الجمعة، 4 يوليو 2014

يحيى حقي أيقونة القصة العربية وكتابه فجر القصة المصرية




                                                                      شوقى بدر يوسف/القاهرة
نشر بالشمس الثقافي

    تتميز حياة يحيى حقى الأدبية، بوجوده وسط أجيال ثلاثة، عاصرها، وعايشها معايشة كاملة محققا بذلك معادلة صعبة قلما تتواجد فى حياتنا الأدبية على اتساعها ورحابة تكوينها وتشكيلها، أول هذه الأجيال كان هو جيل الرواد وهو جيل الآباء الذين بدأت على يدهم الإرهاصات الأولى لفن القصة والرواية المصرية هيكل، ومحمد ومحمود تيمور، وعيسى وشحاته عبيد، وتوفيق الحكيم، وحسين فوزى، وحسن محمود، وأحمد خيرى سعيد، ومحمود طاهر لاشين، وغيرهم من شباب هذا الجيل الذى كان يحيى حقى أحد فرسانه فى هذا الوقت المبكر لميلاد فن القصة الحديثة فى مصر، وأحد رواده الكبار الذين أثروا الحياة الأدبية منذ بداياتها الأولى، والذين بدأت على أيديهم ثورة إبداعية، نقلت فن القصة والرواية إلى مرحلة التمصير والتأليف والتأصيل . وثانى هذه الإجيال هو جيل الأبناء الذين أصّلوا هذه الفنون أيضا من خلال تيارات ومدارس جديدة أبدعوا فيها ونقلوا إليها كل جديد فى العالم من خلال وعى وإدراك وثقافة عميقة انعكست آفاقها على نتاجهم شكلا ومضمونا وهم نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، ويوسف الشارونى، ويوسف السباعى، وسعد مكاوى، والشرقاوى، ومحمود البدوى، وصلاح ذهنى، وفتحى غانم، وغيرهم أسماء كثيرة كان يحيى حقى وسط هذه الكوكبة رائدا ومعلما وقامة إبداعية سامقة، تعلم منه الجميع، وصار على نهجه الكثير من المبدعين، كبيرهم وصغيرهم وترسم الكثير منهم خطاه، حتى قال عنه نجيب محفوظ : " لا أظن أننى عرفت يحيى حقى قبل قراءة " قنديل أم هاشم " وكانت قراءتى لها اكتشافا لعالم حى من الفن والجمال كما كانت اكتشافا لعملاق من عمالقة الأدب، وفى الحال أضفته إلى مجمع الخالدين الذين كنت من تلاميذه ومريديه الذى تكون من طه حسين والعقاد والمازنى وهيكل والحكيم، شد ما أمتعنى " قنديل أم هاشم " بأسلوبه ورؤيته وأنغامه، ورحت أسأل عن مؤلفه فأعلم أنه من رجال السلك السياسى وأنه يعمل خارج القطر، وعلمت فى الوقت نفسه أنه كان أحد أركان مدرسة القصة القصيرة المصرية التى قدمت تجاربها قبل ذلك بأعوام وكان من رجالها محمود تيمور وحسين فوزى . وللأسف الشديد أننى لم أكن بدأت قراءتى الأدبية حين كانوا يكتبون، فعندما بدأت كانوا قد كفوا عن كتابتهم وتفرقوا فى مختلف الأعمال فلم نعرف منهم إلا محمود تيمور الذى لم ينقطع عن الإبداع طيلة حياته ولم تشغله عنه الشواغل .

     وأصبح فرضا عليّ أن اقرأ جميع ما يكتبه يحيى حقى فى المجلات والصحف والكتب . ازداد معرفة وتذوقا وأنبهر بسحره الخاص وعبيره الأنيق . وكنا نعتبره مقلا بلا اختلاف على قيمته ورفعته، ولكن إذا وضعنا فى الميزان مقالاته فعلينا أن نعتبره فى مقدمة الكتاب غزارة أيضا والحق أنه كان مدرسة فى القصة القصيرة، تشهد له إنجازاته بالتفوق والعمق واللمسات العبقرية كما تشهد مقالاته بثقافته الواسعة ونظراته النقدية النافذة فضلا عن ذلك الأسلوب الفريد فى وضوحه ودقته وجماله .

     وتشاء الظروف أن يعمل يحيى حقى فى مصر وأن يختار مديرا لمصلحة الفنون وأن يقع الاختيار على الأستاذ المرحوم على أحمد باكثير وأنا للعمل معه . هكذا أتم الزمان دورته ووجدت نفسى فى مصلحة واحدة وتحت رئاسة الرجل الذى طال شوقى إلى لقائه  وسؤالى عنه . ومنذ ذلك الوقت نشأت بيننا علاقة صداقة حميمة ومودة عظيمة، وعرفت الإنسان بعد أن أبهرنى الفنان وأتصل بيننا الحوار يوما بعد يوم، فعرفنا ما نتفق فيه وما نختلف، وكنا فى جميع الأحوال مثالا للموضوعية والنزاهة الفكرية . ولم يكن مفر من أن أعرف مع الفنان والإنسان ذلك الساخر ذا الدعابة الحادة، صاحب الروح الفكهة والنكتة البارعة، والتعليقات التى لا تنسى " . 

     كانت هذه وجهة نظر كاتبنا الكبير نجيب محفوظ فى رئيس العمل وزميل القلم يحيى حقى و هى تعبير دقيق عما كانه يحيى حقى فى الحياة الأدبية والإنسانية معا . الإنسان النادر والكاتب الغير عادى والفنان الثقة . عاصر يحيى حقى أيضا جيل الأحفاد وهو الجيل الذى يبدع الآن فى شتى المجالات كان يحيى حقى بالنسبة له الجد الكبير الذى يأخذون عنه كل شئ  فنه وإبداعه ونظرته للحياة وخبرته الطويلة فى شتى مجالات المعرفة وجوهر الإشعاع الذى ظل معه هذه السنوات المديدة من عمره إنسانا ومبدعا وكاتبا ومؤصلا وفنانا وانعكس كل ذلك على كثير من المبدعين الشباب .

     كتب يحيى حقى فى شتى المجالات القصة القصيرة والرواية والنقد الأدبى والموسيقى والشعر والنحت والتصوير والعمارة وحول ذلك يقول فى كتابه " كناسة الدكان " لا قياس عندى لعمرى إلا بهذه اللحظات القليلة النادرة التى نبض فيها عرق فى روحى معتزا بجذل قدسى عند التقائى بالفن . متلقيا ومعبرا . قمة هذا الجذل عند التقائى بالشعر والموسيقى على قدم المساواة ثم النحت ثم التصوير ثم العمارة لست أدرى أين أضع بينها لقائى برشاقة الإنسان فى فن البالية " . ويقول أيضا : " إن عمرى القصير فى الفن - إنه مجموع لحظات عابرة – قد جاوز نصف قرن . وأحمد الله على ذلك . لأن هذا الطول اتاح لى أن أشهد فى نفسى تحولا عجيبا، ولولاه لما شهدته " .

     كما نشأ يحيى حقى فى بيئة تحب القراءة وتعشق الكتاب وكان قدوته فى ذلك عمه محمود طاهر حقى صاحب " عذراء دنشواى " و " غادة حمانا "، كما كان أخويه إبراهيم وإسماعيل من هواة شراء الكتب والمطالعة، فنشأ يحيى حقى محبا لهذه الهواية واجتذبه الكتاب إليه وصار بعد ذلك من أقرب المقربين إليه ويقول فى ذلك أيضا فى كتابه " كناسة الدكان " والدتى وأبى وكذلك أخى الأكبر إبراهيم الذى يعرفه جميع باعة الكتب فى مصر . جديدها وقديمها . قد كون لنفسه مكتبة عربية وانجليزية كانت أول معين استقيت منه . وقد شارك أخى إبراهيم فى تحرير جريدة " السفور " أما أخى إسماعيل فقد ألف مسرحية لم تمثل . بالإضافة إلى جهود عمى محمود طاهر حقى فى القصة والمسرحية والصحافة " . كما كان شقيقه إبراهيم فى نفس الوقت يمثل حلقة الوصل بينه وبين المدرسة الحديثة للقصة القصيرة الذى كان يرأس تحرير صحيفتها " الفجر " أحمد خيرى سعيد وكان ذلك أثناء عمل يحيى حقى  معاونا للإدارة فى بندر منفلوط وكانت هذه المدرسة الرائدة قد بدأت فى إرساء دعائم أدب جديد ذى شخصية مستقلة لا تتأثر بالقديم العربى أو الجديد الأوربى وأصدرت صحيفة " الفجر " الذى كان شعارها الهدم والبناء . وقد أتاحت هذه الصحيفة على صفحاتها الفرصة للقصة القصيرة المؤلفة والمترجمة والرواية الطويلة المسلسلة وأيضا لمقالات النقد القصصى . وكان يحيى حقى أحد كتاب هذه الصحيفة وحول ذلك يقول : " نشرت أوائل قصصى فى صحيفة " الفجر " التى كانت تصدرها المدرسة الحديثة برئاسة أحمد خيرى سعيد ومن بينها قصة كتبتها وأنا واقع تحت تأثير الكاتب الأمريكى إدجار آلان بو هى قصة " السخرية أو الرجل ذو الوجه الأسود "، وأخرى أبطالها من القطط والكلاب اسمها " فلة ومشمش ولولا " . وعلاوة على هذه القصص التى نشرت فى صحيفة الفجر نشر يحيى حقى قصصه الأولى فى صحيفة السياسة والمجلة الجديدة لصاحبها سلامة موسى والسياسة الأسبوعية الذى كان يرأس تحريرها الدكتور هيكل .

      كما أرخ يحيى حقى لفن القصة القصيرة، ويعتبر كتابه " فجر القصة المصرية "، هذا الكتاب الصغير، العميق الذى لا تتجاوز عدد صفحاته من القطع الصغير مائة وخمسين صفحة، والذى صدر فى مارس عام 1960 فى سلسلة المكتبة الثقافية التى كانت تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد القومى من أهم المراجع الأساسية التى تتحدث عن بدايات القصة القصيرة، وإرهاصاتها الأولى فى مصرب، والتى تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ هذا الفن والذى كتبه يحيى حقى مضفرا فيه هذه البدايات بهموم الوطن، ومراحل كفاحه فى هذا الوقت والحالة الاجتماعية والسياسية التى كان يسير عليها، والذى بدأ يحيى حقى كتابته بأسلوب تمتزج فيه السخرية بالجدة بالفن بالعمق فى تناول هذه المرحلة، حيث تحدث عن ملامح العصر من كافة توجهاته الشعبية والاجتماعية والسياسية والوطنية ثم تناول فيه رواية " زينب " أول رواية بمعناها الفنى الحديث للدكتور محمد حسين هيكل والذى قال عنها : " انه من حسن الحظ أن القصة الأولى فى أدبنا الحديث قد ولدت على هيئة ثمرة ناضجة جميلة " . ثم تحدث عن رائد القصة المصرية القصيرة محمد تيمور ومأساة رحيله المبكر فقال : " انقصف عود محمد تيمور فى ريعان شبابه، لم يكد يشع نجمه فيجذب اليه العيون حتى خطفها وهو يهوى أمامها محترقا كالشهب، كلاهما كائنات عمرها قصير . خلقت لتحترق فى عزها لا لتبقى حتى يفتتها الهرم، هيهات أن يخمد حزننا عليه . إنه كما أغنى الأدب الحديث بحياته فقد أغناه أيضا بمماته، فإن مصابنا فيه قد أنقذ تاريخ فجر هذا الأدب من سأم الرتابة . وجرى حياة أبطاله إلى غاياتها المتوقعة، فاستمد بفضله مأساته وتعدد ألوانه "  . ثم تحدث يحيى حقى بعد ذلك عن المدرسة الحديثة الذى كان هو أحد فرسانها ومحمود طاهر لاشين ودوره الكبير فى تحديث هذا الفن، ثم تحدث أيضا عن رائد آخر من رواد القصة فى مصر وهو عيسى عبيد وشقيقه شحاته عبيد وأخيرا تناول القاص والكاتب توفيق الحكيم والذى قال عنه انه من معدن لا تجود به الأقدار إلا ببخل وعن وعى . وقد أستهل يحيى حقى هذا الكتاب الكبير فى معناها، الصغير فى أوراقه بهذه المقولة التى تعبر عن هذا الزمن الجميل الذى عاشه يحيى حقى فى بداياته الأولى وهذه الأيام التى عاصرها  إبان كتابته لهذا الكتاب الرائد : " ما أشد فتك الأيام فى عدوها ... نصف قرن وليس غير يفصلنا عن عهد إذا رجعنا اليوم إلى أخباره، حسبنا أنفسنا نكتشف أمة غريبة عنا " . وقد كشف يحيى حقى فى هذا الكتاب عن غرابة الأيام والفروق الجوهرية بين الفترتين مبتدئا صفحات هذا الكتاب بزمن يبدأ باليوم الأول من فبراير عام 1908 متكأ فيه على الأحوال الدائرة فى هذه الأيام والتى كللت بالسواد فى اليوم العاشر من هذا الشهر بجنازة زعيم الأمة مصطفى باشا كامل الذى وافته المنية يوم 10 فبراير عام 1908، وصف يحيى حقى هذه الأيام العشرة من خلال الأحوال الكاريكاتورية الذى كان عليها عامة الناس والصحف الهزلية والموظف الميرى والناس كل ذلك ليحدد من خلال هذه الصورة الاجتماعية والواجهة السياسية لمصر بدأ ظهور فن جديد للقصة القصيرة على يد مجموعة من الشباب الناهض الذين عاصروا المرحلة وواكبوا خطوطها العريضة وحول ذلك يقول يحيى حقى فى كتابه " فجر القصة القصيرة " : " ولكن لا تحسبن من هذه النماذج أنه عهد استرخاء ولهو . فإلى جانب هذا الهزل نجده يعج بالجد الغلاب، والجهاد المتصل والصراع المرير بين رجال كثر من العمالقة .. كرومر، عباس، مصطفى كامل، سعد زغلول، لطفى السيد، محمد عبده، قاسم أمين، بطرس غالى، إسماعيل أباظة، شوقى، حافظ، صبرى، ولى الدين يكن، على يوسف، إبراهيم المويلحى، صراع تتكامل به عناصر مسرحية درامية عنيفة، هو عصر تشتعل فيه حركة ذهنية زاد من اتقادها أنها تدور فى حلقة مفرغة جدباء من تطاحن حزبى لا يخلو من خصومات شخصية ,أنها محصورة فى صفوة ممتازة، وإن انعكس بعض آثارها على جماعات قليلة متفرقة كالجزائر وسط محيط الأمية " .

     ويستعرض يحيى حقى فى كتابه أحوال الكتاب فى هذا الوقت المبكر من عمر الوطن ومن عمر فن القصة القصيرة التى كان مخاضها لا يزال جاريا يقول يحيى حقى حول عمالقة التنوير الإبداعى الذين ظهروا بعد ذلك : " وفى 11 فبراير 1908 لم ينطفئ النور إلا قبيل الفجر فى حجرة فتى طويل القامة، أجش الصوت، لا تموت الطفولة فى قلبه طول عمره، هو ساهر مكب على القراءة بنهم، لا يفرغ من كتاب حتى ينتقل إلى غيره . كان قد أنهى مبكرا تعليمه فى المدارس وابتدأ ينشئ لنفسه مدرسة خاصة هو وحده تلميذها ومعلمها، فيضبط تفكيره طبقا لقواعد المنطق الصارمة، ويهيم باستخلاص المبادئ وترتيب النتائج عليها . كان من نصيب هذا الشاب من بعد أن يمد شباب مصر بغذاء ثقافى متكامل – طبق من الشرق وطبق من الغرب – ثم يكتب قصة فريدة يشرح فيها بمشرط المنطق عاطفة الحب إلى أن يكشف دقائق الأعصاب الخفية .. هذا هو عباس محمود العقاد . 

     يقاربه فى السن فتى آخر يختلف عن الباقين بأنه معمم، وأنه مكفوف البصر منذ طفولته، جاء هو الآخر من بلدة فى الصعيد ليطلب العلم فى الأزهر، كان فى أول أيامه بالقاهرة إذا خرج من بيته وتجاوز الباب، أحس عن يمينه حرا خفيفا يبلغ صفحة وجهة اليمنى، ودخانا خفيفا يداعب خياشيمه وأحس عن شماله صوتا غريبا يبلغ سمعه، ويثير فى نفسه شيئا من العجب يسمعه وينكره ويستحى أن يسأل عنه .. لم يعلم إلا فيما بعد أنها الشيشة وقرقرتها .. سيحمل هذا الشاب فيما بعد علم الثورة ضد كثير من المسائل المسلم بها فى الأدب، لا يهمه إثبات رأيه، بقدر ما يهمه إفساح المجال فى حرية الفكر والمناقشة والجدل، سيهيم بالغرب وأساليبه فى البحث، ويتمنى لو اعتنقها أبناء قومه يسترد أدبهم الموروث على يديه جماله ومجده . إنه أيضا سيكتب أكثر من قصة يصور فيها قطاعات مختلفة من مجتمعه ويأسر القلوب حين يتحدث، وهو يدور حول الرسول أو وهو – لا يدور – عن نفسه . إنه طه حسين .

     بقى أبطال المدرسة الحديثة التى ازدهرت فى مطلع الحلقة الثالثة من القرن العشرين – إنهم فى اليوم المعهود – 11 فبراير 1908 كانوا صبية فى الكتاتيب أو على أبواب المدارس الابتدائية أو أقل من ذلك عمرا، أقدارهم حينئذ سر محجب إنهم أحمد خيرى سعيد، الدكتور حسين فوزى، محمود طاهر لاشين، حسن محمود، محمود عزمى، إبراهيم المصرى، حبيب زحلاوى " .  عاصرهم صبى فى السادسة من عمره قاطع طريقه طريقهم فيما بعد، وإن لم يتصل بهم كجماعة بل كأفراد، وصفته أمه يوم مولده بأنه نزل ساكتا لم يبك كما تبكى الأطفال، صامتا وعيناه الواسعتان تتأملان الوجوه التى تنظر إليه، يظل طول عمره فى حاله، منطويا على نفسه، هذا هو كاتبنا الكبير توفيق الحكيم، أما أين كان شحاته وعيسى عبيد فى ذلك اليوم المعهود فلست أدرى ولا المنجم يدرى فهما لغز فجر القصة المصرية " .

    تلك كانت البدايات التى بدأ بها يحيى حقى كتابه الصغير العميق " فجر القصة المصرية " والذى فجر من خلاله، وأبان طبيعة الحال، والمناخ الثقافى والأدبى والسياسى والإجتماعى عندما بدأت القصة المصرية تأخذ طريقها إلى الميلاد، على يد هذا النفر من الشباب الذى واكبهم يحيى، والذى كان فى التاريخ الذى بدأ به كتابه لم يتجاوز الثالثة من عمره بأيام قليلة . ولكنه قدر له بعد ذلك كما قدر لكل من كتب عنهم أن يصبح جسمه الصغير وعقله المضيء الواعى علامة هامة فى الأدب العربى المعاصر .


ليست هناك تعليقات: