اختارت المخرجة يمينة بن قيقي أن تؤرخ في فيلمها " ذاكرة المهاجرين " وترصد حالة المهاجرين الذين تم جلبهم من المغرب العربي ( تونس ـ الجزائر ـ المغرب ) للعمل بالمصانع الفرنسية مثل مصانع رينو وبيجو .. وقد استطاعت المخرجة من خلال أسلوب الشهادات التي أجرتها وحاولت من خلالها أن توثق لثلاثة أجيال مختلفة وفي ثلاث نظرات مختلفة لهذه المشكلة وهي مشكلة تعاني منها فرنسا اليوم ما يسمى بالاندماج ،، فهؤلاء المسلمون والمغاربة الذين ولدوا في فرنسا وتجنسّوا بالجنسية الفرنسية هل يحق لهم الاندماج التام في المجتمع الفرنسي كالفرنسيين الأصليين ؟ لتبرز مشكلة اخرى وهي حقوق المواطنة ، حق الانتخاب والتصويت ، مشكلة الهوية ، الديانة ، ولعل مشكلة الحجاب التي أثرت مؤخرا في فرنسا كانت إحدى نتائج حالات المهاجرين الذين يقدم هذا الشريط من خلالهم شهاداتهم عرضا وافيا منذ أن وصل أول فوج من العمال إلى فرنسا خلال الحرب لتتبع هؤلاء في مشاعرهم التي انقسمت بين ثقافتين وبين وطنين .
فالآباء دفعت بهم الحاجة لأن يوفروا لقمة العيش لأطفالهم أو يرسلوا حوالات مالية إلى عوائلهم ومن استقر هناك كون عائلة وعاش لأجلها ، أما الجيل الذي رأى النور في فرنسا فيعتبر نفسه فرنسيا ففرنسا هي وطنه ، لقد تعلم اللغة ودرس بها وأصبحت مصدر ثقافته ، لتنتج مشكلة أخرى داخل الأجيال نفسها فالآباء متخوفون جدا من هذه الثقافة التي لم يتربوا عليها بل يحاولون بشتى الطرق أن يزرعوا في أبنائهم قيما شرقية وتعاليم دينية اسلامية لكن نظرة هذا الجيل إلى الجزائر أو المغرب الوطن الأم أو إلى شهر رمضان وإلى الحجاب والاختلاط والحريات الجنسية هي نظرة مختلفة نظرة البلد التي ولدوا فيها ، فهم في داخل البيت يتعلمون ثقافة محافظة وفي خارج البيت في المدرسة والشارع يصطدمون بثقافة مغايرة .
مدة الشريط ثلاث ساعات وهو طويل ومثقل بالحزن حيث نجحت المخرجة في انتزاع تعاطف المشاهد مع قضية ( bidonvilles ) وكما يحدث في تلك الأشرطة الوثائقية لقضية ما تصبح كل المصادر متاحة للاستثمار فهناك الصحف والإذاعة الفرنسية وأحاديث مسجلة ومظاهرات وأخبار وشهادات حية ، حيث تزور الكاميرا هذه المدن للتعرف على البؤس الذي تعيشه هذه الأحياء التي تزنر باريس العاصمة ولم تنس المخرجة وجهة النظر الأخرى ، وجهة نظر الحكومة الفرنسية حيث قدمت شهادات وحوارات مع مسئولين في دائرة الهجرة وملاّك أرض ومحامين وصحفيين وأناس عاديين ، حيث يصبح لكل شيء قيمته في هذا الشريط فتلتقط حتى طوابع البريد ورسائل المهاجرين بعضهم لبعض لتصبح جزءا من الحدث.
.لعل أجمل شيء في الفيلم رغم دموع المغاربة ورغم بؤس وحيرة وضياع الأطفال هو تلك المقاطع الغنائية التي تترد بين الفينة والأخرى والتي ينشدها انريكو ماسياس او الشاب خالد والتي تهتز لها ذاكرة المسنين وهي تلامس حلمهم وشوقهم
إلى رائحة المطر في أغنية "يامسافر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقيت بالفنانة بنقيقي في 2003 في محاضرة جمعتنا بمركز الجهاد الليبي والمركز الفرنسي وحول مأدبة العشاء كانت هده الورقة
يمينة بنقيقي / رئيسة المهرجان الدولي للبرامج السمعية البصرية FIPA بياريتز
"انشاء الله الأحد " 2001 البين ميشيل
النساء في الإسلام 1996 البين ميشيل
نالت العديد من الجوائز حول أعمالها جائزة أفضل سيناريو مؤسسة بومارشي نيويورك واختيارها للأسكار لتمثيل الجزائر 2002 ذهبية مهرجان السينما الدولي سان فرانسيسكو 1998 الجائزة الأولى الخاصة بمهرجان السنما الجديدة بمنتريال / كندا
التقيت بالفنانة بنقيقي في 2003 في محاضرة جمعتنا بمركز الجهاد الليبي والمركز الفرنسي وحول مأدبة العشاء كانت هده الورقة
يمينة بنقيقي / رئيسة المهرجان الدولي للبرامج السمعية البصرية FIPA بياريتز
"انشاء الله الأحد " 2001 البين ميشيل
النساء في الإسلام 1996 البين ميشيل
نالت العديد من الجوائز حول أعمالها جائزة أفضل سيناريو مؤسسة بومارشي نيويورك واختيارها للأسكار لتمثيل الجزائر 2002 ذهبية مهرجان السينما الدولي سان فرانسيسكو 1998 الجائزة الأولى الخاصة بمهرجان السنما الجديدة بمنتريال / كندا
هناك تعليق واحد:
يمينة بن قيقي مخرجة ممتازة وتستحق جائزة نوبل في الفن والسينما وتستحق كل التقدير شيء عظيم ان الانسان يجد مخرجة مثل يمينة نشبعة ومتطلعة على هموم الوطن العربي نرجو منها المزد من الابداع والفن الجميل
إرسال تعليق