الثلاثاء، 18 مارس 2008

فنان المالوف الجزائري مبار ك دخلة

خالد درويش / عنابة 
في بيته استقبلنا « مبارك دخلة » بترحاب كبير كانت الحلويات الجزائرية اللذيذة بين أيدينا مع كؤوس الشاي الأخضر .. أثناء جولتنا في سوق المدينة القديمة وفي زقاق يطل على الشارع العام صاح " جمال صمادي".
- أهلاً سي مبارك .. واش راك ؟
قدمني له كصحفي ليبي يزور عنابة لأول مرة دعانا إلى بيته حيث أقام « استوديو » صغير يمارس فيه تدريباته على آلة الكمان .. وأمامه شاشة الحاسوب وبرنامج صوتي موسيقي يعمل عليه .
مبارك دخلة من مواليد مدينة « عنابة الجزائرية » عام ١٩٦١ درس الموسيقا على الطريقة العلمية بمعهد الموسيقى بعنابة وهو متحصل على شهادة الصولفيج والكمان ، بدأ مسيرته الفنية في ١٩٦٩ ، في عام ١٩٧٥ كان أو ظهور له على شاشة التلفزيون أما في ٧٤فقد تحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الشباب أما اليوم فله ٢٤ ألبوماً في السوق ومن أشهر أغانيه التي رددها الجمهور وتعلق بها « صابرينا » و « أرواح أرواح في عنابة ترتاح » و « جيبوا للعريس الحنة » تحدثنا طويلاً .. سألته عن المالوف الجزائري وعن أساتذته وعن أعماله فانطلق مبتسماً يفرغ من ذاكرته سنوات وذكرياته الجميلة قائلاً عن المالوف إنه فرع من فروع الموسيقا الأندلسية التي ترجع أصولها إلى ذلك العهد الجميل في غرناطة وإشبيلية وقصور الحمراء حيث ازدهرت الموسيقا برحيل زرياب وانضمامه إلى الحكام الأندلسيين .. وقد جاءتنا هنا أو وصلت إلينا ثلاث مدارس عادت مع العائدين الأندلسيين إثر نكبتهم فهناك مدرسة « غرناطة » التي استوطنت مدينة « تلمسان » ومدرسة قرطبة التي استوطنت الجزائر العاصمة ومدرسة إشبيلية التي بقيت بمدينة قسطنطينة فالموسيقا التي بمدينة تلمسان تسمى « الغرناطي » والعاصمي
،
وبالصنعة في قسطنية ماهو معروف بالمالوف ، وبغض النظر عن النصوص التي هي نفسها في كل الجهات هناك مهما كان التقارب بين المدارس الثلاث فإن ثمة فرقاً واضحاً في النغم والموسيقا وذلك بسبب تأثير المناطق واللهجات فبمدينة تلمسان نجد أبرز المؤدين أمثال الشيخ بن صاري وعبد الكريم دالي ، وفي العاصمة هناك الأخوة مخازجي وهم أحياء منهم محمد خرناجي من أكبر مؤدي نوع « الصنعة » في المالوف والحاج محمد طاهر الفرقاني ، وحسن العنابي ، والشيخ بن طوبال و غيرهم .. في عنابة هذا النوع من المالوف شبيه بالذي يؤدى في قسنطينة ليس ثمة فرق مركز وهي قريبة جداً .
ولقد ترعرع هذا الفن على يد كبار الشيوخ منذ القديم ، أما الشيخ الذي ترك بصمات كبيرة في هذا الفن رغم عدم التوثيق وآلات التسجيل لكنه اشتهر بحسن الأداء والحفظ و المهارة في العزف على آلة العود « العود العربي » الذي يختلف في الشكل والأوتار عن العود الشرقي في تركيبة الأوتار كما في النغمة ، هذا الشيخ هو « مصطفى بلخمار » وكذلك كأن هناك شيوخ كبار مثل الشيخ سافان والشيخ محمد الكرد والشيخ بلحمزاوي والد الشهيد المعروف .
أما الذي أعطى بعداً مهماً لهذا النوع بإدخاله لآلة غريبة أعطت نفساً جديداً في النغمة الموسيقية وهي آلة « البيانو» فهو الشيخ محمد الكرد والذي يعتبر الأستاذ المباشر لعدة مشايخ حاليين فهو الشيخ حسن العنابي الذي كون ما لايقل عن ٦٠٠ تلميذ منهم « مبارك دخلة » الذي يعتبر أول تلميذ لحسن العنابي الذي توفي عام ١٩٩١ رحمة الله .
والموسيقا الأندلسية كما هي مستعملة هنا ومعروفة تركيبة لعدة أدوار كل دور له حركته الخاصة وهذه الأدوار هي « المصدر ، البطايجي ، الدرج ، الإنصراف ، والخلاص » ومن أهم الآلات المستعملة فيها الدربوكة والطار وآلات الإيقاع العود والكمنجة من الوتريات و « الفحل » كآلة نفخ .. ونجد أيضاً بعض الآلات التي تضاف كالقيتارة المندولين البيانو والتقارات .
كان وقته ضيقاً جداً لكنه أصر أن يمتنعنا بعزفه الشجي على آلة الكمان وأن يريني بعضاً من ذكرياته الفنية وحفلاته في التلفزيون ثم CDحمل بعضاً من أجل ماغنى في هذا الفن .

ليست هناك تعليقات: