الأربعاء، 2 يوليو 2014

ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي






الشعر في حياتنا 
( دورة صلاح عبد الصبور )

القاهرة / خالد درويش

ما يقرب من مائة شاعر عربي ضمتهم القاهرة في هذه الدورة التي كانت لروح الشاعر صلاح عبد الصبور
الأوراق التي تناولت مواضيع مهمة في محاور كالشعر و الترجمة حيث قدم أحمد درويش ورقته بهذا العنوان حيث يشكل التعبير الشعري في جوهره تجسيداً فنياً لمجمل المشاعر والأحاسيس والأفكار المتفاعلة في نفس المبدع في لحظة معينة ، تجاه موقف معين وفي إطار هذه التصور يبدو الشعر مهمة شاقة محفوفة بالمخاطر لأنها تقوم على تفكيك هذا العناصر ومحاولة إعادة بنائها أما ورقة السيد فضل فقد تناولت متعة التأمل في دفاع عن قديم الشعر وجديدة حيث أن الخلاف حول قيمة الشعر إذا نحينا جانباً ما يتطرف من الآراء هو تاريخ الخلاف حول موقع القيم الخلقية والقيم الفنية لا يستثني من ذلك خلاف من هذه الخلافات التي شهدها تاريخ الإنسان ثم يتطرق إلى فيلسوف كبير  كابن رشد الذي كان على بينة حين عمد إلى تلخيص كتاب ( أرسطو في الشعر في القوانين الكلية المشتركة لجميع الأمم ) ولهذا ارتبطت القيم الجمالية عنده بالقيم الخلقية فإشارة ابن رشد السابقة مهمة فمن الممكن النظر إلى ارتباط طبيعة الشعر بمهمته ..عند جميع الأمم وهي إشارة إلى ما يمكن أن يسمى ( الروح الإنساني العالمي للشعر ) ولم يكن .... سوى واحد من هؤلاء المفكرين الكبار الذين كانوا على وعي بأن للشعر طبيعة وأن له وظيفة أمار الشاعر جودت فخر الدين فقدم ورقته التي بعنوان شعرنا العربي وهويتنا العربية انهمك شعرنا العربي الحديث منذ انطلاقته بهموم الهوية وأسئلتها وشغلته الهواجس الكبيرة إزاء المستقبل أو (المصير) ولربما صح القول إن شعرنا الحديث خاض بحثاً مزدوجاً في موضوع الهوية أولا حيال نفسه وثانياً حيال كل ما يمت إليه بصلة أو بأخرى حيال المجتمع والثقافة  والتراث والسياسة والوطن والقومية والنضال والتعبير وغيرها وفي بحثه عن ذاته ومن خلال نزعته التجديدية وجد شعرنا  الحديث نفسه موضع تجاذب من التراث ومن الثقافة الغربية فكان عليه أن يبتكر صوراً لنفسه تتعدى الموروث والوافي في آن معاً كان على شعرنا الحديث أن يتعد بالتراث دون أن يقع أسيراً له  كما كان عليه أن ينفتح على مختلف الآداب والفنون والثقافات دون أن يكون ميالاً عليها أو على جزء منها وبسبب .. هذا كله لم تكن المهمة سهلة فكان عليه منذ انطلاقته أن يضع هوية شعرية  عصرية بعض مقوماتها الأساسية ينبغي اكتشافه ، وبعضها الآخر ينبغي اختراعه أما ورقة الأستاذ حاتم الصكر فهي بعنوان ""من جمهور الشعر إلى ملقي القصيدة"" أعراف قراءات وشعريات  متغيرة إذ تناقش صلة الشعر بالجمهور الشعر إلى تلقي القصيدة أعرف قراءات وشعريات متغيرة إذا تناقش صلة الشعر بالجمهور كما تقترح خطاطة الدعوة لكنها تسعى إلى دحض آلية هذه الصلة والإعتراف بالفزع من وضع أو صياغة هذه المعادلة ( الشعر/ الجمهور ) حيث يتصاغر الشعر باعتباره نتاجاً فردياً معبراً عن ذات بمقابل وجود ( الجمهور ) ككتلة استهلاكية ضخمة وضمير جمعي كما تحضر المقولات الإيديولوجية التي تربط الشعر انعاكسياًً بالجمهور كما له وموضوع وهدف في آن واحد ، فيستمد الشعر مادته ( اللغة ، الإيقاع والصور  والمعاني ) ويأخذ موضوعه منه ويتجه إليه في عملية البحث هدف ... وذلك يضعف فنيته ويغيب خصوصيته ويربط شعريته بالفهم الجمعي  للجمهور المتكون وفق ذائقة أو أعراف يتمسك بها بينما تتجاوزها القصيدة عبر تطورها استمرارها في المخيلة والذاكرة والتجربة الذاتية حتى عندما تحاول أن تلامس موضوعاً خارج  الذات أما الأستاذ فيصل دراج فيكتب حول معنى المعرفة الشعرية في رؤية الرومانسيين للشعر عندهم أنه رؤيا تجاوز النبوة تتماهى بها والشاعر رائي يبصر مالا يبصره غيره ويسأل في هذا المعنى عن أسئلة لإنسان الخالدة : الموت والزمن والكون وكل ما يضع الوجود الإنساني المتناهي في مقابل كون يتسم باللانهائية .
إلى جانب ذلك تناقش الورقة إمكانية تخلص الشعر بحداثيته وفنيته الخاصة من الحداثي العابر أو الارتهان باليومي المباشر أما الأستاذ حسن اللوزي فقد كانت بعنوان " الشعر حاجة انسانية متجددة " حيث عرّفت أن الشعر غير أنواع الكتابة وغير النثر  إلا ما استطعنا أن نفرزه من بينها بمقتضى الاحساس الخاص والتذوقث الموروث ، فالشعر حاجة لا  غنى عنها ففي ذات الانسان ووجدانه وربما في أعماقه التي نجهلها معامل رهيبة بحاجة إلى أتن تختبر وبحاجة إلى أن تنتج سلعا من الخامات  التي تتلقاها آنيا ويوميا أو بين حين وآخر في أشكال عديدة من تلك السلع والانفعالات الكلامية والكتابية والصراخية والهذيانية ، إن اللغة المبدعة من خلال عباقرة اللغة والنوابغ والجهابذة قادرة على تقديم وأشكال وموضوعات إبداعية جديدة  لكنها لايمكن أن تأتي ببديل لشعر ، فالشعر نفسه حي في وجدان البشر ويرفض ان يموت فيهم ، فضلا عن ان يتحجر او يتبدد ،، حتى و نطقط الأحجار يوما وقالت بأن الشعر قد ينغلق على سعة النفس البشرية ودنياها المتنوعة تنوع دنيا البشر ،، وينتحر .
أما عن الحضور المصري في مجلة " شعر " اللبنانية ( 1957/ 1970) للأستاذة دينا أبو شاور  هذه المجلة التي اسسها يوسف الخال في بيروت حيث استقبلت ما يزيد عن مائة شاعر وكاتب عربي وأكثر من مائة شاعر وكاتب أجنبي وقد تجلى الحضور المصري عبر ستة مستويات ، الأول هيئة التحرير حيث يمثل مصر كل من محي الدين محمد وهنري القيم وغلياس عوض والثاني المراسلون أو المساهمون في باب "بريد الشعراء" حيث يمثل مصر كل من ابراهيم شكر الله وغالي شكريومحي الدين محمد وليلى الحر وأحمد كمال زكي والثالث هم الشعراء المصريون الذين تم نقد دواوينهم في باب "في النقد" أحمد عبدالمعطي حجازي على سبيل المثال ثم التلقي المصري المشجع للحداثة أو الكتابة الجديدة كما تصورها مجلة شعر الطليعية ( طه حسين على سبيل المثال) كما التلقي المعادي لها ( محمد مندور او مجلس الفنون والآداب أو صبري حافظ)  والذي نجد أصداء له في باب " أخبار وقضايا" ثم أصداء الحياة الثقافية المصرية وكذا من خلال ما يدلي به كتّاب ومثقفون مصريون للمجلة عند زيارتهم لبيروت كنجيب محفوظ أو توفيق الحكيم أما السعودي سعد البازعي فقد قدم ورقة بعنوان تمثيلات الآخر في الشعر السعودي وتحت عنوان" الشعر والجمهور" قدم الشاعر العراقي سعدي يوسف ورقته التي تناولت إشكالية هذا العنوان الملتبس والذي يمثل في زعمه استقطابا ما ،، أي انه يضع الشعر مقابل الجمهور أو يضع الجمهور مقابل الشعر كأن الشعر والجمهور قطبان ذوا علاقة هي السلب تحديدا ويتعرض سعدي يوسف أيضا لثنائية الفن للحياة والفن للفن فالنص الشعري عنده هو المكتمل بذاته المتضمن ذواته ما دق منها وما انتشر وبذلك يشير إلى أن العملية الفنية ( الدائرة السيكولوجية والفيزيقية للحظة الإبداع) هي عملية تصعيد واحدة بالرغم من تعقيدها وليست ذات قطبين ، فالنص لا تكتمل صورته إلا بالمتلقي إذن هو متواجد منذ ميلاده إلى مستقبل ما والشاعر هو المستقبل الأول لما كتبه وهو نفسه جمهوره وهو القارئ الجيد للنص لأن النص صناعته ولأنه يتعرف على تفاوت مدى ما كتب ، الشاعر وموضوعه من المسعى الفني يحددان مدى النص المتاح كلما اتسعت الرؤية ، غدا النص أخذا مُضاءاَ وأشد وميضا ولسوف تلتهب الأكف بالتصفيق .. يعرج الشاعر سعدي يوسف في ورقته هذه على تجربته الشخصية إذ يقول : لم أسائل ولو مرة مبدا أنني لا أتملق القاعة ، تملق القاعة يعني احتقار أهلها يعني الحط من شأنهم باعتبارهم سُذجا ، قليلي الثقافة ومذاق وإلمام بالفن الشعري ، دأبت على قراءة نصوصي الصعبة نوعا ما وكنت أراهن دوما على حصافة الناس ورهافة تلقيهم النص الشعري ولم يكن رهاني الاستراتيجي خائبا يوما كيف حدث ذلك ؟ أعني من أين جاء هذا الرهان ؟

 أما ورقة ماهر شفيق فريد فكانت بعنوان هل مازال للشعر مكان في العصر الحديث؟
 حيث يعيد زيارة مناظر توماس لف بيكول وشللي في مطلع القرن التاسع عشر حيث نشر بيكوه عام 1821 م مقالة عنوانها  ( الصور الشعر إلا ربع ) سعى فيها أن يبرهن أن الشعر بطبعة لابد أن يتدهور مع تقدم الحضارة وأنه في الصور العقلانية والعلم كالقرن التاسع  عشر لا يعدو أن يكون مقارنة تاريخية لأنه قرين العقلية البدائية والشاعر اليوم أشبه بنصف متبرير في عالم متدمن ثم يتوصل شفيق فريد في النهاية إلى نقد هذه المقولة أو النظرة بقوله أن الشعر لم يفقد مكانه في الحياة الحديثة وإن طغت عليه الرواية حيناً والمسرحية حيناً آخر .
 تأتي بعد ذلك ورقة محمد عبد المطلب ( من قصيدة  النثر إلى نثر القصيدة حيث يناقش الحوار حول قصيدة النثر وحول مراحلها من تجريب ومغامرة كما يقول ثم يطرد نية كل ذلك في نهاية ورقته ليخلص إلى السؤال : هل هذا شعر أم غير شعر؟
 ليس .. هل هذا النص موزون أم غير موزون؟ أما وجدان الصايغ فتكتب عن القصيدة الأنثوية وثقافة الراهن حيث تتبنّى ورقتها رؤية نقدية خاصة في معالجة الخطاب النسوي المعاصر  إذ ترتكز على الجانب التطبيقي رغبة في بلورة شخصية القصيدة الأنثوية كما انتقت قصائد السودانية روضة الحاج والبحرينية نبيلة زبادي والقطرية سعاد الكواري والتونسية آمال موسى والمغربية ثريا ماجدولين واللبنانية هدى ميقاتي وغيرهن.. 
إلى جانب ذلك تناقش الورقة إمكانية تخلص الشعر بحداثيته وفنيته الخاصة من الحداثي العابر أو الارتهان باليومي المباشر أما الأستاذ حسن اللوزي فقد كانت بعنوان " الشعر حاجة انسانية متجددة " حيث عرّفت أن الشعر غير أنواع الكتابة وغير النثر  إلا ما استطعنا أن نفرزه من بينها بمقتضى الاحساس الخاص والتذوقث الموروث ، فالشعر حاجة لا  غنى عنها ففي ذات الانسان ووجدانه وربما في أعماقه التي نجهلها معامل رهيبة بحاجة إلى أتن تختبر وبحاجة إلى أن تنتج سلعا من الخامات  التي تتلقاها آنيا ويوميا أو بين حين وآخر في أشكال عديدة من تلك السلع والانفعالات الكلامية والكتابية والصراخية والهذيانية ، إن اللغة المبدعة من خلال عباقرة اللغة والنوابغ والجهابذة قادرة على تقديم وأشكال وموضوعات إبداعية جديدة  لكنها لايمكن أن تأتي ببديل لشعر ، فالشعر نفسه حي في وجدان البشر ويرفض ان يموت فيهم ، فضلا عن ان يتحجر او يتبدد ،، حتى و نطقط الأحجار يوما وقالت بأن الشعر قد ينغلق على سعة النفس البشرية ودنياها المتنوعة تنوع دنيا البشر ،، وينتحر .
أما عن الحضور المصري في مجلة " شعر " اللبنانية ( 1957/ 1970) للأستاذة دينا أبو شاور  هذه المجلة التي اسسها يوسف الخال في بيروت حيث استقبلت ما يزيد عن مائة شاعر وكاتب عربي وأكثر من مائة شاعر وكاتب أجنبي وقد تجلى الحضور المصري عبر ستة مستويات ، الأول هيئة التحرير حيث يمثل مصر كل من محي الدين محمد وهنري القيم وغلياس عوض والثاني المراسلون أو المساهمون في باب "بريد الشعراء" حيث يمثل مصر كل من ابراهيم شكر الله وغالي شكريومحي الدين محمد وليلى الحر وأحمد كمال زكي والثالث هم الشعراء المصريون الذين تم نقد دواوينهم في باب "في النقد" أحمد عبدالمعطي حجازي على سبيل المثال ثم التلقي المصري المشجع للحداثة أو الكتابة الجديدة كما تصورها مجلة شعر الطليعية ( طه حسين على سبيل المثال) كما التلقي المعادي لها ( محمد مندور او مجلس الفنون والآداب أو صبري حافظ)  والذي نجد أصداء له في باب " أخبار وقضايا" ثم أصداء الحياة الثقافية المصرية وكذا من خلال ما يدلي به كتّاب ومثقفون مصريون للمجلة عند زيارتهم لبيروت كنجيب محفوظ أو توفيق الحكيم أما السعودي سعد البازعي فقد قدم ورقة بعنوان تمثيلات الآخر في الشعر السعودي وتحت عنوان" الشعر والجمهور" قدم الشاعر العراقي سعدي يوسف ورقته التي تناولت إشكالية هذا العنوان الملتبس والذي يمثل في زعمه استقطابا ما ،، أي انه يضع الشعر مقابل الجمهور أو يضع الجمهور مقابل الشعر كأن الشعر والجمهور قطبان ذوا علاقة هي السلب تحديدا ويتعرض سعدي يوسف أيضا لثنائية الفن للحياة والفن للفن فالنص الشعري عنده هو المكتمل بذاته المتضمن ذواته ما دق منها وما انتشر وبذلك يشير إلى أن العملية الفنية ( الدائرة السيكولوجية والفيزيقية للحظة الإبداع) هي عملية تصعيد واحدة بالرغم من تعقيدها وليست ذات قطبين ، فالنص لا تكتمل صورته إلا بالمتلقي إذن هو متواجد منذ ميلاده إلى مستقبل ما والشاعر هو المستقبل الأول لما كتبه وهو نفسه جمهوره وهو القارئ الجيد للنص لأن النص صناعته ولأنه يتعرف على تفاوت مدى ما كتب ، الشاعر وموضوعه من المسعى الفني يحددان مدى النص المتاح كلما اتسعت الرؤية ، غدا النص أخذا مُضاءاَ وأشد وميضا ولسوف تلتهب الأكف بالتصفيق .. يعرج الشاعر سعدي يوسف في ورقته هذه على تجربته الشخصية إذ يقول : لم أسائل ولو مرة مبدا أنني لا أتملق القاعة ، تملق القاعة يعني احتقار أهلها يعني الحط من شأنهم باعتبارهم سُذجا ، قليلي الثقافة ومذاق وإلمام بالفن الشعري ، دأبت على قراءة نصوصي الصعبة نوعا ما وكنت أراهن دوما على حصافة الناس ورهافة تلقيهم النص الشعري ولم يكن رهاني الاستراتيجي خائبا يوما كيف حدث ذلك ؟ أعني من أين جاء هذا الرهان ؟

ليست هناك تعليقات: