خالد درويش ..
حين تجتمع كل الفنون فتصبح واحدا .. وحين تتعلق مداركك بمسطح فضي رقيق ، يحقق متعتك العقلية والبصرية والروحية ويشدك إلي ذلك البعد اللامرئي بينك وبين الأشياء من حولك أسمي ذلك .. السنيما (le cenima) ..هذه الساحرة التي لاتملك أية أداة تعبيرية أخرى مثلما تملك هي من جماهيرية وذلك لأنها تتقاسم مع متلقيها المتعة والحدث انسجاما مع ايقاعات العصر الحديثة ، ان استجابة الجمهور لفيلم هي أبعد كثيرا من استجابته للعديد من تلك الفنون التي اختصرتها السينما فالكثير من مصوري السينما استفادوا من اللوحات التشكيلية كما ان آيزنشتاين تأثر بقصائد الهايكو في ابتكار منهجه في المونتاج، والعديد من المخرجين كانوا اصدقاء لكتاب وشعراء وروائيين نقلوا هذه الحروف إلى لغة الناس ولعلني أستشهد هنا بأندريه تاركوفسكي حين يقول : "كنت أحاول أن أجعل الناس يؤمنون بأن السينما، كأداة فنية، لديها امكاناتها الخاصة التي تعادل امكانات النص الأدبي. أردت أن أظهر مدى قدرة السينما على رصد الحياة دونما تدخل، على نحو فج أو بجلاء، في استمراريتها.. اذ ها هنا أرى الجوهر الشعري الحقيقي للسينما"
حين تفتقت تلك الرغبة في الهروب من المدرسة وارتياد السينما أسوة بأترابي في ذلك الوقت كانت سينما"الرشيد" رحمها الله هي الملاذ لتزجية الوقت واللعب ومعاكسة الفتيات أو ربما لإثبات الذات وأنني أصبحت رجلا له عاداته الخاصة حيث كانت تعرض أفلاما مصرية وهندية كنا نرى العالم من خلالها ملونا وزاهيا ..
لعل جيلي بأكمله حفظ سيناريو فيلمين هما "عمرالمختار" و"الرسالة" للعقاد اللذين كانا من أوائل الأفلام التي حببتنا في هذا الفن ، أما حين كبرت اللعبة وصار لي مصروف ثابت ظلت سينما "الودان" رحمها الله هي الأخرى ملاذا آمنا يشع بالفرح والمتعة داومت على حضورها مع أصدقاء أربعة في كل خميس من كل عرض تلك التي كان آخر عروضها "قلب شجاع" قبل أن تنتقل إلى رحمة الله لتصبح طرابلس خواء من سينما تلجأ إليها رغبة في استعادة تلك الأيام ॥
أما في هذه الأيام وباكتشافنا لنهرDVD ومحلات الأقراص الليزرية أصبحت السينما في متناول اليد ، أدركت انه عليّ أن أكون مكتبة سينمائية فتيسر لي ذلك ، انكببت أبحث عن روائع الفن السابع وجذبتني تلك الموجة الواقعية في هذا الفن شاهدت أعمال كبار المخرجين الإيطاليين وسحرتني صوفيا لورين وايرين بارباس وانتوني كوين وهبكنز وجيبسون ودي نيرو والساحرات جوليا روبرتس ومونيكا بيلوتشي وكيدما وغيرهن أما ملهمتي العربية فكانت "شريهان" المفضلة لدي كذلك ادهشتني هوليود بما قدمته من روائع اما تلك الملاحم التاريخية التي عبأتنا بها فإنها تغلغلت في ذاكرتتي وشدتني اكثر إلى هذا الفن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق