أقامت نقابة المحامين بطرابلس ليلة البارحة ندوة " الثقافة الوطنية في ليبيا " فعلى تمام العاشرة والنصف افتتح الندوة المحامي والشاعر د جمعة عتيقة بتنويه حول أهمية المحاضرة وما تمثله الإضاءات حول الثقافة الوطنية في ليبيا حيث أنه موضوع ملح لهذه المرحلة نظرا لما للثقافة الوطنية من دور في الإحياء وفي التنوير والمواجهة وفي التأسيس وتم استضافت ثلاثة من المهتمين بالشأن العام والذين تناول كل واحد منهم مرحلة تاريخية فالمرحلة الأولي كانت " الثقافة الوطنية في زمن الجهاد الوطني من 1911 إلى 1930 بداية الحرب العالمية الثانية وقد تناول هذا المحور الأستاذ المحامي د محمد خليفة بن نصر الذي طرح في ورقته العديد من الأسئلة حول الجهاد الليبي وحول الوطنية ومفهومها حين قال أن الجهاد ليس فيه وطني أو غير وطني ولم يكن من أجل الوطن بل كان جهادا في سبيل الله وقد تساءل حول استحالة الحديث عن الوطنية دون أن يكون هناك وطن ، هذا الجهاد الذي توقف باستشهاد عمر المختار فالمشروع الوطني كما يقول طرح بعد ذلك انتقل إلى الشعر في مرحلة الجهاد الوطني حيث كان باب الشعر يغطي هذا الجانب ومشاركة الرجل والمرأة وعبر عن ذلك من خلال تصفحه لكتاب جهاد الأبطال للطاهر الزاوي ثم أورد مقاطع من الشعر الشعبي لبوحويش ومحمدبن زيدان وأبورويلة المعداني .الورقة الثانية كانت الأستاذ الناقد أحمد الفيتوري الذي تناول المرحلة الثانية من الثقافة الوطنية وهي " بدايات تشكل الدولة الليبية من 1939 على 1951 أي مرحلة العمل السياسي الوطني أي فترة الأربعينيات الفيتوري قال أن هذه الأسطر هي بعض ما يمس شيئا شخصيا بعنوان " خواطر في الثقافة الوطنية الليبية والديمقراطية في الفترة بين 1941 ـــ 1951 ، تحدث في مقدمة جميلة عن ليبيا التي في تاريخ المم المتحدة أول البلدان التي تحصل على استقلالها ، ومسرح الحلفاء المتصلين بالحرب العالمية ، والتي دوخت أهلها قبل أن تدوخ بيد انها وليدة ليلة البارحة ، وأشار الفيتوري إلى المقاومة المسلحة التي خاضها هذا الشعب لمدة عقدين من الزمن وكذلك خوضه معركة سياسية في المهجر وشكل التكتلات السياسية والزعامات الوطنية التي عملت على جعل القضية الفكرية قضية بارزة في الكثير من الساحات والمنابر الدولية وعن مشاركة الجمعيات الليبية حربا أعلامية مميزة مثل توزيعها لأول مرة كتيبات وإعلانات عن القضية الليبية في المؤتمر الاسلامي الذي يتشكل كل عام عند أداء فريضة الحج في مكة المكرمة ، الفيتوري تحدث أيضا فترة عن الإدارة العسكرية البريطانية ومناخ الحرية المتاح حسب قوله بوجود بعض الأحزاب والجمعيات و حتى الصحف .
الورقة الثالثة كانت مميزة جدا بصياغتها الشاعرية واسلوبها الذي اعتمد النقد اللاذع لفترة معاصرة جدا وهي فترة الحصار حيث تناول الشاعر والإعلامي الشاب ربيع شرير جيل التسعينات بمرارة ذاقها وتمثلت في غربة بين الداخل والخارج فكانت مالطا مأوى العمالة الرخيصة لجلهم والذين بقوا منهم من باع مكتبته ومنهم من امتهن سوق العتق ، ركزت الورقة على هذه الإشكاليات فكانت حافلة بمشاكسات برع فيها صاحبها بل وضمنها تضمينا خفيا نقدا جارحا ، مستشهدا بأبرز رموز جيل التسعينيات وهو الجيل الذي يعرفه ربيع جيدا . هنا والأمور تسير سيرا منطقيا لكن عندما سمح عتيقة للمداخلات التي تهاطلت من كل حدب وصوب وأثارت جدلا ونقاشا وردودا أثرت الندوة فكانت من الأساتذة عادل شريف ، عمر الككلي ، ابوبكر الشريف ، رضوان أبوشويشة ، الهادي التركي ، أمين مازن ، بشير الطوير ، عبدالله بنون ، وأخيرا فاطمة غندور ، وقبل أن يغادر الجميع كانت حبات التمر وقطرات اللبن سحورا للجميع على حساب المحامين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خالد درويش ...طرابلس / 18.3.2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق