما المغنية اللبنانية الاصل رولا صفار فقد ابدعت على القيثار والدف في نصف ساعة اما قراءة الكنيسة فكان من الكيبك لوليان وترز ميا تالاس تعود هذا اليوم في أغنيات الطير على البيانو المسافر اما هيلين جاكيه فقد غنت في مسرح غص بالمعجبين إذ كانت ساحرة الداء الاوبرالي .    لعل المهرجان تسرب من يدي والبوابة الأخيرة تنفتح رويدا رويدا، عشرة أيأم هكذا تراقصت أمامي كغادة مستحمة على عجل ، كنورس مفعم بالحنين إلى شاطئه الربيعي المشرق ، كرسالة أفرغت عبيرها وامتثلت للقفول بغتة ، الشعر ، القصائد ،الأصدقاء ، البحيرة ، النهر ، الجبل ، الحميمية التي نشأت  دون تدوين وقبل اختراع الجُمل ، مرت صورا مزركشة وأنا اكتب هذه الكلمات ، خاتم ( جمانة ) باصبعي ، ورحيق العنب اللوديفي  المذهب بالحناء والمغتسل بمياه النهر ، التقاطعات المتوسطية ، وتعليقات العجيلي وضحكاتنا ونحن نتبعثر هنا وهناك ، ونصعد مقطورة في المترو إلى أخرى ، كم ضعنا  في باريس وكم ركبنا مترو ليخرج بنا خارج المدينة فوداعا يا أجمل ضياع ووداعا يا اجمل ( مغقالي) رغم اللغة ورغم المسافة يبقى الانسان انسانا ، والعصافير لابد لها من أن تحلق ، حين صعدنا الطائرة  من مونبلييه إلى مطار شارل ديغول بباريس التقيت بالشاعرة اللبنانية جمانة حداد  تبادلت مقعدي مع عجوز لطيف ، اعتذرت إليه أنني ساخذ مكانه قرب جمانة وهو سيأخذ مكاني قرب عبد السلام العجيلي وأعرف انها تضحية كبيرة قام بها ذلك العجوز ولكن ليجازيه الله خير الجزاء ، صنعت لي جمانة قاربا من ورق لكي أتمكن من السفر إلى لبنان على متنه ، جمانة التي ترجمت قصائدي إلى الفرنسية ، والتي توجتها ملكة على مملكة الشعر في العالم ، واتفقنا أن تقطع رقاب كل الشعراء المارقين وأن ترسل بهم إلى حديقة الأسود ، كنت مصرا ان ابقى في باريس بضعة أيام اتصلت جمانة من المطار بمكتب الافريقية على أن نسرع قبل الواحدة وان نغير الحجز فالطائرة ستقلع بعد ساعتين .تمكنا من ان نبقى لمدة اسبوع أخر

تمكنا من أن نشاهد كل باريس وأن احقق حلمي بأن اهدي مكتبة معهد العالم العربي اربعين اصدارا ليبيا جديدا لمختلف الشعراء والأدباء وان ارسل إلى جامعة تولوز إلى المستشرق ادقار وبير مجموعة من أعمال الكوني قد طلبها مني وكذلك ثلاثية الروائي الكبير احمد ابراهيم الفقيه ، حقيبة كبيرة من الكتب كان علي أن اسلمها إلى سلوى النعيمي التي التقيتها في القاهرة  والتي استقبلتني بمكتبها في معهد العالم العربي مع العجيلي بحفاوة قائلة إذا أنت هو العجيلي الليبي وليس عبد السلام العجيلي الاديب السوري المعروف وببسمة من ثغر العجيلي الليبي تأكدت أنه تشابه أسماء .

 

 

من نصوص الأصدقاء بالمهرجان ....

 

        معراج الأنفاس

       محمد بشكار / المغرب

هل أقبل أخر انفاسها  واموت

بذات الشذى العارج

في خياشيم ريح

تشين فراشا

واشطر تفاحها

رورقين

يموج بنهرهما

دمع حواء ؟

ياللخليقة كيف تفيض

وكيف تغيض

وتعطس بالشهوات

لينهض أدم من طينها المتورد

في شبق من دخان

 

هذيان

              فرج بيرقدار / سوريا

 

ما الذي

بين صوتك والشجرة ؟

هي تغمرني بالصدى

هو يشعلني بالظلال

من يرى ما أرى

لن ينام

قبل أن تهدل الروح

في المحبرة

 

غرغرة

 

كلانا انحنى.

بعد أن أكملت قوسها القزحي

بكت وردتين وقالت:

لقامتك الآن  أن تكمل القنطرة .

كلانا تبدل حزنا بحزن

فقلت : أنا الشعر

قالت : أنا النهر

قلت: الناي

قالت : أنا القبرة

 فردوا إذن موتكم  عن ضريحي

تأخرت سبع مرات

على نية الريح

لكي ترجعوني إلى غمدكم

إن لي آية تصعد السفح

رؤيا تراودني

ترهف النصل بين ضلوعي

وتمنحني

سدة المغفرة

 

للقبرة أسرار صغيرة

إيمان أسيري / البحرين

شوق وردة تهل نبيذا

صافيا

تجلجل في ثوب أخاذ لصبية تنمو في كمونها

يجعلها شهدا منزلا

كالذي ملكها دمي

كالذي أسكنها غابتي

كالذي ارتوى من ألق محياها

تتقدم في التهجئة

 

النوارس

فاردةة الجناح

تشد المنازل من قامتها

لتطير معها

 

هو الوقت يمد بساطه

يهمس اسرعي

الأيام تمد سياطها

 

سرير يتقافر فوقه الأطفال

ينفرد جناحه

يعلو الصراخ عبثا لذيذا

تجدني أفراد أجنحتي

 

الماء شب عن الطوق

واختارني

ملاحا لهواه

الماء تدافع ببعضه

وسكن عند هواي

 

الطائر

           طارق الكرمي / فلسطين

مالذي جاء به

ف حنجرة النافذة

كيف متعثرا جاء ف الثلج

هذي الساعة

( هل) بريشته يفتح جرحا

بخاريا قديما ع الزجاج المطفأ

بمنقره يطرز  الزجاج

سبع نبضات بشكل علامة

القلب ( فستقة الشكوى)

ألأن قلبك شورع

بلاده الزرقاء

الغامضة .

 

المتربصة بنفسها  

                   غادة نبيل/ مصر

هل بكت لأجلي

عندما بكت

ــــــــ

المنفى أبيض وشهم

وأنا مصدقة للمرأة البيضاء

التي بلا أهل

ـــــــــ

المفتاح تحت الدواسة

والدواسة أمام الباب

والباب مقفول في غيابك

على كل النساء

اللواتي لم توجهي لهن دعوة

ـــ

تخرجين ـ كما نخرج ـ من ذلك الباب

كل يوم

وتعودين

ــــ

الباب الرمز

الباب العقيدة

النجارون فرحون بما صنعوا

والأكثر فرحى النساء المذكورات

يقولون إن المسيح

كان نجارا

ـــــــــــــ

أسئلة كثيرة كثيرة في رأسي

لماذا جن نبوخذ نصر

هل لأن الرؤيا كان يجب أن تصدق

أم أن طعم العشب كان لذيذا

وما فائدة الجغرافيين

عندما يعجزون عن تفسير العلاقة

بين كركوك وخان يونس ؟

 

السحابة  التي في المرآة
                   جمال القصاص / مصر

   1/ الحياة تمر  تحت قدميك مثل فأر مذعور

وأنا مشغول بالموسيقي

لا أعرف :

هل هي الصورة نفسها

وأنت عارية من حمرة الخجل

ربما كنت البنت الوحيدة

التي أوما لها برؤوسهم طويلا

وهي تمضي غير مبالية بعواصف الدنتيل

لم أكن أترصدك

كنت فقط انظر ليدي الفارغتين

وابتسم

2/ لن أسألك

عن العجوز  الذي كان يقرصك

في ثديك اليمن

وهو يطعمك قصعة الحلوى

ولا عن الملاح الذي مات غرقا

تحت إبطيك

فقط

سأكون حذرا من الدبابيس التي

تكمش فتحة الكهف

ومن القطط التي ترعى صمتك

وتمسح فروتها في نهديك

خلسة بمكر

خاص

جدا

 

صهيل نحو العراق

                       صلاح الحمداني / العراق

إذا كان العراق هو كل شيء هناك

لنكن نحن إذن ،، هنا ، حيث لا تولد الأقدار

وحيث جميع الناس يعلبون غرباء في علب من الاسمنت

هنا حيث تمسح الفصول بهدوء

مثل انزلاق المطر في شقوق تربة ظمأى

                    2

النهار يوشك على الافلات

ولم نعد نسمع في البعيد غير لاطمات الحداد

فلنجالس أزمنة لانعرفها

طاردتها الحروب

حتى أصبحنا معوقين

نشبه حقائبنا

نتنقل بين الطاولة والدولاب والسرير

نراقب الخراب من خلال نوافذ تطل على أوهامنا

لنعيد صياغة الميلاد الجديد

شجر الكلام /                  

 عبد السلام العجيلي / ليبيا

    أنا المشواشي التعيس

سليل آلهة الرماد

أعرف كيف أنضج فاكهتك العنيدة

وأرسم الأدغال والطبول على أغطيتك الشتائية

أدعوك للرقص في مواسم العطش

وأرتديك في ليالي الجوع وجهاً ورغيفا

صدري تابوت لألوانك البعيدة

بيني وبينك ملح بليغ

فكيف أكمل فيك أغنيتي؟

والمدينة ضيعت قميص نومها

وهبت نعاسها للمترفين

والخطا تساوم المسافات

بالوهم الذي تطاول على السفر.

 أنا المشواشي

العائد من آخر الغزلان

فرشت لبكاء العالم قلبي الطري

تركت الأغاني محنطة في الجبال

وهبطت إلى الغبار

أساوم الحليب المجفف

وأبتسم لأقبح النساء

موزعاً بين المساء اليابس والتبغ الرخيص

مصوباً قصائدي المرتبكة

إلى عينيك البعيدتين

أنتعل ثـقباً في الصباح

أهرّب في جيب الظهيرة قبلتي

أقترح عظامي حطباً لمساءات الرحلة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ليست هناك تعليقات: